تعلمت ما لم يتعلمه أحد.. “سعاد بنت الثورة” .. خاطفة لقب “مسبع الكارات” من الرجل

  • 2014/10/26
  • 8:27 م

عنب بلدي – العدد 140 – الأحد 26/10/2014 

المعتصم بالله الحسن – دمشق

تعلمت مهن النساء، وخطفت مهن الرجال، فكانت نموذجًا فريدًا قل نظيره في زمن “الوجبات السريعة”، فأضحت سندًا وفخرًا لزوجها قبل الثورة، وبعدها.

تعلمت، أتقنت، احترفت، ضحت، فوهبت حياتها في خدمة عائلتها وثورتها، لتتعلم ما لم يتعلمه أحد، إنها “سعاد المحمد” البالغة من العمر 35 سنة، وخاطفة لقب “مسبع الكارات” من الجنس الذكوري.

 

  • تتفوق على الرجل

يصعب على المرأة منافسة الرجل في كثير من الأعمال، فهناك بعض الأشغال الشاقة غير المناسبة لها، لكن حالة سعاد تتعدى مهن الرجال، لتتفوق عليهم في كثير من الأحوال، إضافة لإتقانها مهنًا نسائية.

إنها ليست فقط المرأة المسؤولة التي حملت أعباء عائلتها على كاهلها، إنما الفنانة المبدعة التي ترسم البهجة على أفراد أسرتها في أصعب اللحظات، تقول سعاد: “رغم الجوع والحصار والدمار في ظروف الثورة، لكن أتعلم وأتحدى، وأحاول أن لا تطرق رياح اليأس بابي”.

 

  • شاء القدر فامتثلت

شاء القدر لسعاد الزواج بعمر العشرين قبل إكمال تعليمها، لكنها تعلمت مهنًا تعادل شهادات علمية كبيرة، لهذا يطلق عليها أفراد عائلتها لقب “مسبع الكارات”.

وقبل الثورة احترفت الخياطة ومهنة الدهان وجلي البلاط، وخبرت صنعة الطينة اليابانية، وبعدها تعلمت حياكة الصوف وحلاقة الشعر الرجالي والنسائي، مرورًا بأشكال الخيزران الكثيرة، لتنتهي عند مهنة الزراعة؛ ومن هنا تؤكد لعنب بلدي، أن “لكل مهنة حكاية وقصة تجمع بين طياتها أملًا وسعادة وألمًا”.

  • للخياطة والصوف قصة

تتقن سعاد مهنة الخياطة والصوف وتعتبر أن ذلك ساعدها وقت الثورة، نتيجة صعوبة الحصول على الملابس، بعد حصار مدينتها دوما، إضافة لأسعارها المرتفعة جدًا في حال توافرها إذ تقول “إن المدخرات من بعض المواد الأولية كانت رصيدًا لي، لذا كانت المعاناة في موضوع الملابس والصوف أقل من غيرها”.

  • مهن ذكورية

من المهن الخاصة بالرجال، خطفت سعاد مهنة الدهان بعد ما تعلمت أبجديتها الأولى من زوجها، لكن سرعان ما احترفت طرق العجن والأشكال والرسوم وتفننت بها، كما تعلمت الطينة اليابانية بعد مشاهدة أسلوب تحضيرها لدى جارها المتخصص، إضافة لصناعتها شغل معظم مستحضرات الخيزران اليدوي.

  • منقذًا ومعينًا في الحصار

تؤكد سعاد أن المهن التي تعلمتها كانت “منقذًا ولا زالت معينًا في أيام الحصار على مدينة دوما”، إذ ساعدت أهلها على تخطي مشكلة الملابس وقلتها في المدينة، وكذلك كان لمهنة الزراعة دور في تأمين لقمة العيش لها ولكثير من الأسر.

مع إرادة “التقليد مفيد”

حفظ المبادئ الرئيسية وتقليد ما تراه، سر نجاح سعاد؛ ومن هنا تقول: “أتقن معظم المهن التي تمر على مفكرة حياتي”، مرجعة سر الصنعة إلى “إرادة تصنع المعجزات”، مع التنويه أن “الطموح يتجه نحو مهن أخرى مع ظروف الثورة الصعبة”.

وتمنّت سعاد في ختام حديثها حمل السلاح للدفاع عن نفسها في حال اضطرها الأمر، لكن زوجها عارض ذلك، رافضة بالمقابل ما تفعله بنات الجيل الحالي اللاتي لا يتعلمن أبسط تفاصيل الحياة المنزلية، مؤكدة أنها ستعلم ابنتها بعض المهن التي أتقنتها رافعةً شعار “خير خلف لخير سلف”.

مقالات متعلقة

  1. "إبرة وخيط" معرض منتجات يدوية لنساء حلب
  2. اللجان الشعبية (حماية أم عصابة)
  3. سعاد خبية: وعي المرأة بذاتها أولى خطوات تمكينها اجتماعيًا
  4. صناعة أواني القش.. تراث تحييه نساء مبدعات في إدلب

مجتمع

المزيد من مجتمع