من داريا إلى إدلب.. فرق الإغاثة والطوارئ لم تنم

camera iconحافلات تقلّ المحاصرين القادمين من داريا إلى إدلب - 27 آب 2016 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

لم ينم أحد خلال تلك الليلة كانت القلوب تتلهف، الجميع منهك بالعمل بانتظار القادمين من جنوب البلاد لشمالها، لا يحملون معهم سوى إشارات النصر.

وصلت الدفعة الأولى من أهالي داريا الذين تم إجلاؤهم إلى إدلب، صباح السبت 27 آب، تلتها الدفعة الثانية صباح الأحد، ليبلغ الواصلون حوالي 1400 شخص بينهم أطفال ونساء.

عشرات المتطوعين رافقوا الأهالي في رحلتهم، ووصل عدد متطوعي منظمة “بنفسج” إلى 40 شخصًا، بينما شارك قرابة 70 متطوعًا من الهلال الأحمر السوري.

يقول محمد نور عوض، مسؤول التنسيق في منظمة “بنفسج”، إن استنفارًا عامًا لفرقة الطوارئ بدأ قبل وصول الأهالي بـ 24 ساعة، للتجهيز لمساكن مؤقتة للاستقبال ريثما يتم نقل الواصلين لبيوت سكنية.

يقول سهيل سويد، أحد المتطوعين في فريق ملهم، أن عمله بدأ منذ الخامسة صباح الجمعة ولم ينته إلى صباح اليوم التالي بعد استقبال الدفعة الأولى.

عمل بداية على تأمين البيوت داخل مدينة إدلب وكتابة عقود الآجار وفرشها وتجهيزها، واقتطع عمله صديقٌ يخبره أن عليهم الذهاب إلى قلعة المضيق لاستقبال الوفود القادمة.

وكان المجلس المحلي لمدينة داريا أعلن عن تشكيل غرفة “طوارئ”، تجمع المنظمات الإغاثية لتفادي التضارب واستغلال القضية من قبل البعض.

جموع من الأهالي وقفوا لاستقبال القوافل في شتى مراحلها بالأرز والحلويات، أما العاملون في المنظمات الإنسانية فقد توزعت أعمالهم بين مساعدة الأهالي في نقل حوائجهم ورعاية أطفالهم ونقل الجرحى والإصابات للمستشفيات.

مصطفى، موظف في إحدى المنظمات الإنسانية المشاركة، يقول إنه رغم مشاركته في إجلاء أهالي قدسيا والوعر ومضايا والزبداني، لكن العمل هذه المرة كان مختلفًا، موضحًا “عملنا في اليوم الأول لمدة 12 ساعة متواصلة وكنا مستعدين للعمل 12 ساعة أخرى، فرح عارم باللقاء والكثير من الضحكات والدمعات والقصص تقتطعها الدهشة، وربما صور “سيلفي” في تلك الأوقات الاستثنائية”.

في نهاية العمل تم نقل الأهالي من المساكن المؤقتة إلى بيوت سكنية في مدن مختلفة من محافظة إدلب (أطمة، جرجناز، معرة النعمان)، وبعد يومين من العمل المتواصل لاتزال جاهزية هذه الفرق للعمل قائمة لاستقبال بقية الأهالي المفترض وصولهم من معضمية الشام في ريف دمشق.

يقول الشباب المشاركون أن أكثر ما أثار إعجابهم هو الشخصية المتفائلة التي وجدوها لدى أهالي داريا، رغم مفارقتهم أرضهم، ويعزون ذلك إلى الألفة التي قابلتهم ومهام أخرى تنتظرهم لإكمال مسيرتهم، فقد كتب أحدهم عبر حسابه في “فيس بوك”، “عزاؤنا أن وجهتنا هي إدلب، إلى لقاء قريب في داريا إن شاء الله”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة