حارب الأسد الأب وتصالح مع الابن.. عون من المنفى إلى الرئاسة في لبنان

camera iconالرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء المستقي، سعد الحريري (انترنت)

tag icon ع ع ع

 

أثار ترشيح زعيم تيار المستقبل ورئيس حكومة لبنان السابق، سعد الحريري، ميشيل عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية، ردود أفعال متباينة بين الأطراف السياسية.

البعض اتهم الحريري بالتخلي عن الحليف السعودي والتوجه إلى دعم حليف حزب الله وإيران في لبنان، ما سيؤدي إلى إضعاف موقف السنة.

في حين رأى البعض ومنهم، رجل الأعمال السوري، فراس طلاس عبر صفحته في “فيس بوك”، اليوم الجمعة 21 تشرين الأول، أن هدف الحريري من تأييد عون هو وضع اللوم على حزب الله في حال فشل وصول عون إلى الرئاسة، أما في حال وصوله فإن الحريري سيخسر ما بقي له من شعبية وسيخسر لبنان استقراره الشكلي.

عون والنظام السوري

عون البالغ من العمر 81 عامًا والمنحدر من منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد اليوم المعقل الرئيسي لحزب الله، كان أحد المسببين للحرب الأهلية التي ضربت لبنان لمدة 15 عامًا في تسعينات القرن الماضي.

عين في حزيران 1984 قائدًا للجيش اللبناني، وبات لقب “الجنرال” منذ ذاك الحين ملتصقًا باسمه، وكلفه الرئيس اللبناني آنذاك، أمين الجميل، بتشكيل حكومة عسكرية بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه في 1988.

فأصبح في لبنان حكومة عسكرية، إلى جانب الحكومة المدنية التي كان يرأسها سليم الحص.

وبالإضافة إلى كونه رئيس الحكومة عين أيضًا وزيرًا للدفاع الوطني والإعلام، كما كلف بمهام وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزارة الداخلية بالوكالة.

وشن عون في 1989 حربًا ضد الجيش السوري الموجود في لبنان منذ 1976، وأطلق على حربه اسم “حرب التحرير”.

وبالرغم من عدم تمكنه من طرد القوات السورية إلا أنه أصبح بطلًا في نظر المسيحين في لبنان، إضافة إلى حصوله على بند في اتفاق الطائف الموقع في السعودية 1990 الذي أنهى الحرب الأهلية، بخروج الجيش السوري خلال سنتين من لبنان.

إلا أن الأمور انقلبت عليه، خاصة بعد حصول النظام السوري على الضوء الأخضر بحسم الأمور، فاجتاحت القوات السورية قصر بعبدا في 13 تشرين الأول 1990، ما اضطره إلى اللجوء إلى السفارة الفرنسية ونفى نفسه إلى فرنسا مدة 15 عامًا، أسس فيها “التيار الوطني الحر”.

العودة إلى لبنان

بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، والاحتجاجات المرافقة لمقتله، خرجت القوات السورية من لبنان في 2005، وعاد عون ليخوض الانتخابات النيابية التي أجريت في 2005، ودخل  البرلمان بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائبًا.

لكن الملفت هو عودة العلاقات بين عون والنظام السوري، فقد زار سوريا ثلاث مرات والتقى برئيس النظام بشار الأسد أعوام 2008 و2009 و2010.

العام الماضي تحدثت تقارير إعلامية عن محادثة بين الأسد وعون طلب منه الصمود في معركة الوصول إلى رئاسة الحكم، قائلًا له “هي أشهر معدودات وسيتغير الموقف نحو الأفضل”.

وفي كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية ترشيحه لعون ما أحدث توترًا بينه وبين حليفه الحريري قبل أن يتراجع الأخير ويرشح الجنرال بحجة إنقاذ لبنان من “الفراغ الرئاسي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة