الإبهام الأفحج.. أشيع تشوه هيكلي يصيب القدم

الإبهام الأفحج
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

لعل أشيع تشوه يصيب القدم هو ذلك العوج الذي يطرأ على الإصبع الكبرى (الإبهام) ويسمى بالفحج، وفيه تميل هذه الإصبع برأسها باتجاه بقية الأصابع، كما تبرز للعيان كتلة عظمية كبيرة على حافة القدم قرب قاعدة الإبهام، وهذا يسبب ألما مبرحًا وصعوبة في انتعال الأحذية، ناهيك عن المنظر القبيح للقدم بشكل عام. ولعلاج هذه المشكلة لابد من الوقوف على مسبباتها وعلاجها حسب ما تقتضيه كل حالة.

 ما هو الإبهام الأفحج

هو إبهام القدم المنحرف بشكل غير طبيعي عن خط الوسط في الجسم باتجاه باقي الأصابع، وينجم ذلك عن تشكل نتوء غير طبيعي على المفصل الواقع في قاعدة الإبهام، و يتضخم هذا المفصل مجبرًا الإبهام على الاندفاع باتجاه أصابع القدم الأخرى، إذ يتجه المفصل للخارج و الإبهام للداخل، ويمكن أن تلتهب الأنسجة المحيطة بالمفصل، ما يسبب انتفاخًا وتورمًا وألمًا

ما أسباب الإبهام الأفحج؟

هذه الحالات في معظمها وراثية، حيث تتموضع الأوتار والأربطة والهياكل الداعمة لمشط القدم بوضع غير طبيعي، ويؤدي تعرض مقدم القدم للانضغاط إلى ظهور المشكلة، كما هو الحال عند لبس أحذية غير مناسبة، فارتداء أحذية ضيقة قد يفاقم المشكلة الناجمة عن التركيب غير الطبيعي ولكنه ليس المسبب الأساسي لها.

وهناك أسباب مكتسبة قد تؤدي إلى فحج إبهام القدم، مثل التهاب المفاصل الرثواني، والحوادث التي غالبًا ما تصيب الرياضيين بسبب تمزق في الرباط الجانبي الوحشي أو في الوتر الملتصقة في الإبهام، وبعد بعض العمليات الجراحية.

ما أعراض وعلامات الإصابة بتورم الإبهام الأفحج أو ما يعرف بالوكعة؟

يحدث انحناء إبهام القدم نحو أصابع القدم الأخرى، تورم في مفصل قاعدة الإبهام وبروزه ككتلة عظمية كبيرة، صعوبة في حركة الإبهام حيث يصبح غير قادر على دفع الاشياء، تشوه مقدم القدم نتيجة انضغاط بقية الأصابع وتشوهها (أصابع مطرقية، أصابع مخلبية)، التهاب وسادة الأصابع المضغوطة، تهيج الجلد حول الورم، ألم في الإبهام عند المشي نتيجة تآكل المفصل، ألم في وسط القدم عندما يقل استخدام إصبع الإبهام بشكل كامل ويتم ازدياد الحمل على إصبع القدم الصغير.

كل ذلك يؤدي إلى صعوبة عند ممارسة الرياضة أو المشي، وصعوبة في إيجاد أحذية مناسبة، ما يجبر المصاب على أن يشتري أحذية بحجم أكبر لاستيعاب الزيادة في العرض التي يسببها التورم، كما يصبح لبس الكعب العالي مشكلة لأنه يسبب الضغط على أصابع القدم.

ما هي طرق المعالجة الممكنة؟

تتوزع أساليب المعالجة في اتجاهين، الأول هو تخفيف الألم، والثاني هو تقويم الوضعية الخاطئة للعظام.

ويتم تخفيف الألم بالطرق المحافظة، وهي تتضمن استخدام المسكنات عند اللزوم مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (بروفين، ديكلوفيناك..)، نقع القدمين في ماء دافئ لمدة نصف ساعة، وضع الكمادات الثلجية على المفصل لمدة نصف ساعة، تعديل الانحراف بواسطة ارتداء بعض الأحذية الطبية الخاصة (إضافة فواصل أصابع القدم الجيلاتينية لتنظيم الأصابع بالوضع الطبيعي)، أو ارتداء مشدات الإبهام التي توجهه بالاتجاه السليم، أو استخدام الجبائر المرنة التي تصحح اتجاه الإبهام وتخفف الألم، لكن هذه الإجراءات- كما ذكرنا- لا تحسن الوضعية الخاطئة بشكل نهائي وإنما تخفف الألم فقط.

ولتقويم الوضعية الخاطئة للعظام يتم اللجوء إلى الجراحة، والشرط الأساسي لإجراء الجراحة هو التشوه المؤلم، لكنها لا تضمن الشفاء الكامل أو أن مظهر الإصبع سيكون مثاليًا، إذ إن نسبة التحسن تتراوح بيم 61 – 85%، لذلك تجرى فقط عندما يتم استنفاد جميع إمكانيات العلاج التقليدي المحافظ.

ويمكن إجراء الجراحة بتخدير موضعي، أو التخدير القطني، أو بالتخدير عام، وبعد العملية يحتاج المريض إلى فترة نقاهة تمتد ما بين 6 و 8 أسابيع، والتي تتطلب عادة استعمال العكازات للمساعدة في التنقل.

كيف يمكن الوقاية من تورم الإبهام الأفحج؟

عن طريق استخدام أحذية صحية في وقت مبكر ذات مجال واسع لأصابع القدم.

المشي بقدمين حافيتين قدر الإمكان، إذ إن المشي حافي القدمين يقوي عضلات القدمين ويساعد العظام في إعادة التنظيم في شكلها الطبيعي بدلا من الاضطرار لمسايرة شكل الحذاء.

تجنب النشاطات التي ينتج عنها التورم كرقص الباليه وبعض النشاطات الأخرى التي تتطلب أحذية ضيقة.

إجراء التمارين التالية يوميًا بعد نزع الحذاء:

  • فرد إبهام القدم، باستخدام أصابع اليدين لسحب إبهام القدم ليصبح في محاذاة بقية الأصابع.
  • فرد باقي الأصابع، بفردها للأمام لعشر ثوانٍ ثم ثنيها لأسفل لعشر ثوان، ويكرر هذا عدة مرات.
  • ثني أصابع القدم، بضغطها على الأرض أو ضد جدار حتى يتم ثنيها للخلف لمدة 10 ثوان ثم تحرر، ويكرر هذا عدة مرات.
  • المسك بأصابع القدمين، محاولة الإمساك بقطعة قماش أو منشفة بأصابع القدمين ثم إسقاطها ثم محاولة الإمساك بها مرة أخرى.

وينصح بإجراء الجراحة في المراحل المبكرة للحفاظ على مفصل الإبهام من التنكس، كما أن التأخر بالعلاج يؤدي إلى تزايد تصلب مفصل الإبهام وتشوه الأصابع المجاورة وهذا يجعل من الصعوبة إجراء الجراحة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة