قرآن من أجل الثّورة 79

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 79 – الأحد 25-8-2013
غفار حكمت محمد – الحراك السّلمي السّوري
4 البقاء للأنفع
عندما يفرح العلماني بإقصاء الإخواني، ويفرح الإخواني بإقصاء العلماني فهما وجهان لعملة واحدة. ما زلنا نتعامل مع الحقّ وكأنه أمر مرتبط بشخص أو بحزب. عندما يكون هدفنا جميعًا أن نتساوى في الواجبات والحقوق وأن يعمّ العدل العالم ونتعلم أن نتقبل وجود الرأي الآخر واحترامه ومناقشته بجدية بحثًا عن الأكثر نفعًا، عندها نستطيع أن نبني وطنًا غير قابل للاختراق أو الكسر. الأكثر نفعًا هو الحق، ما ينفع كل الناس، وليس ما ينفع فئة قليلة منهم، وكل الأفكار والممارسات الفاشلة مهما كان مصدرها ستذهب إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها، البقاء للأنفع، لا للأقوى {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً * وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} (سورة الرعد، 17).
البناء مسؤولية فردية
الخلاص يوم القيامة فردي ولا يسأل كلٌ منّا إلا عمّا قدمت يداه، كذلك البناء في الدنيا، مسؤولية فردية، هي مسؤولية كل فردٍ على حدة. عندما يقوم كل فرد بواجباته كاملة، ويسعى لأن يكون إنسانًا راشدًا، عندها يتحقق المجتمع الراشد. المجتمع الديمقراطي هو مجموعة من الأفراد الذين يفهمون ويتبنون الديمقراطية، وبدون عتبة حدية كافية من الأفراد الراشدين لا يمكن بناء ديمقراطية. كفانا لومًا للخارج والداخل، كفانا لومًا للملائكة والشياطين، كفانا لومًا لقوانين الطبيعة وقوانين النفس والمجتمع، فليبدأ كلٌ منا بنفسه، ولا يبخسنَّ أحدٌ قدر نفسه، فهو اللبنة الأولى في بناء أي مجتمع.. {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} (سورة الأنعام، 164)

الأفكار أساس الأفعال
ما نقوم به من أفعال هو انعكاس مباشر لما نحمله من آراء وأفكار، وبالتالي كل النتائج التي تترتب على هذه الأفعال هي نتيجة لما نحمله من أفكار، عندما تكون النتائج كارثية ولا تتوافق مع أمنياتنا علينا أن نعيد النظر في الأساس الذي بنينا عليه أفكارنا.{وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} (سورة فصّلت، 23) ومن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة