دور الأهل في استقلالية الطفل

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 81 – الأحد 8-9-2013
أسماء رشدي
6
إن عملية تشجيع الطفل على الاستقلال عملية معقدة، فمهما كنا متفهمين  لأهمية أن يكون أولادنا مستقلين عنا، إلأ أننا غالبًا ما نحاول أن نفعل عكس ذلك، لأنه من الأسهل بالنسبة لنا أن نقوم نحن بأمورهم من أن نعلمهم كيف يقومون بها بأنفسهم. ولا ننسى أننا تربينا على أن الأم الجيدة هي من تفعل كل الأمور لأولادها، وهذا من الأخطاء الموروثة التي يجب نعيد التفكير بها ونعطي الفرصة لأطفالنا لكي يكونوا قادرين على أداء مهامهم، البسيطة بالنسبة لنا، ولكنها بنفس الوقت قادرة على نقل الطفل نقلة نوعية في حياته وتنشئته تنشئة سليمة.

هناك بعض الممارسات التي قد تساعد أطفالنا في الاعتماد على أنفسهم:
• اعط الفرصة للطفل لكي يختار، مثلاً: هل تريد أن تأكل الموز أم التفاح أم ماذا؟ إن إعطاء الطفل مثل هذه الخيارات في باقي أمور حياته منذ صغره يساعده في تعلم مهارة اتخاذ قرارات. فمن الصعب جدًا أن يكبر الطفل ويجد نفسه مضطرًا لاتخاذ قرارات حول الدراسة أو العمل الذي يجب أن يختاره بدون أن يكون لديه خبرة سابقة في اتخاذ خياراته منذ طفولته.
• أظهر الاحترام لجهد ومحاولات الطفل عند أدائه أي عمل يقوم به، مثلاً: لا تقل له «لماذا تجد صعوبة في حل هذه الوظائف، إنها سهلة» ظنّاً منك أنك تشجعه بكلامك هذا مع أن الوظيفة قد تكون فعلاً صعبة. بإمكانك أن تغير هذه العبارة وتقول مثلاً: لا بد أنه لديك الكثير من الوظائف وهذا عمل يحتاج إلى جهد منك. عندما نحترم ما يقوم به الطفل من جهد فإن ذلك يعطيه دافعًا لإنجاز المزيد. الفكرة هنا في التركيز على طريقة طرح فكرتنا بحيث تكون إيجابية وغير محبطة للطفل.
• لا تكثر من طرح الأسئلة عليه بشكل دائم ودفعةً واحدة، فمثلاً لاتقل له: هل أحببت الأطفال الآخرين في الصف؟ كيف كان أستاذك؟ هل أنهيت وظائفك؟ لأن ذلك قد يشعره بأننا نقوم باقتحام حياته الخاصة. عمومًا الأطفال لا يتكلمون إلا عندما يريدون. ليس معنى ذلك أن لا نطرح عليهم أسئلة على الإطلاق لكن ما يهم هو أن نفهم وقع هذه الأسئلة على أطفالنا والوقت الذين يريدون أن يتحدثوا فيه.
• لا تسرع في الإجابة على كل ما يطرحه من أسئلة، فمثلًا: لماذا يجب أن يعمل أبي كل يوم؟ بإمكانك أن ترد عليه بأن تقول مثلًا: برأيك أنت ماذا تظن؟ فمن حقهم إعطاءهم فرصة للتفكير بأسئلتهم والبحث عن الأجوبة بأنفسهم.
• شجع الطفل على أن يطلب المساعدة في حال احتاجها من الأشخاص المحيطين به. يجب أن يعرف أن بإمكانه أن يلجأ إلى العالم المحيط به لتقديم المساعدة له في حل مشاكله خارج إطار المنزل. قد يسأل الطفل مثلاً: لا أعرف كيف يمكن أن أرفع علاماتي في مادة الرياضيات. في مثل هذه الحالة، يمكن أن تقول له: ما رأيك أن تسأل أستاذك عن الطريقة المناسبة لمساعدتك في هذا الموضوع.
• لا تقطع الأمل لدى الطفل، فمثلاً عندما يخبرك الطفل أنه يرغب في أن يصبح مهندسًا عندما يكبر، لا تحبطه وتقول له بدرجاتك المنخفضة في الرياضيات لن تتمكن من تحقيق ذلك ولا أريدك أن تفشل وتشعر بالخيبة، ولكن بإمكانك أن تقول له: إذاً أنت تطمح أن تصبح مهندسًا، بوركت. لأنه لدى محاولتنا تجنيب الطفل لخيبات الأمل فإننا بذلك نبعده عن الأمل والكفاح وتحقيق الأمنيات.
• دع الطفل يظهربالطريقة التي يحب أن يظهر بها واترك الحرية له في انتقاء ملابسه.
• اترك الطفل يجيب عن الأسئلة التي تتعلق به بنفسه، مثلًا: عندما يسأل أحدهم: هل يشعر أحمد بالسعادة بأخيه المولود حديثًا؟ يمكنك أن تقول: أحمد بإمكانه أن يخبرك بنفسه.
• لا تنس أن الإصغاء إلى مشاعر الأطفال وأفكارهم وتشجيعهم على حل ما يواجههم من مشاكل سوف يعزز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الاعتماد على أنفسهم في أمور حياتهم.
ربما تقل حاجة الطفل إلى أهله كلما كبر ولكن إياكم أن تبعدوه عنكم لو جاء يومًا طالبًا للأمان فهو سيبقى في حاجة إليه في المستقبل. هذه ليست بالضرورة ممارسات نهائية وكاملة لتعليم الطفل الاستقلال عن أهله، وقد لا تنطبق على كل الأطفال ولكن يمكن اعتبارها إرشادات لمزيد من الممارسات الفعالة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة