كفرنبل.. إبداع بلا حدود

tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 15 – الأحد – 13-6-2012

لا ترحل جايينك..!

اشتهرت هذه العبارة بلافتة رفعت في كفرنبل مدينة الإبداع، تلك المدينة والناحية الإدارية التابعة لمنطقة معرة النعمان في محافظة إدلب في سوريا، تقع غرب معرة النعمان بـ 10كم. يقترب عدد سكانها من الثلاثين ألف نسمة، تعود المدينة لعصور تاريخية قديمة فيها الكثير من الشواهد الأثرية، وتشتهر بزراعة الأشجار المثمرة ومن أهمها التين والزيتون والفستق الحلبي إضافة لزراعات أخرى.

تقوم المدينة على أطلال مدينة قديمة وتطالعك الآثار في أماكن عديدة وتحيط بكفرنبل آثار عدة مدن بيزنطية هامة مثل ربيعة، شنشراحوسرجيلا والبارة وغيرها.

تفجرت المواهب الدفينة والطاقات الكامنة بكل سوريا مع أول صرخة حرية ولكن كان أكثرها تميزًا كفرنبل.. فقسوة الحياة وظلم السنين الذي عاناه هذا الشعب على عهد الأسد الأب وكذلك على زمن الابن، كان هو الشرارة التي أشعل بها هؤلاء الثوار فتيل إبداعاتهم وأطلقوا لها العنان، فكانت شعلة نور في زمن السواد.. هذه الإبداعات جعلت كل من يقرؤها يتغنى بها ويتخذها مثلًا لما تحمله من رسائل وأهدافًا سامية سواء للنظام أم للصامتين أم رسالة تضامن وتشجيع للشعب السوري الحر.. ففي جمعة ثورة لكل السوريين رفع أحرار كفرنبل لافتة رائعة تحمل في جعبتها هدف عظيم ورسالة سامية بأن الشعب السوري واحد مهما اختلفت طوائفه وأديانه (أنا درزي وعلوي سني وكردي سمعولي ومسيحي يهودي وآشوري… أنا الثائر السوري وأفخر)

كما كان للافتاتهم معانٍ وأبعاد سياسية ينم ذلك عن وعي وفهم عميق لمجريات الأحداث على الساحة الدولية، حيث وجهت رسائل إلى المجتمع الدولي وذكرت بطريقة فكاهية وساخرة بتخاذل الموقف التركي فمن هذه اللافتات (كفرنبل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداء على تركيا! اسطنبول خط أحمر! ) رسالة  تنتقد تصريحات أردوغان بأن حماه خط أحمر! ولن نسمح بحماه ثانية! ولكن بقي الموقف التركي مكتوف الأيدي رغم حصول حماه ثانية ومئات المجازر..!

ومن كفرنبل رسالة تضامن مع أهالي حمص لما عانوه من بطش النظام (لوكانت عروق كفرنبل أنابيب نفط لذبحناها وقدمناها للغرب لأجلك باباعمرو) وكذلك لكل الشعب السوري الذي لازال يعاني من إجرام الأسد وشبيحته.. فلرسائلهم وقع خاص لقارئها لما تحمله من روح الدعابة والبراعة في إيصال الفكرة، حيث عبر أطفال كفرنبل عن معاناتهم، فلقد أنساهم هول ما رأته أعينهم ألعاب الطفولة والرسوم المتحركة (يخرب بيتك نسينا توم وجيري)..^_^

ولم تقتصر إبداعاتهم على الكلام فقط فكان لرسم الكاريكاتير ولريشة فنانه نصيب كبير من إيصال معاناة السوري.. وتخاذل الضمير العربي برسم ساخر يترك أثرًا لكل من يراه إلا عند ذوي الضمائر الميتة فهي لا تهز من مشاعرهم ولا تحرك عندهم ساكنًا (لقد أسمعت لو ناديت حيًا..! ولكن لا حياة لمن تنادي!!)

و أيضًا من روائع كفرنبل في جمعة من جهز غازيًا فقد غزا أنهم رفعوا لافتات كتب عليها كلام بالمقلوب دلالة على انقلاب المفاهيم والموازيين (انقلبت المفاهيم.. المجرم طفل العالم المدلل.. والضحية الشعب عسى أن يفنى وننتهي!!). فلتسمع أيها المجرم ماقاله أحرار كفرنبل منهم ومن كل حر سوري:

وللحرية الحمراء باب… أقفلته أمم الأرض.. ولكن الله معنا… سننتصر ويهزم الأسد

فمن هنا خرج الإبداع من قلب الألم.. لن تثنينا الصعاب وسنتحدى الظلم.. وسوف نبقى هنا سوف يحلو النغم..




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة