"رحماء الخيرية".. عام وثلاثة أشهر من العمل

قسمٌ تخصصي يؤمّن الأجهزة الطبية لمصابي الغوطة مجانًا

القسم الطبي في مؤسسة رحماء الخيرية بالغوطة الشرقية - الأربعاء 4 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

camera iconالقسم الطبي في مؤسسة رحماء الخيرية بالغوطة الشرقية - الأربعاء 4 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

“أصبت بشظايا في يدي وبطني جراء قذيفة مدفعية قبل خمسة أشهر، عندما كنت داخل سوق مدينة دوما”، يشرح الشاب مهند درباس (25 عامًا)، قصته ومعاناته مع الإصابة، التي خضع إثرها لعمل جراحي بعد تضرر العصب الكعبري في يده، إلى أن حصل على جهاز مانع هبوط، من القسم الطبي الذي يديره كادر مؤسسة “رحماء الخيرية”.

تأسست مؤسسة “رحماء الخيرية” في الغوطة الشرقية مطلع عام 2015، وتعنى بالعمل الإغاثي، ويتبع لها قسم الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية وأجهزة الشلل النصفي، الذي يقدم خدماته لجرحى ومصابي الغوطة مجانًا، إضافة إلى تزويد بعض المراكز والمؤسسات الصحية ومراكز العلاج الفيزيائية بتلك الأجهزة.

يؤكد درباس في حديثه إلى عنب بلدي أن الجهاز، الذي حصل عليه مجانًا وجرى تعديله أكثر من مرة، ساعده على تخطي جزء كبير من تبعات الإصابة، متمنيًا “أن يشفى جميع المصابين بعاهات”.

يُصنّع كادر القسم الطبي في المؤسسة هياكل وأجهزة تقويمية من المواد المتوفرة في الغوطة الشرقية، وأبرزها السيليكون، والكروم، والحديد، والإسفنج المضغوط، والمواد اللاصقة، والقماش.

يقول ناظم جاويش (35 عامًا)، الذي أصيب بأذية عصبية وكسر في فخذه، إثر غارة على دوما، إنه عانى لفترة من قصر في قدمه كنتيجة للإصابة، حتى بعد أن شفي منها، وذلك لتفتت عظم الفخذ، لافتًا إلى أنه حصل على جهاز مانع هبوط لمشط قدمه من القسم الطبي، “ما مكنني من السير بشكل جيد”.

ويضيف جاويش أنه يزور القسم بشكل دوري عند حاجته لذلك، “استفدت كثيرًا من الجهاز الذي ترافق مع علاج فيزيائي حسّن من حالتي، وأشكر القائمين عليه لمساعدتي في تجاوز إصابتي”.

عشرة أشخاص يديرون العمل

يتحدث مدير القسم رياض عبد العزيز، إلى عنب بلدي، عن سير العمل داخل القسم ويقول إن كادره مؤلف من عشرة أشخاص، كلٌ منهم يعمل ضمن مجال معين، في تصنيع هياكل الأجهزة التقويمية، أو تلبيس الأجهزة بالمواد الإسفنجية وغيرها، وهناك معالج فيزيائي، مسؤول عن أخذ قياسات المرضى قبل التصنيع.

ويمكن لأي مصاب التوجه إلى القسم بعد حصوله على وصفة من الطبيب، تتضمن اسم الجهاز الذي يحتاجه المريض، ليبدأ الكادر بتصنيع هيكل الجهاز، ويشير عبد العزيز إلى أن أكثر الإصابات التي تطلب أجهزة من القسم، هي إصابات الفخذ التي تحتاج إلى جهاز مانع هبوط قدم، وإصابات اليد، إضافة إلى الإصابات الوترية التي تحتاج أجهزة تمطيط.

تصنع الأجهزة من البلاستيك أو الكروم، والتي تُقص إلى شرائح بعرض ثلاثة سنتيمترات وتثبت مع بعضها، بحسب مدير القسم الطبي، ويشير إلى أن الجهاز يُعزل بالقماش والإسفنج، لمنع ملامسة العضو المصاب للجهاز المعدني، “صنعنا حتى اليوم 32 طرفًا سفليًا وعلويًا ومئات الأجهزة التقويمية”.

ويعاني القائمون على القسم من صعوبات ككل مركز أو مؤسسة داخل الغوطة، أبرزها قلة المواد الأساسية، “فنحن نستخدم البلاستيك القاسي الذي يُعاد تدويره من الموجود هنا، بدلًا من المرن الذي يجب صناعة الأجهزة منه على سبيل المثال، إلا أن ما نعتمد عليه يعطي نتائج جيدة”.

ماذا يُقدم القسم؟

مشدات وأجهزة استناد، ومفاصل للأطراف والركبة والورك، إضافة إلى الحواضن للأطراف السفلية، جميعها تصنع داخل القسم من خلال ماكينات مخصصة (مخارط)، وفق المسؤول الطبي في مؤسسة “رحماء الخيرية”، محمود الشامي.

ويقول المسؤول الطبي إن الأطراف الصناعية العلوية تكون تجميلية عادة، وتتحرك بشكل بسيط، أما الأطراف السفلية فهي حركية بشكل كامل، معتبرًا أن القسم الذي بدأ عمله في تشرين الأول من عام 2015، هو الوحيد على مستوى الغوطة الشرقية الذي يقدم الأجهزة التقويمية مجانًا، بينما تقدم بعض المنظمات جزءًا من الأجهزة بمقابل مادي.

ويقدم المركز أجهزة الشلل النصفي، للذين يعانون من انقطاع أو إصابة في الحبل الشوكي، وأجهزة وقوف لمساعدتهم، إلى جانب التدريب والعلاج الفيزيائي، إضافة إلى المشدات لحالات انقراص الفقرات والكسور الخفيفة، والركبة والظهر، وقدّر الشامي عدد الأجهزة بـ40 جهازًا متنوعًا لكل إصابة.

“نستعين بأطباء مختصين لتصنيع أجهزة للإصابات والحالات الجديدة”، يقول الشامي، مشيرًا إلى حالة واجهتهم مؤخرًا، وتمثلت بطفل لديه تشوه خلقي في مشط قدمه، “بعد تجبيرها لمدة ستة أشهر، صنعنا جبيرة شبيهة بمانع الهبوط، إلا أنها لتثبيت المشط بالوضعية الوظيفية، ويسمى علميًا دينيس براون”.

وصنع كادر القسم جهازًا لتثبيت جهاز “الكولستومي” (كيس لتفريغ محتويات الأمعاء في حال إصابتها ويثبت على الخاصرة)، وهو عبارة عن “مشد ضاغط” مع مثبت بلاستيكي، كبديل للمواد التي توضع على الجلد للصق الكيس، “تفاديًا لأي ضرر بحكم طول مدة تثبيته”، وفق الشامي.

وزع القائمون على القسم خلال سنة وثلاثة أشهر من بداية العمل، 1900 جهاز متنوع بين المشدات والأجهزة التقويمية، والقبات الرقبية وغيرها، ويؤكد الشامي أنهم يؤمّنون لبعض المؤسسات، أجهزة ومعدات مجانًا وبشكل شبه دوري كجمعية “الصحة الخيرية”، ومركز التأهيل الطبي، ومركز العلاج الفيزيائي في دوما، والقسم الطبي في جمعية “تكافل” الخيرية، وجمعية “الوفاء”، ومركز “الأمل” للعلاج الفيزيائي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة