نساء المخيمات الحدودية يعرضن أشغالهن اليدوية

معرض باب الهوى قرب الحدود السورية- التركية - 2 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

camera iconمعرض باب الهوى قرب الحدود السورية- التركية - 2 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – باب الهوى

“عملنا دورة صوف منذ أشهر وكنا ننوي تنظيم معرض صغير داخل أحد المخيمات، لكن التعاون مع منظمة بركة، جعل الأمر أوسع ليشمل مخيمات أكثر”، يقول القائمون على “رابطة المرأة المتعلمة”، عن معرض الأشغال اليدوية النسائي، الذي نُظّم بالتعاون بين الرابطة و”بركة”.

عُرضت الأشغال اليدوية داخل صالة في معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، الاثنين 2 كانون الثاني الجاري، وتنوعت بين الأعمال الصوفية والخياطة، والأشياء القديمة المُعاد تدويرها، والرسم على الزجاج.

“رابطة المرأة المتعلمة”، نسائية تربوية تعليمية تعمل داخل مدينة إدلب، وتهتم بالمرأة والطفل، ويقول القائمون عليها إن محور اهتمامها سيتركز في الأيام المقبلة على مخيم “عطاء” لتأهيل نساء وأطفال داريا.

ووصل عدد القطع المعروضة إلى 334 قطعة، أنتجتها 25 امرأة خلال ثلاثة أشهر من العمل المتواصل، وفق عبيدة شواف، المدير التنفيذي لمنظمة “بركة” الإنسانية، إحدى الجهات الراعية.

“وجود عشرات الأرامل في منازلهن جعلنا نفكر في البحث عن فرق نسائية ناشطة تعمل في مجال تمكين المرأة، توفر التدريبات في مجالات صحية وحرفية”، قال شواف، مشيرًا إلى أن “رابطة المرأة المتعلمة” طوّرت كفاءاتهم ودربت النساء وعرضنا في النهاية أكثر من نصف المنتجات التي أنهتها النسوة وعددها الكلي 600 منتج”.

وأكد مدير “بركة” التنفيذي أن “الكثير من الداعمين من دول عربية وأوروبية، وبعض الحاضرين، عرضوا شراء المنتجات بأسعار جيدة يمكن أن تكفي النساء المشاركات على أن تعود مبالغ التسويق لهم”.

أسبوع كامل للتجهيز

تأسست منظمة “بركة” الإنسانية قبل أربع سنوات، استجابة للواقع الإنساني، وفق القائمين عليها، وهي مرخصة في تركيا، وترعى نشاطات عدة في مجال تمكين المرأة وحماية الطفل وكفالة الأيتام والتعليم، ودخلت مؤخرًا المجال الصحي.

تحدث متطوعون في “رابطة المرأة المتعلمة” عن فترة التجهيز للمعرض، وقالوا إنها استمرت أسبوعًا كاملًا تنقل فيه المنظمون بين مدينة إدلب ومعبر باب الهوى مراتٍ عديدة، إلى أن جُهّزت صالة العرض وزُيّنت بأكثر من ألف بالون.

هديل المصطفى، إحدى المشرفات على تدريب النساء المشاركات، تحدثت لعنب بلدي عن فكرة تدوير الأشياء القديمة، “كنا نحضر علبًا وقطعًا قديمة ونحولها إلى منتوجات ذات قيمة ونفع”، مشيرةً إلى أن “هذه النشاطات تزيد ثقة المرأة بنفسها”.

مريم الهنداوي، مديرة مركز “جنة الأطفال”، الذي تديره “بركة”، وإحدى المشاركات في المعرض تقيم في مخيم “الأورينت”، قالت لعنب بلدي إنها تعلمت حديثًا حياكة الصوف والخياطة، من ضمن 150 امرأة يقطنّ في المخيمات الحدودية، معتبرةً أن نتائج المعرض “مرضية جدًا بالنسبة لي”.

المعرض في عيون الحاضرات

امتلأت صالة العرض بالحاضرين والمؤسسات الإعلامية، وغلب العنصر النسائي على الحضور.

عنب بلدي استطلعت آراء بعض الحاضرات، ووصفت إيمان الشامي، مسؤولة برنامج حماية المرأة في منظمة “ركين”، المنتجات المعروضة بـ”الجديدة والمفيدة”، مردفةً “في مركزنا داخل مدينة إدلب نحاول أن نحفز النساء للعمل وندعمهن نفسيًا”.

ما لفت انتباه وداد رحال، معاونة مديرة مركز “بصمات”، المنتجات التي أعيد تدويرها، كما قالت، مضيفةً “نحن في حالة حرب وكميات المواد المتوفرة قليلة، وهنا يمكن أن توفر إعادة التدوير معروضات جميلة، يمكن لصاحبتها اتخاذها كمصدر رزق”.

“أعمل في التدريب النظري ولكنني بعد أن رأيت المنتجات هنا، أرغب بتعلم الصوف كمهارة”، تقول المعلمة نور بسوت، معتبرةً أن العلوم النظرية “لا تكفي بل نحتاج للجزء العملي في حياتنا”.

شاركت من مخيم “طيبة” عشر نساء، وفق صباح حمودة، التي تعمل كمنسقة في قطاع سرمدا، مع “رابطة المرأة المتعلمة”، وأشارت إلى أن المعرض “عزز ثقتهن بأنفسهن بعد أن شاهدن إبداعاتهن، بعيدًا عن ظروف التشرد وقساوة الحياة التي يعيشونها في المخيم”.

نالت ثلاث نساء جوائز في نهاية المعرض، بعد تنظيم مسابقة من قبل القائمين عليه، واختاروا الأعمال الثلاثة من بين 30 منتجًا، استلمها من أشرف على تدريبهن، إذ لم يستطعن الحضور “بسبب الازدحام في الصالة”، وفق منظمي المعرض.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة