عادات السعادة

tag icon ع ع ع

قنديل ضاهر

«السعادة ليست شيئًا معدًّا مسبقًا. بل هي نتيجة أفعالك أنت.»   دالي لاما

ليس هناك إنسان على وجه الأرض تغمره السعادة في حياته كلها، ولكن بالمقابل هناك كثير من السعداء في العالم. ولو سألناهم كم يومًا من السنة تبقون فيها سعداء ربما يأخذون بعض الوقت ليذكروا تلك الأيام أو الفترات من حياتهم، وقد يقول منهم أن تلك السنة الفلانية قضيتها سعيدًا.

هذه القلّة من الناس لم تكن سعيدة طوال حياتها، ولكنّها عرفت معنى الحياة والسعادة، وكيّفت ظروفها لتجعل من نفسها سعيدةً مهما يكن من أمر.

وإذا لم تكن سعيدًا في هذه اللحظة بالذات فإليك طريقة ستجعلك سعيدًا مباشرةً: أحضر قلمًا وورقة، أخرج الدنيا من عقلك، تجرد من كل الأفكار والخيالات، صفّ ذهنك وابدأ بكتابة كلّ ما أنتَ ممتن لله به (والدان رائعان، طفلة جميلة، زوجة محبّة، عمل جيّد، بيت دافئ، لحظة نجاح…) ستجد أنّ هناك مئات الأسباب ستجعلك ممتن وسعيد جدًا، وستنسى معها ما كنت منذ قليل مستاءً لأجله.

هناك أمران مهمان أعتقد أنّهما قاعدتان صحيحتان من أجل السعادة:

– اتخاذ بعض الأنشطة التي يمكن أن تجعلك سعيدًا بالفعل.

– أن تدمج تلك الأنشطة بحياتك لتصبح عادات حقيقيّة لديك.

قد تبدو الفكرتان بسيطتان، لكنهما في الحقيقة مفاهيم عميقة وكبيرة.

فما هي العادات أو السلوكيات التي تجعلك سعيدًا، والتي ينبغي عليك أن تمارسها بشكل يوميّ؟

العطاء (ساعد أيّ شخص): عندما نركّز على أنفسنا، ونمعن في حالتنا التعيسة، نكون عندها متقوقعين على أنفسنا، لا نرى إلا بؤسنا. وهو ما يحيل العالم الرحب إلى مكان صغير مع شخص انطوائي بائس. ولكنْ إذا مددنا صورة هذا العالم، وكبرّنا قلوبنا كي تحتوي على الأقل شخصًا آخر، أو حتّى عدّة أشخاص، عندها سنرى أنّ الآخرين يعانون أيضًا، حتى إنْ كانوا فقط في حالة توتّر، وهنا يمكن أن نفعل شيئًا لنقلّل هذا التوتر، أو نرسم ابتسامة على وجوههم، ونجعل حياتهم أسهل.

ساعد –على الأقل- شخصًا واحدًا كل يوم، وستجد المشهد العام للحياة تحسّن وتوضّح.

اذكر ثلاثة أشياء جيدة،  يمكنك أن تكتب كل يوم ثلاثة أشياء جميلة حصلت معك وأنت ممتن لها، ويمكنك مشاركة هذا مع زوجتك أو والدك أو صديقك وتسمع منهم أيضًا. هذه طريقة فعّالة حقًا فهي تجعل ذهنك يركّز على الجمال في الحياة، وعلى ما تحبّه فقط.

صلِّ، بالنسبة للكثيرين فهي العادة الأساسيّة، لأنّها تؤثر على كلّ شيء آخر. تجعلك هذه «العادة» حاضرًا في حياتك، حاضرًا في روحك، حاضرًا من نفسك كي ترتقي بها وتزكيها في كل لحظة.

تمرّن، الجميع يعلم أنّ عليه أن يتمرّن ويمارس الرياضة، ولكن –للأسف- الكثير منا لا يفعل ذلك. الرياضة والتمرين اليوميّ يمكنهما أن يجعلانك سعيدًا حقًا. أن تبذل جهدًا يعني أنّك على قيد الحياة، أنّك إنسان نشيط. تمرّن قليلًا –إذا لم تكن الرياضة عندك أصلًا عادة- ولبضع دقائق فقط في بادئ الأمر. من لا يملك بضع دقائق؟

هذه العادات هي على سبيل المثال لا الحصر، وعلينا نجد –بأنفسنا- الأنشطة التي بمقدورنا أن نمارسها وتجعلنا سعداء، وللتأكيد فالصلاة والتأمل –إضافة إلى الرياضة والحركة- هما لب السعادة النفسيّة والروحيّة، كما تؤكد أبحاث طبية ونفسية كثيرة، وهي التي تخلق الشعور المطلوب بالرضى عن النفس، وبالتالي..

السعادة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة