قرآن من أجل الثّورة 86

tag icon ع ع ع

عنب بلدي - قرآن من أجل الثورة همّام يوسف  – الحراك السّلمي السّوري

  • الشهادة

الشهادة هي الخاتمة الوحيدة والأكمل التي يمنحها الله لمن بلغ في شهود الحق ومعرفته والعمل به، مبلغًا لم يعد ممكنًا بعده للروح المبثوثة فيه إلا أن تلتحق بمنبعها، بعد أن بات بقاؤها في عالم الفناء أمرًا لا طائل من ورائه، ولا فائدة ترجى منه، فحتى الإضافة الطفيفة للنفس لم تعد ذات معنىً فالاكتمال قد حصل. وليس بالضرورة أن يتجلى هذا في التضحية بالنفس في ساحة السجال ما بين الحق والباطل، لكن يغلب أن يكون الأمر على هذا الشأن. لأن الروح التي بلغت هذه السوية من معرفة الحق وشهوده أضحت روحًا لا تعرف الخوف أو الحزن، فكان نطقها بالحق من أهون الأمور عليها، في لحظة بدا ظاهرها أنها من أحلك اللحظات وأكثرها تهديداً وخطراً، لكنها ليست كذلك لمن تجاوز بشريته وخلفها وراءه.{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة يونس، 62) {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} (سورة الفجر، 27-30).

  •  مفهوم الرسالة

لعجرفتنا وجهلنا نظن «الرسالة» نزلت إلينا وحدنا دونًا عن الخليقة، ولعجرفتها وجهلها تظن الخليقة أن «الرسالة» هي فعلًا كما نظن. أما الحقيقة فهي أن الرسالة حق للناس جميعاً، وأننا مؤتمنون على إيصالها لا احتكارها، أو الشعور بأننا أصحاب قيمة أكبر إنسانيًا من غيرنا فقط لمجرد أننا ننتمي لأمة المؤمنين بها. نحن بشر ممن خلق {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون} (سورة سبأ، 28) ، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء، 107)، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ * قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ * يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ *  وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا * وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (سورة المائدة، 108)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة