“عصر التميز” يجمع الطلاب العرب المبدعين في اسطنبول

منظمو مؤتمر عصر التميز من طالب جامعة يلدز التقنية في اسطنبول - الأحد 22 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

camera iconمنظمو مؤتمر عصر التميز من طالب جامعة يلدز التقنية في اسطنبول - الأحد 22 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – اسطنبول

كثيرًا ما نسمع عبارة  “الشباب هم عماد الأمة، وقد تجسدت هذه المقولة في المؤتمر، يقول المُنشد السوري محمد مصطفى (أبو راتب)، في تقييمه لمؤتمر عصر التميز، الذي احتضنته مدينة اسطنبول التركية، وأشرف عليه فريق الملتقى العلمي، الذي يديره متطوعون من جنسيات عربية مختلفة.

تضمن مؤتمر “عصر التميز” نشاطاتٍ مختلفة، وعروضًا لمشاركات متميزة لطلابٍ عرب من جامعات مختلفة في اسطنبول، وشارك فيه كضيوف كلٌ من  المنشد “أبو راتب”، والكاتب والمفكر المصري حسن الخليفة عثمان، والمخترع الجزائري الشاب فوزي بن رحمة، ورائد الأعمال المصري الشاب عمر حامد.

يقول “أبو راتب” لعنب بلدي إنه كان سعيدًا بمشاركته في المؤتمر، معتبرًا أنه ملتقى اجتمع فيه الشباب للتعارف وتداول الأفكار، وعرض بعضهم مشاريعهم المتميزة، “في وقت تخبو 50% من القدرات بسبب غياب الفرص”.

يدعم المؤتمر تنامي القدرات، وفق رؤية المنشد السوري، ووصف المشاركات ضمنه بأنها “متنوعة وجريئة تعبّر عن وجود طاقات جميلة في مجتمعنا الطلابي”، شاكرًا إدارة المؤتمر لتنظيمه.

شهران من العمل المتواصل

فكرة المؤتمر طُرحت قبل أربعة أشهر، وفق فاطمة شيخ علي، طالبة  كلية الطب في جامعة اسطنبول، والمشرفة على لجنة المحتوى في المؤتمر، وتوضح أن العمل عليه جاء بالتعاون مع خبراء، بينما أشرفت الإدارة على العمل، ونظّمت لجنة المحتوى المشاركات والحضور.

وقيّم 20 شخصًا، بينهم خبراء، الطلاب لتحديد المقبولين للمشاركة، بينما طرحت اللجنة مسابقة علمية عبر صفحتها في “فيس بوك”، تزامنًا مع المؤتمر، وتمثلت بفيديوهات تُعرّف مفهوم التميز، واختارت منها ثلاثة تسجيلات مصورة، فاز أحدها بعد التصويت، وعُرض تعريفه للتميز في بداية المؤتمر.

كيف اختير المشاركون؟

(بوكس)

تأسس “الملتقى العلمي” بجهود طلاب من جامعة “يلدز” التقنية، في 15 آب من عام 2014، ويضم خمسة طلاب أساسيين، من ضمن 70 آخرين حاليًا في اسطنبول.

ووفق العضو المؤسس للملتقى في اسطنبول، الطالب السوري محمد زمزم، بدأ بهدف جمع الطلاب وتوجيههم نحو العلم، وكانت السنة الأولى من عمله تأسيسية، ضمت نشاطات مختلفة ودورات تقوية، ثم وضع القائمون على الملتقى نظامًا داخليًا في نهايتها.

يضم الملتقى أربعة فرق (ثقافي، إعلامي، علمي، وخدمي)، وثلاثة مكاتب (أمانة السر والمالي والعلاقات مع الجامعة)، إضافة إلى مجلس الإدارة.

جميع أعضائه من الطلاب الناطقين بالعربية، ويشكل السوريون منهم نسبة 85%، وفق زمزم، الذي أكد لعنب بلدي أن الملتقى مفتوح أمام الجميع، وليس له داعم محدد، كما يعمل مع هيئة استشارية تضم خبراء يدعمونه بشكل مستمر.

من أصل 1950 مسجّلًا لديه، منح الملتقى 300 شخصٍ حق حضور فعالياته، التي جرت داخل مركزٍ ثقافي في منطقة “أوسكودار”، وفق طالبة الهندسة الحيوية، ومديرة لجنة المحتوى، رنيم الكحال، التي تقول لعنب بلدي إن الاختيار جاء اعتمادًا على معايير معينة، كما اختير عشرة طلاب لعرض مشاركاتهم المميزة، من أصل 600.

يشرح الطالب أمير سماني من الجزائر، والذي يدرس هندسة السفن في جامعة “يلدز”، وأحد مديري الملتقى، معايير قبول مشاركات الطلاب، مشيرًا إلى أن أكاديميين ومختصين أشرفوا على وضعها، واعتمدت على التحصيل العلمي، والتطوع والخبرات، والرؤى، والأهداف الاستراتيجية، لكل طالب.

وجاء اختيار الطلاب على أربع مراحل، من خلال تصفيات امتدت على مدار أسبوع، جرى خلالها تقييم الطلاب والمشاركات، والتأكد من صلاحية الفكرة بوجود صاحبها، إلى أن اختيرت المواضيع الجذابة قبل عرضها على منصة المؤتمر.

الدافع الأكبر من المؤتمر، يتمثل بعرض المشاركات، “فالعربي متميز ولكن يريد من يحتويه ويصنع له مثل هذه الفرص والمنابر ليطرح إبداعه وأفكاره”، وفق سماني.

ويؤّكد طالب الهندسة في حديثٍ إلى عنب بلدي أن الملتقى يسعى إلى بدء حركة ترجمة لكافة المصادر العلمية، ليكون مرجعًا للناطقين باللغة العربية، لافتًا إلى النية في عقد مؤتمرات متنوعة دورية، تحمل مواضيع مختلفة “من الشباب إلى الشباب ليستفيد الجميع”.

شارك الطالب يوسف الشندي، مصمم غرافيك، كأحد الطلاب العشرة المختارين، ضمن اختصاص “اكتشاف الشغف”، ويقول إن الإنسان يجب أن يكتشف شغفه الذي يعيش معه، مشيرًا في حديثٍ إلى عنب بلدي أن “المؤتمر بذرة من البذور التي يزرعها الطلاب، ونتمنى أن تنمو ويكون هناك مؤتمرات مماثلة بشكل دوري”.

إنجازات وطموحات

يقول القائمون على الملتقى إنهم تواصلوا مع أكثر من سبع جامعات للانضمام إليهم، إلى أن انضم طلاب جامعة “سليمان ديميرال” في أسبارطة، متمنين أن تنضم جامعات أخرى لهم، بعد أن تحدثوا مع طلابها في كل من أنقرة وبورصة وكوجالي وغيرها.

نظّم الملتقى في آذار من العام الماضي، “سيمنارًا علميًا” (حلقة دراسية)، وشارك فيها عشرات الطلاب، ويشير بعض أعضائه إلى أن طلابًا تواصلوا معهم شخصيًا، لتنظيم ملتقيات مشابهة في أماكن مختلفة من تركيا، كما شارك طلابه في برنامج تلفزيوني فكري بعنوان “إيدي بإيدك”، وعُرض على قناة “دار الإيمان”، العام الماضي.

يعتبر أعضاء الملتقى أنفسهم عائلة تساعد الطلاب، مؤكدين أن أهدافه ليست فقط خدمتهم، “فهو ملتقى علمي وليس خدميًا، ويهدف لرفع سوية الطلاب وكفاءاتهم العلمية، من خلال ورشات عمل مع رجال الفكر والباحثين”، بينما يحلمون بتوسيع نطاق العمل، ليشمل أكبر عدد ممكن من الجامعات في تركيا.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة