شاهت الوجوه!

محمد رشدي شربجي

camera iconمحمد رشدي شربجي

tag icon ع ع ع

محمد رشدي شربجي

– فصيل لا يرقب في مؤمن إلًّا ولا ذمة، يحارب بعزم وثبات كل كفار الثورة وفصائلها، خطؤه الصغير الوحيد أنه أدخل داعش إلى سوريا، كفّر عن خطئه بحماية داعش الصغرى مرة أخرى، هدفه نصرة المظلوم وحكمه فقط، أسمى أمانيه أن يجرب أهل إدلب صواريخ طائرات غواتيمالا، يبغي على غيره ثم يطالب بتحكيم شرع الله، تطبيق شرع الله يبدأ حصرًا وفورًا بعد تفريغ المستودعات، تحكيم شرع الله هو اصطلاحه الخاص المعاصر والبديل عن مصطلح “تشكيل لجنة”، لا أثر رجعي ولا مستقبلي بطبيعة الحال لحكم الله لديه، داريا مدينة عظيمة بلا شك ولكن المستودعات أعظم… بلا شك أيضًا، شاهت الوجوه!

– فصيل لديه قادة أكثر من جنود، كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، تارة مع التفاوض وتارة ضده، وتارة معه وضده في آن معًا، مرة يرفع علم الثورة، ومرة يمزّقه، لديهم قائد في كل مكان، قائد في تحرير الشام، وقائد في أحرار الشام، قادة شاهت وجوهها، وقادة أفلحت وجوهها، يبقى سر الأسرار أن لديهم الوقت الكافي لمنع صحف الإعلام المحلي، معيار المنع الموضوعي لديهم “الفكر الفاسد كالطعام الفاسد”، لا يخيفهم إلا الله ووجه امرأة ومقال في جريدة، شاهت الوجوه!

– فصائل لا يحصيها إلا الله، وأسماء جديدة كل يوم، أسالت بينها الدماء أنهارًا، كله في سبيل الله له الحمد، يخليهم الأسد من مدن سوريا واحدة تلو الأخرى، بسلاحهم الخفيف وأحقادهم فيما بينهم يخرجون من ديارهم إلى إدلب، يقسمون الأيمان بعد الأيمان أنهم سيتحدون في كيان واحد، لا يمضي وقت حتى يصبح الكيان كيانات، والحرب سجال، يوم لفصيل ويوم لآخر وباقي الأيام للأسد، شاهت الوجوه!

منذ منتصف العام الماضي، لا يمضي يوم إلا ويحقق الأسد فيه تقدمًا على جبهة من الجبهات. خلال ستة أشهر فقط، فرّغ النظام غوطة دمشق الغربية من أهلها، ثم أتبعها بحلب والحبل على الجرار، وبدل أن تحرّض كارثة حلب المتوافق عليه والالتفاف حول مشروع الثورة الأول خاصة مع عالم مضطرب زعيمه ليس أقل اضطرابًا، تصر الفصائل المسلحة على فعل كل ما يمكن لإفقادها أي دعم قد تحصل عليه في وقت هي في أحوج ما تكون إليه.

الأسبوع الماضي خرجت مظاهرة عفوية في إدلب حيّت هيئة تحرير الشام وشتمت، وهذا هو بيت القصيد، باقي الفصائل وخونتهم وكفّرتهم، كانت في الحقيقة مظاهرة من شاهت وجوههم ضد من شاهت وجوههم، لقد شاهت وجوهنا جميعًا فقد ضيّعنا حق من أفلحت وجوههم، حق الشهداء، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة