tag icon ع ع ع

“الشيخ نواف”، اسم تردد في السنتين الماضيتين، في عمليات التسوية والمصالحة التي اتبعها النظام السوري في مدينة حمص وريفها، لتتوسع مشاركته إلى تسويات المناطق السورية كافة، والمحادثات السياسية التي طرحت في الاجتماعات الدولية مؤخرًا.

الأمين العام لحزب الشعب، وعضو وفد “معارضة الداخل”، والنجل الأكبر لشيخ عشيرة “الحسنة” عضو مجلس الشعب، عبد العزيز الملحم، يقيم في معقل القبيلة، في بلدة البيضة التي تبعد عن مركز مدينة حمص مسافة 40 كيلو مترًا.

ولد نواف في مدينة حمص عام 1965، ودرس الحقوق في بيروت، وعرف ضمن أبناء عشيرته بـ “الرجل السياسي” المنخرط بقضايا تهمّ العشيرة وأبنائها.

يندرج الملحم ضمن أعضاء “المعارضة الداخلية الوطنية” في سوريا، بحسب توصيف النظام السوري، إذ شارك بمحادثات جنيف في آذار 2016 بشأن الوصول إلى “حل سياسي”، إضافةً إلى اجتماعاته المتكررة مع المسؤولين الروس والإيرانيين المساندين للأسد.

ولعب دورًا كبيرًا في الأحداث الأخيرة التي جرت في مدينة حمص، إذ ظهر بموقف “عراب” المصالحات والتسويات، التي اتبعها النظام السوري في بلدات ريف حمص الشرقي.

وسلّم من خلالها أهالي المناطق “المصالحة” الأسلحة التي يملكونها، مقابل حذف أسمائهم من قوائم المطلوبين أمنيًا، والعفو عن المطلوبين منهم.

كما كان له دور بارز في الأحداث التي شهدها سجن حماة المركزي، ليمثل صلة الوصل بين ضباط النظام السوري والمعتقلين داخل السجن، في أيلول 2016.

حارب الملحم المعارضة السورية، واتهمها بـ “العمالة والإرهاب”، وأكد في لقاءاته المتكررة على التهليل بـ “السيادة الوطنية والجيش السوري”، وأن الكلمة الأولى والأخيرة تعود للحكومة السورية فقط، دون أن يكون له أي موقف من المجازر التي تنفذها قوات الأسد.

يكتسب ابن شيخ العشيرة شعبية كبيرة في المنطقة التي يقطنها (البيضة)، ومناطق أبناء عشيرته المتوزعة في الأطراف الشمالية والشمالية الشرقية من مدينة حمص، والذين يحملون بطاقات أمنية الصادرة عن الحزب الذي يترأسه.

لم تنقطع بلدة البيضة منذ مطلع عام 2015، من الوفود الروسية والإيرانية، بالإضافة إلى وفود “متنوعة دينيًا” من بقية المحافظات السورية، في إطار المصالحات و”اللحمة الوطنية” التي اعتاد الملحم ترديدها.

وظهر أمين حزب “الشعب” في عدة تسجيلات مصورة، مع أئمة شيعة وإيرانيين في العاصمة السورية دمشق،  كما عرف بعلاقته الوثيقة مع عدد من مشايخ الطائفة الشيعية في مدينة حمص، والنافذين بشكل كبير في المنطقة، كالشيخ علي دوم في منطقة العباسية، والشيخ محسن الخضر أحد المسؤولين المدعومين إيرانيًا في سوريا.

آخر “اللقاءات الوطنية” التي ظهر بها الملحم، كانت في العاصمة اللبنانية بيروت، إذ اندرج كعضو بارز إلى جانب المعارض لؤي حسين ضمن 40 شخصية موالية ومعارضة للنظام السوري، والتي أعلنت تشكيل كتلة حزبية سورية، تحت شعار “جميعًا لنبني سوريا”، ونادت بالمشاركة في اجتماع جنيف المقبل.

لم يكن الخوض السياسي الذي قام به الملحم عاديًا وطبيعيًا، بل عمد النظام السوري إلى الاعتماد الكبير عليه، في خطوة لإبراز “وجوه العشائر” كطرف أساسي في المصالحات وتسليم المناطق من قبل ساكنيها ومقاتليها.

نواف الملحم ليس الوحيد من أبناء العشيرة الذي خاض في العمل السياسي في سوريا، ففي مطلع 2011 أعلن الشيخ عبد الإله تامر طراد الملحم، من أبناء عمومة نواف، انضمامه للثورة السورية، والخروج من البلاد، في خطوة اعتبرها متابعون نوعًا من تكافؤ المواقف السياسية للعشيرة.

مقالات متعلقة