كيف تعاطى السوريون مع الهتاف للأسد جنوب إدلب؟

أهالي من قرية ترملا بريف إدلب الجنوبي يهتفون لبشار الأسد- الثلاثاء 28 شباط (فيس بوك)

camera iconأهالي من قرية ترملا بريف إدلب الجنوبي يهتفون لبشار الأسد- الثلاثاء 28 شباط (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أثارت مظاهرة خرج بها مواطنون في قرية ترملة في ريف إدلب الجنوبي، الثلاثاء 28 شباط، ردود فعل متباينة، بعدما هتفوا علانية لرئيس النظام بشار الأسد.

ونادى المتظاهرون، بحسب تسجيل مصور انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بإخلاء المقرات وطرد الفصائل، وشعارات أخرى منها “الموت ولا المذلة”، لينتهي التسجيل بهتاف “الله سوريا بشار وبس”.

ترملة الواقعة في الطرف الشمالي لجبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي، على مقربة من بلدتي كفرنبودة وقلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، خرجت عن سيطرة النظام السوري بشكل كامل مطلع عام 2012، وخضعت منذ ذلك الوقت لسيطرة فصائل المعارضة.

ووفقًا لمراسل عنب بلدي في إدلب، فإن القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة، تعرضت يومي الاثنين والثلاثاء لغارات جوية مكثفة، أودت بحياة مدنيين بينهم أطفال ونساء.

ورغم خضوعها للمعارضة، فإن ترملة وقرى جبل شحشبو تعدّ الأكثر هدوءًا في محافظتي إدلب وحماة، ولم تقصدها الطائرات الحربية سوى مرات معدودة خلال الأعوام الفائتة، ما أشعل فتيل غضب غير مسبوق فيها.

تخضع ترملة حاليًا لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، وأنشأت فيها مقرات عسكرية لمقاتلي الفصيل، بحسب المراسل، مشيرًا إلى أن معظم الفصائل تنتقي الأماكن الهادئة نسبيًا لإنشاء مقراتها.

وعلق الناشط والكاتب السوري أحمد أبازيد على الحادثة بتغريدة عبر “تويتر”، جاء فيها أن “هجمات تحرير الشام، ومشكلة إدلب وظهور الاستقطاب المناطقي، ومظاهرة ترملة المؤيدة، منظومة متكاملة لواقع مستمر بالتفكك”.

بينما حمّل القيادي السابق في “جبهة النصرة”، صالح الحموي، فصيلي “أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام” مسؤولية الحادثة، لتنفيذ “الأحرار” هدنة في سهل الغاب وقلعة المضيق، وتبعتها “تحرير الشام” بتوقيع هدنة في حلفايا، ليتركوا باقي المدن والبلدات عرضة للقصف والقتل والتهجير، بحسب تعبيره.

وحذّر الحموي، في تغريدات عبر “تويتر”، من أن ما حدث في ترملة هو “أمر خطير وعظيم ونذير شؤم وسوء”.

صفحات ووسائل إعلام موالية رحّبت بحادثة ترملة، فكتب عضو مجلس الشعب شريف شحادة في حسابه عبر “فيس بوك”، قائلًا “أهلنا في ترملة في ريف إدلب يهتفون للسيد الرئيس بشار الأسد، ويطالبون بدخول الجيش، ويطالبون بخروج المسلحين والمرتزقة”.

ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عزوا الأمر إلى غياب المنظومة الأمنية والمدنية والخدمية في المناطق المحررة، منوهين إلى أن استمرار “تشظي” الفصائل بالتزامن مع سياسة القصف والتدمير للنظام وحلفائه، يجعل من الأهالي مضطرين لقبول الأسد مقابل توفير الحياة والأمان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة