الملابس الشتوية، غلاء يدفع بالسوريين إلى بسطات البالة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 94 – الأحد 8/12/2013

jbl_lHsyn_0عبد الرحمن مالك – عنب بلدي

مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد البرد، يعود السوريون مجددًا إلى البسطات ومحال البالة مجبرين لا مخيرين، أمام برودة الشتاء ونقص السيولة المادية، وتردي أوضاعهم الاقتصادية بعد ارتفاعات مهولة طالت أسواق الألبسة.

فقد شهدت أسواق بيع الملابس الشتوية في سوريا ارتفاعات كبيرة في أسعار معروضاتها، لتصل نسبة الغلاء إلى 200% مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي 2012، فقد وصل سعر جاكيت الصوف إلى 4000 ليرة، بينما لا يقل سعر جاكيت الجوخ الرجالي عن 8000 ليرة سورية. وتراوحت أسعار القمصان الشتوية وكنزات الصوف ما بين 3000-4500 ليرة، والبيجامات الشتوية تراوح سعرها ما بين 3500-7000 ليرة.

ويعزو بعض التجار هذا الغلاء الكبير لأسباب كثيرة، من أهمها توقف الكثير من المعامل عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية، أو بسبب غلاء المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه الملابس من خيوط وأقمشة، إضافة لصعوبة وصول المواد الأولية من الخارج بعد أن تعرقلت عمليات الاستيراد نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا.

ومع الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار الألبسة الشتوية باتت البسطات ومحال البالة الملاذ الوحيد للكثير من المواطنين، حيث إن البسطات تتميز بشكل عام بأسعارها الشعبية المشجعة، إضافة إلى ما تحويه على بضائع ذات جودة ونوعية جيدة، فمجمل البضائع الموجودة على البسطات تحضر من المحلات التجارية المجاورة لها وتباع بأسعار أقل بـ 50% من أسعارها الأصلية، ويكمن السبب في ذلك لكون صاحب البسطة لا يدفع أي رسوم إضافية أو ضرائب كأصحاب المحلات التجارية، إضافة إلى أن البسطات يرضون بأرباح أقل مقابل بيع كميات أكبر.

وتعتبر منى، وهي أم لثلاثة أطفال، أنه بالرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الألبسة الشتوية ولاسيما ألبسة الأطفال، إلى أنه لا يزال بإمكان معظم الناس التكيف مع قدراتهم الاقتصادية، «فهنالك محلات وماركات مشهورة، وهناك أسواق شعبية وبسطات».

وتابعت قائلة: «أنا أشتري ملابس أطفالي من الأسواق الشعبية أو من البسطات المنتشرة في جميع الأسواق التجارية»، مؤكدة بأن الجودة والنوعية لا تختلف كثيرًا، فأغلب الألبسة الولادية الشتوية المنتشرة على البسطات موجودة ضمن المحال التجارية، ولكن الفرق الوحيد يكمن في «الاتيكيت والماركة».

يذكر أن الحرب التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عامين قد حملت نتائج كارثية على مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني، ولم يسلم من نارها قطاع الصناعات النسيجية الذي مني بخسائر كبيرة. فالإحصاءات تشير إلى دمار أكثر من 331 منشأة نسيجية خاصة غير مقدرة الكلفة بشكل دقيق بعد، في حين وصلت خسائر القطاع العام النسيجي إلى 17.6 مليار ليرة سورية، والخسائر مرشحة للارتفاع في ظل استمرار الحرب. الأمر الذي يعني أن كل المؤشرات تنذر بارتفاعات جديدة في أسعار الملابس التي أصبح شراؤها همًا جديدًا يعقد حياة السوريين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة