شكرًا سمو الأمير

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 105 – الأحد 23/2/2014

شكرًا سمو الأميربهاء زيادة – عنب بلدي

نشرت جريدة الراية القطرية نهاية شهر كانون الثاني الماضي مقالات تشكر فيها عطايا «سمو الأمير» القطري وتسبح بحمده لوقوفه إلى جانب الشعب السوري.

وجاء في إحدى المقالات إحصائيات دقيقة لعدد الألبسة الشتوية والبطانيات التي قدمت بتوجيهات «حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى» والتي قدرت بـ 90 ألف بطانية على قاطني مخيم الزعتري و25 ألف مدفأة.

وأضافت الراية أن «سمو الأمير» يرعى حملة الإغاثة للاجئين السوريين في لبنان، والتي تمت على أربع مراحل خلال كانون الثاني والتي رصد لها مبلغ 60 مليون دولار توزعت على مخيمات اللاجئين في لبنان ومنطقة البقاع وجبيل والشمال اللبناني واقتصرت على المساعدات الغذائية ودعم المراكز الطبية.

وقد نوهت الصحيفة إلى أن حملة «ساعدونا» انطلقت بداية شهر أكتوبر الماضي وكان الهدف المالي للحملة جمع مبلغ 10 ملايين ريال، أما الهدف الإنساني فهو تنفيذ مشاريع متنوعة في عدة مجالات منها إنشاء مخيّم سعة 1000 خيمة لاستيعاب 5000 أسرة وتوفير لوازمها من فرشات وبطانيات ومواد غذائية وأدوات نظافة، وفي مجال المياه والإصحاح حفر العديد من الآبار ومستلزماتها وتوفير مضخات مياه ومولدات كهربائية وخزانات مياه وصيانة محطات مياه».

وأشارت إلى أن قطر كانت في طليعة الدول التي وقفت إلى جوار «الشعب السوري الشقيق في محنته» حيث قامت منذ اندلاع الأحداث بتقديم كميات كبيرة ومتنوعة من المساعدات الإغاثية للاجئين السوريين بالداخل والخارج.

وهنا يجدر السؤال، في خضم تلك المبالغ الكبيرة المسخّرة لدعم الشعب السوري والوقوف إلى جانبه بتوجيه ورعاية من الأمراء والملوك، كم من السوريين استقبلت دولة قطر دون غيرها من الدول العربية بعقود عمل أطباء ومهندسين منذ بداية الثورة السورية في 2011، علمًا أن جريدة الدليل الأسبوعية في سوريا كانت لا تكاد تخلو في كل أسبوع من عروض عمل للسوريين فقط إلى الخليج العربي، «لا تفوتوا الفرصة»، فضلًا عن أن الشركات الخليجية باتت تستبعد السوريين دون غيرهم في التقدم لمقابلات العمل لديها.

وعلى وقع هذا المبلغ الضخم المرصود لعلاج الجرحى ودعم المراكز الطبية السورية في دول الجوار، كم مصابًا سوريًا نتيجة الحرب عملت دول الخليج العربي «بتوجيه من سمو الأمير» على علاجه في مشاف على أراضيها.

لو قمنا بعملية بحث بسيطة على محرك البحث غوغل لكلمة استقبال السوريين، هل باعتقادك أن الدول الأكثر ذكرًا في مقدمة نتائج البحث هي قطر، السعودية، الإمارات، الكويت؟!. في الحقيقة ستجد الدول الأوروبية في المقدمة، وكل دولة لها ملفها الخاص، بالإضافة إلى مئات المواقع التي تقدم لك الملفات فيما يخص السوريين في الدول الأوروبية وعن ظروف الحياة هناك، والتسهيلات التي تقدمها الحكومات الأوروبية لهم.

كم جامعة عربية قامت بتقديم منح مجانية لتكفل عدة طلاب سوريين للدراسة فيها تحت شعار الوقوف إلى جانب الشعب السوري «بتوجيه من سمو الأمير»، لو قمنا بنفس عملية البحث عن المنح الدراسية للسوريين لوجدنا ألمانيا بريطانيا السويد، ودول غربية أخرى في رأس القائمة، وعند وجود اسم دولة عربية بينها، فهو موقع للدردشة ووضع الروابط الدعائية بغية التسويق الإعلامي.

اختصار أزمة اللاجئين السوريين بكرتونة مساعدات غذائية وعلبة دواء وبطانية، أجبرتهم على التأقلم مع الحال واعتبار كرتونة المساعدات أهم من أي شيء آخر، ولا يخفى مشهد السوريين أمام مراكز التوزيع في الحملة القطرية الشهر الماضي على معظمهم في لبنان، إذ اجتمع آلاف منهم على طابور لا يرى نهايته، ومن شروق الشمس إلى غيابها ينتظرون تلك الكرتونة المملوءة بزيت وبقوليات تطعم عائلة من شخصين أسبوعًا واحدًا.

اللاجئون السوريون منهم الطلاب الذين حالت الظروف بينهم وبين إكمال دراستهم، والطبيب الذي ترك عيادته فارًا بأهله من الموت يبحث عن عمل، والمهندس الذي خبر الهندسة طوال سني عمره.

إجحاف بحق الشعب تحجيم مأساته بكرتونه لصق عليها «هبة من سمو أمير دولة قطر»..

«شكرًا سمو الأمير»




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة