ثوار حماة.. استراتيجية جديدة وعين على المطار

tag icon ع ع ع

محمد صافي – حماه

نجح ثوار حماة بعد شهر ونصف من المعارك في أرياف المحافظة بالحد من قوة مطار حماة العسكري بشكل كبير بحسب ناشطين عسكريين في المنطقة، وذلك بعد تدمير جميع الأرتال التي أرسلها المطار مؤخرًا إلى الريف الحموي الشمالي والشرقي والغربي، وقصفه بشكل شبه يومي بصواريخ الغراد متوسطة المدى، وهو ما ساعد كتائب الثوار لفرض سيطرتهم على مناطق أكثر في أرياف حماة خلال الشهر الماضي.

بدأ ثوار حماة سلسلة عمليات بعد إعادة تنظيم خضعت لها معظم التجمعات والألوية، كانت بدايتها بتفجير حاجز حي السمك في المدخل الجنوبي لحماة واستهداف أكبر مقر للفرقة الرابعة بالمحافظة بسيارة مفخخة، تلا ذلك السيطرة على معسكر تل الناصرية في الريف الشمالي الغربي والسيطرة على الأوتوستراد الدولي بعد تدمير حواجز مورك بداية شباط 2014، ورد النظام بإرسال الأرتال لاستعادة المناطق التي خسرها على مدى 35 يومًا، لكنه فشل بسبب تصدي قوات الثوار له، والتي قامت باستهداف مطار حماة بصواريخ الغراد يوميًا ولأكثر من مرة، بالإضافة لقصف جميع معسكراته بالمنطقة بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع، وهو ما سبب ضعفًا في قيادة الأرتال وسهل على الثوار عمليات صدها .

أبو موفق الشبلي قائد لواء المجد في تجمع ألوية أبناء حماة، تحدث لعنب بلدي عن خسائر النظام في معارك الأرتال التي أرسلت للريف الحموي: منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة الأوتوستراد بداية شهر شباط إلى اليوم دمر الثوار 8 دبابات على حاجز الغربال ودبابتين على حاجز لحايا القديم و6 دبابات على مدخل مورك ومدفع 57 ومدفع 23 على نقاط تمركز الجيش غرب وشرق الأتوستراد، بالإضافة إلى 3 عربات BMB وأكثر من 20 سيارة ما بين ميكروباص وبيك آب. ويضيف أبو موفق عن القتلى: ما يقارب 500 عنصر لقوا حتفهم في معارك الأوتوستراد، بينهم 8 ضباط اثنان منهم برتبة عقيد.

مطار حماة هو ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا بعد مطار الضمير بريف دمشق، يقع في المدخل الغربي لمدينة حماة ويطل على 6 أحياء في المدينة، وفيه مجموعة كبيرة من الضباط المميزين في قوات النظام على رأسهم اللواء «وجيه المحمود» قائد قوات النظام في المنطقة الوسطى، والعقيد «سهيل الحسن» قائد الحملات العسكرية الضخمة للنظام في المنطقة الوسطى والشمال السوري.

ويتواجد بداخل مطار حماة العسكري قسم كبير من جنود النظام، ومن داخله تقصف أرياف حماة براجمات الصواريخ وصواريخ الأرض-أرض، كما يعتبر المطار أحد أكبر السجون التي يشرف عليها فرع المخابرات الجوية في حماة، ويتواجد داخل هنغاراته الآلاف من أهالي حماة بحسب معتقلين سابقين فيه. كما أن مطار حماة العسكري ليس مجرد قاعدة تخرج منها الطائرات لتقصف المناطق المحررة ومناطق تواجد الثوار، بل هو قلعة النظام المحصنة في المنطقة الوسطى، إذ تنطلق منه التعزيزات والمؤن لجميع النقاط والحواجز العسكرية للنظام في الشمال السوري، وكان للأرتال التي تخرج منه دور كبير في إفشال أكبر عمليات الثوار مثل استعادة السفيرة في ريف حلب الشرقي بعد أشهر من السيطرة عليها من قبل الثوار، وفك الحصار عن معسكرات وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب، وإفشال معارك فتح الطريق إلى حمص من ريف حماة الشرقي.

أنور الحموي، مدير المكتب الإعلامي في المجلس العسكري لحماة، يؤكد لعنب بلدي أن «القوة البرية لمطار حماة أصبحت مشتتة وضعيفة بسبب تعدد الجبهات التي يقاتل عليها المطار، فبعدما انطلق رتل ضخم بهدف استعادة حلب منذ شهر ونصف تقريبًا، بدأت المعارك على جبهات حماة ولم يستطع النظام التراجع عن حلب، وهذا ما أضعفه بريًا، ويضيف أنور «لا ننكر أن هناك تطورًا في أداء الثوار، فبعد ثلاث سنوات اكتسبنا خبرة عسكرية جيدة، فتحت جبهة الريف الغربي بالتزامن مع تعزيز جبهات مدينة مورك والأوتوستراد، فضلاً عن العمليات الخاطفة والموجعة في الريف الشرقي بآن واحد، ومشاركة ثوار حماة أيضًا بمعركة خان شيخون جعلت قوات النظام متشتتة وضعيفة وغير قادرة على فعل أي شيء في المنطقة».




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة