وهم اسمه «الفيسبوك»

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 112 ـ الأحد13/4/2014

imagesحنين النقري

سلّطت ثورات الربيع العربي وحراك الشباب فيه -على وجه الخصوص- الضوء بشدّة على موقع الفيسبوك باعتباره الوسيلة الأولى التي اعتمدوها للتواصل والتنسيق وكسب الشعبية، الأمر الذي دفع العديد من الحكومات لحجب ذلك العالم الأزرق، ليتحايل الشباب على هذا الحجب بشتى الوسائل وكافة الطرق. لكن اليوم، ربما يجدر بنا التساؤل عن إمكانية حجب هذا الموقع ذاتيًا، وإعادته إلى مستواه الطبيعي كشبكة تواصل اجتماعي؛ لا أكثر.

تجاوز الفيسبوك الصفة التي أنشئ لأجلها كـ «كتاب وجوه» يتضمن الأصدقاء والمعارف الذين مروا بك في حياتك، لتبقى على تواصل يوميّ معهم، إذ أضحى بالنسبة لنا –كعرب- موسوعة علمية، ومجموعة قنوات إخبارية، وتنسيقيات ثورية، وجرائد وصحف يومية، ومعلومات طبية، وعوالم موسيقية وفنية، والمشكلة ليست -بالطبع- في هذه الاهتمامات؛ المشكلة بتأطيرها في المكان الخطأ.

طبيب يحدّث إحدى المحطات الإخبارية عن مرض منتشر في مخيم للاجئين السوريين، شاشة حاسبه إلى جانبه مزينة بحسابه على الفيسبوك، رسام كاريكاتير مشهور يشير إلى أن لوحاته كلها معروضة في حسابه على الفيسبوك، لم نحشر جلّ زوايا علومنا وحياتنا في موقع واحد بشكل مهووس؟، ولم لا نشارك في إغناء المحتوى العربي على شبكة الانترنت بمواقع مستقلة تخصصية، تليق بالمستوى الجيّد الذي ننشره على موقع غير مختص بذلك.

فليكر، المدونات أنواعها الشخصية والتخصصية، المواقع الخاصة، المواقع المختصة بالموسوعات -ويكيبيديا والمعرفة وسواهما-، جميعها أماكن يمكننا نشر نتاجنا «الفعلي» عليها بشكل يشارك في زيادة المحتوى العربي على شبكة الانترنت، ويساهم بتوثيق هذه المرحلة المهمّة من عمر سوريا والوطن العربي بشكل عامّ.

موضة الفيسبوك اليوم تشبه موضة المنتديات في الأمس القريب. وكلاهما له عندنا ذات الأثر، وكلاهما له جمهور واسع من المهووسين.

ليس الأمر مجرد موقع، تجاوز الفيسبوك شبكة الانترنت بشكل جعل حياتنا المعاشة شبيهة به، إذ صارت كلها عبارة عن كلمات نلقيها ونمضي، بات أكثرنا مجرد ناطقين فيسبوكيين، وتحولنا إلى ناطقين فيسبوكيين حتى في حياتنا العادية.. أكثر ما نفعله هو مجرد الكلام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة