دور الأسرة في مساعدة المطلق سراحه

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 112 ـ الأحد13/4/2014i6O11D_sFcBc

أسماء رشدي – عنب بلدي

إن عمليات الاعتقال والتعذيب والسجن ومن ثم الإفراج، تحدث صدمات قاسية على حياة السجين، وبالتالي تختلف ردود أفعاله تجاه ما مر به بحسب ظروفه، طبيعة الإنسان وشخصيته، نوعية المعاملة والتعذيب، ظروف الإفراج عنه، وأيضًا نوعية العون والمساعدة المقدمة له بعد خروجه.

الكثير من السجناء، وخاصة الذين أمضوا فترات طويلة في السجن وما رافقه من تحقيقات وامتهان لكرامتهم من خلال الضرب والتعذيب النفسي والجسدي والإهانات بكل أشكالها وقتل الأمل بداخلهم، هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق، الاكتئاب، اضطراب كرب ما بعد الصدمة، عادات سلوكية غير سليمة، وأمراض عضوية متعددة. ناهيك عن التحديات التي تواجههم عند إطلاق سراحهم وهي عقبات التأقلم مع الحياة والناس من جديد.

هنا تبرز أهمية دور الأسرة في مساعدة المطلق سراحه للتأقلم من جديد، على أنه يجب التنويه إلى أن الأسرة أيضًا قد تعاني من بعض المشاكل والصعوبات النفسية بعد إطلاق سراح معتقلهم. فالأسرة قد تغيرت كثيرًا، وخاصة إذا كانت فترة الاعتقال طويلة، فمنهم من تزوج ومنهم من توفي ومنهم من تغيرت أفكاره ونظرته للحياة، وأيضًا حتى السجين قد تكون تغيرت أفكاره ومواقفه من الآخرين.

الأمور التي ينصح بها لطريقة تعامل الأهل مع معتقلهم عندما يطلق سراحه:

– استقباله عند خروجه من سجنه بطريقة تليق به وبالسبب الذي اعتقل من أجله وعدم البدء بلومه على أفعاله وتصرفاته التي أدت به إلى الاعتقال، مثلاً: لقد قلنا لك لا تفعل ذلك…إلخ.

– إعطاؤه الوقت الكافي لكي يتمكن من التأقلم من جديد مع حياته بعد تلك الفترة. ومن الممكن أن يقضي وقتًا كافيًا مع أسرته قبل أن يعود إلى حياته الاجتماعية والمهنية، حتى لو امتد الموضوع لعدة شهور، وليس شرطًا أن تكون كل هذه الفترة مجرد الجلوس وتكرار الحديث عما مر به. يمكن القيام بأنشطة متنوعة مع أفراد أسرته كالمساعدة في الأعمال المنزلية وغيرها.

– عدم استعجاله للحديث عما جرى معه. يجب تركه حتى يبدأ هو، وعندها كل ما عليكم فعله هو أن تستمعوا له وتتعاطفوا معه وتتركوه يفرغ ما بداخله ويعبر عن مشاعره وأفكاره، لا تقاطعوه حتى لو شعرتم بالضيق مثلاً عند ذكره لطريقة تعذيب ما.

– عدم الضغط عليه بإلقاء المحاضرات وإغراقه بالمواعظ عن وجوب صبره وقبوله لما جرى معه، كل ما يحتاجه هو الاستماع له بتعاطف بدون مواعظ ولوم ومقاطعة.

– ضرورة الانتباه إلى سلوكياته وأفكاره ومشاعره والتي ربما تكون شديدة لدى بعض المطلق سراحهم (اكتئاب شديد، قلق شديد، لامبالاة، هيجان…إلخ) وبهذه الحالة ربما يكون بحاجة إلى طبيب أو أخصائي نفسي.

– ضرورة عرضه على طبيب عام لأنه قد يصاب بأمراض عضوية مختلفة نتيجة التعذيب وظروف السجن بسبب غياب الرعاية الطبية داخل السجن.

لابد أن ننوه أنه بالرغم من كل ما يمر به المعتقلون، منهم من يخرج ويحتاج أشهرًا قليلة حتى يعود لحياته من جديد ومنهم من يحتاج إلى سنوات حتى يتحسن ويتمكن من العودة من جديد، كل ذلك يعتمد على الدعم والتشجيع والاهتمام الذي يتلقاه من أسرته ومحيطه وعلى قدرته الشخصية على تجاوز هذه التجربة الغنية والمؤلمة بنفس الوقت.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة