التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال (2)

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

تحدثنا في العدد الماضي عن التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال من حيث الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج، ولكن لابد من تسليط الضوء على بعض النقاط المهمة الخاصة.

التهاب الأذن الوسطى المتكرر

يمكن أن يحدث التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال ما يزيد عن مرتين كل فصل شتاء بشكل طبيعي، ولكن إذا حدث لأكثر من ذلك فيجب أن يوصف للطفل علاج وقائي (يختلف بحسب حالة كل طفل) ولفترة طويلة؛ حيث أن كل التهاب أذن وسطى متكرر لا يعالج بشكل جيد يؤدي إلى نقص سمع خفيف إلى متوسط.

التهاب الأذن الوسطى مع تجمع سائل في الأذن

غالبًا ما يحدث عند الأطفال بعمر أقل من ثلاث سنوات، ويعتقد أنه ناتج عن التهاب أذن وسطى مرافق لالتهاب طرق تنفسية علوية أو غدد لمفية. وفيه يتجمع سائل خلف غشاء الطبل ويسبب نقصًا في السمع. ويلاحظ عند فحص الأذن بالمنظار الهوائي أن الغشاء لا يتحرك كما يتحرك عادة عندما لا يوجد خلفه سائل، ويختلف شكل الغشاء ولونه حسب طبيعة هذا السائل؛ فيمكن أن يكون حليبي اللون أو فضي وعليه أوعية دموية محتقنة أو أصفر أو بلون الزيت أو أزرق اللون، وأحيانًا تشاهد فقاعات هواء في الأذن الوسطى.

يشفى هذا الالتهاب عادة من تلقاء نفسه دون علاج خلال 3-6 أسابيع، ولكن عادة يفحص الطفل بعد 4 أشهر فإذا كان السائل لايزال موجودًا فيوضع أنبوب تهوية في طبلة الأذن وتزال الغدد اللمفية من البلعوم الأنفي.

خزع غشاء الطبل (تركيب أنابيب التهوية)

تعتبر هذه العملية أكثر عملية تجرى للأطفال على الإطلاق، وتستطب في حالات التهاب الأذن الوسطى مع تجمع سائل واستمرار وجود السائل لأكثر من ثلاثة أشهر مع وجود نقص سمع عند الطفل.

يقوم بالعملية أخصائي الأذنية، تحت التخدير العام، حيث يشق غشاء الطبل ويضع ضمنه أنبوب صغير يسمح بخروج السائل وتهوية الأذن، ويعود الطفل إلى منزله في نفس يوم العملية. يبقى الأنبوب في غشاء الطبل 6–12 شهرًا ثم يخرج تلقائيًا. وخلال هذه الفترة يجب حماية الأذن من الماء حتى لا يدخل إلى الأذن الوسطى (توضع سدادات للأذن خلال الاستحمام أو السباحة). ويمكن أن تعاد العملية في حال تكرر الالتهاب بعد خروج الأنبوب.

وإذا كان لدى الطفل ناميات أنفية ضخمة أو ملتهبة فيقوم الطبيب بتجريفها (عملية استئصال الناميات) بنفس الوقت مع خزع غشاء الطبل، حيث يقلل ذلك من التهاب الأذن الوسطى، خاصة عند الأطفال فوق الأربع سنوات من العمر.

مضاعفات التهاب الأذن الوسطى

مع أن عقابيل الحالات غير المعالجة هي قليلة الحدوث إلا أنها خطيرة؛ فقد تسبب نقص سمع ينتج عنه تأخر بالنطق ومشاكل سلوكية لدى الطفل، وقد يحدث تمزق بغشاء الطبل مما يؤدي إلى نقص سمع دائم، ويمكن أن ينتقل الالتهاب إلى الأجزاء المجاورة من الرأس مسببًا التهاب العظم الخشائي خلف الأذن أو شلل العصب الوجهي أو التهاب الأذن الداخلية (التهاب الدهليز) وقد يصل الالتهاب إلى الدماغ مسببًا مضاعفات أشد خطورة (كالتهاب السحايا).

الحالات التي تستوجب إجراء تخطيط السمع لدى الأطفال

يمكن أن يجرى تخطيط السمع للطفل مهما كان عمرة صغيرًا، ويجب إجراؤه في الحالات التالية:

  • كل طفل لديه التهاب أذن وسطى لأكثر من 4 مرات في السنة.
  • كل طفل يستمر وجود السائل في الأذن الوسطى لديه لأكثر من 3 أشهر.
  • كل طفل يستمر نقص السمع لديه بعد علاج الالتهاب لأكثر من 6 أسابيع (عادة ما يلاحظ نقص السمع من قبل الوالدين).
  • كل طفل يلاحظ عنده تأخر بالتطور اللغوي والنطق.

الوقاية من التهاب الأذن الوسطى

  • تجنب التماس مع المصابين بأمراض تنفسية معدية.
  • جنب الأماكن التي فيها دخان سجائر.
  • الاعتماد على الإرضاع الطبيعي وفي حال الاضطرار للإرضاع الصناعي يجب أن يتم ذلك والرأس مرفوع بمستوى أعلى من البطن.
  • استخدام قطرات الأنف لتنظيفه وبقائه سالكًا.
  • أثبتت البحوث أن أدوية الزكام والتحسس (مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين) لا تفيد في الوقاية، إلا أنه لا زال من الشائع استخدامها من قبل الأطباء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة