«حبة قمح» لبناء شخصية اليافعين وتنمية العمل التطوعي

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 121 ـ الأحد 15/6/2014

حبة قمحرغد محمد خير

«حبة قمح» مشروع يعمل على «بناء شخصية اليافعين وزرع فكر العمل التطوعي لديهم من خلال ورش تدريبية ليكونوا جزءًا من عملية التغيير في مجتمعهم مدنيًا» بحسب منظمي المشروع.

ويختلف «حبة قمح» عن غيره من المبادرات بأنه يتيح للأطفال واليافعين السوريين أن «يختبروا العطاء من جهة المعطي بعد أن اعتادوه كآخذين».

ويعمل المشروع مع الأطفال واليافعين من اللاجئين السّوريين في الأردن، والذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 عامًا، من خلال جلسات وورش تدريبية. مدة التدريب الواحد 9 ساعات مقسّمة على ثلاثة أيّام، وتضم كل جلسة عددًا من الأنشطة والأفكار التي تبني الثقة وتزرع فكر العمل التطوعي لدى المشاركين، كما تعزّز الصّفات القياديّة لديهم وتحفّز روح العمل الجماعي بناءً على أسس علميّة نظرية وعملية.

وقد انطلقت أول ورشة تدريبية في 9 أيار 2014 في عمّان، وكانت نتائجها عملين تطوعيَين، أحدهما تنظيف عمارة في منطقة «أبو علندا» التي يقطنها سكان أردنيون وسوريون، والآخر كان ردم حفر في حي وتنظيفه في منطقة «تلاع العلي»؛ بعد أن اختار الأطفال المبادرات التطوعية بناءً على دراسة أعدوها بأنفسهم خلال التدريب من تحديد للهدف والخطوات والمهام والنتائج.

وبعد شهر من انطلاق «حبة قمح» تكونت ثلاث مجموعات مدرّبة في عمان، إربد، والزعتري، وهي تعتبر بحسب منظمي المشروع «نواة لعمل مؤسساتي مدني»، وقد اجتمع يافعو عمان بعد تنفيذ الأنشطة وقاموا بـ «مناقشة سلبيات وإيجابيات عملهم بناء على نقاط رئيسية تعلموها في ورشة العمل باعتماد كامل على أنفسهم دون أي تدخل من المدربين كأي فريق تطوعي ناشئ»، وفق ما نقله لنا المشرفون على المشروع.

ويتمّ حاليًا متابعة المجموعات التي شُكِّلت ومحاولة دعمهم بكل الوسائل الممكنة، والتفكير بتعديل البرنامج لتستفيد منه فئة اليافعين بأعمار 16-17 سنة، كما يتم التحضير لبداية ورشة جديدة مع مجموعة رابعة.

وبحسب منظمي المشروع فإن ما يرنو له «حبة قمح» الوصول إلى «نواة إعادة البناء والإعمار التي تعتبر سوريا أكثر حاجة لها الآن من أي وقت مضى وأكثر استمراريّة واستدامة من المساعدات الإغاثية والعينيّة»، إضافة لـ «خلق حالة من الوعي الذاتي والوعي بالمجتمع، الأمر الذي يعود عليهم بفهم المسؤولية المجتمعيّة ويصنع منهم أفرادًا منتجين وبنّاءين لمستقبل سوريا».

ويعتبر «حبة قمح» أحد مشاريع «مجموعة همّة التطوعية» التي بدأت نشاطها في صيف 2013، وتنظم برامج تعليمية وترفيهية وتربوية للأطفال واليافعين في الأردن، في محاولة لدعم الأطفال السوريين ومواصلة تعليمهم ودمجهم مع المجتمع الجديد.

يلبي المشروع جزءًا من احتياج المجتمع لتطوير الطاقات المهدورة وتنميتها والاهتمام بها ليكون أطفال اليوم جزءًا من عملية التغيير والبناء في مجتمعهم مدنيًا، ويمنح العطاء والإنجاز الأطفال إيمانًا بأنفسهم وقدرتهم على التغيير والمشاركة في الإصلاح.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة