«خلافــة باطلــة شرعًــا».. ودولـــة مترامية الأطراف مهددة الحدود

«داعش» تعلن «الخلافة الإسلامية» وتبايع البغدادي

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 124 ـ الأحد 6/7/2014

عنب بلدي – وكالات

علن تنظيم «دولة العراق والشام» يوم الأحد 29 حزيران (1 رمضان) «دولة الخلافة الإسلامية» مبايعًا أبو بكر البغدادي، الذي طالب مسلمي العالم بالهجرة إلى دولته وبشر بـ «فتح روما»، بينما أعلنت هيئات ومجالس إسلامية بطلان إعلان الخلافة شرعًا، في حين يستمر التنظيم بالتوسع على الأراضي السورية والعراقية.

  • إعلان الخلافة

وفي كلمة جديدة للناطق الرسمي باسم «دولة العراق والشام» أبو محمد العدناني الشامي، أعلن بشكل رسمي قيام «الخلافة الإسلامية» وتنصيب «خليفة للمسلمين» ومبايعة عبد الله إبراهيم أبو بكر البغدادي «الذي قبل البيعة».
وأضاف العدناني أنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة ويقتصر على «الدولة الإسلامية» وذلك من لحظة صدور البيان.
وجاء في البيان «صار واجبًا على جميع المسلمين مبايعة الخليفة وتبطل جميع الإمارات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده».

 

  • أول ظهور لـ «الخليفة»

داعش
وفي أول ظهور لأبي بكر البغدادي عبر تسجيل مصور لخطبة الجمعة 4 تموز، في «المسجد الكبير» في مدينة الموصل العراقية، قال البغدادي «لقد ابتليت بهذا الأمر العظيم… فوليت عليكم ولست بخيركم ولا أفضل منكم، فان رأيتموني على حق فاعينوني، وان رأيتموني على باطل فانصحوني وسددوني، وأطيعوني ما أطعت الله فيكم».
وأضاف أن الله «أمرنا أن نقاتل أعداءه ونجاهد في سبيله لتحقيق ذلك وإقامة الدين»، مضيفًا «أيها الناس إن دين الله تبارك وتعالى لا يقام ولا تتحقق هذه الغاية التي من أجلها خلقنا الله إلا بتحكيم شرع الله والتحاكم إليه وإقامة الحدود، ولا يكون ذلك إلا ببأس وسلطان».
وقد نشر التسجيل عبر اليوتيوب بواسطة «مؤسسة الفرقان» المتخصصة بتسجيلات التنظيم وبياناته، بينما اعتبرت الحكومة العراقية التسجيل «مزيفًا» وأنها أصابت البغدادي في إحدى طلعاتها الجوية، وقد نقل إلى العلاج في سوريا.
وكان البغدادي دعا في تسجيل صوتي يوم الأربعاء مسلمي العالم من كل الجنسيات إلى الهجرة إلى دولته، وخص بذلك العلماء والقضاة وأصحاب الاختصاصات العسكرية والطبية والمهندسين…، مبشرًا بـ «فتح روما وامتلاك الأرض بإذن الله».

  • من هو البغدادي

وينسب البغدادي نفسه إلى آل بيت الرسول محمد في قريش، وهو من عائلة تنتمي لعشيرة السامرائي، تابع تعليمه في «الجامعة الإسلامية» في بغداد، وقد اعتقلته القوات الأمريكية عام 2006 ثم أفرجت عنه عام 2009 ، وتدرب على يد أبو مصعب الزرقاوي، ليتولى قيادة «دولة العراق الإسلامية» عام 2010، معلنًا ولاءه لزعيم القاعدة أسامة بن لادن.
لكن خلافات حصلت بين شقي القاعدة (جبهة النصرة، ودولة العراق والشام) أدت إلى انشقاق تنظيم الدولة عن القاعدة، كما طالب البغدادي القاعدة وأميرها الظواهري بمبايعة التنظيم كإمارة ودولة.

  • الإعلان «مخالف للشرع»

من جهته قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له أمس السبت، إن «إعلان الخلافة الإسلامية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، مخالف شرعًا».
وطالب الاتحاد، جميع الفصائل الإسلامية فى العالم بـ «احترام المفاهيم الإسلامية التى لها جلالها بين الناس»، محذرًا من «فتح باب الفوضى فى الاجتهادات، بعيدًا عن أهل الحل والعقد للأمة الإسلامية من علمائها وفقهائها ومتخصصيها».
ودعا الاتحاد المنادين بحلم الخلافة «أن يكونوا واقعيين، وينظروا إلى ما يصيب إخوانهم هنا وهناك من جراء إصرارهم على موقفهم»، معتبرًا أن إعلان الخلافة ما هو إلا افتقار لفقه الواقع وأشبه بالانقضاض على ثورة الشعب التي يشارك فيها أهل السنة بكل قواهم».
وفي بيان أشد لهجة وقعت عليه أبرز فصائل المعارضة السورية ومنها الجبهة الإسلامية، اعتبرت الفصائل أن «إعلان الخوارج للخلافة الإسلامية باطل شرعًا وعقلًا، ولا يغير شيئًا من وصفهم ولا طريقة التعامل معهم».
وأضاف البيان إن «هذا الإعلان يخدم المشاريع التقسيمية لبلاد المسلمين بحيث تذهب ثرواتها إلى طوائف الأقليات، على حساب محاصرة الأكثرية من أهل السنة في كنتونات محدودة».

  • أركان «الدولة»

ويحاول التنظيم بسط سيطرته على مناطق واسعة شمال شرق سوريا وغرب العراق، حيث يحكم نفوذه على معظم محافظة الرقة ومناطق شرق حلب، وجنوب الحسكة ودير الزور، لكنه يخوض مواجهات مستمرة ضد فصائل المعارضة الإسلامية في سوريا دون أن يتدخل في مواجهات مباشرة ضد قوات الأسد.
بينما يختلف الحال على الجانب العراقي إذ يعمل التنظيم إلى جانب مقاتلي الثوار الذين سيطروا على مساحات واسعة غرب العراق، بعد انسحاب الجيش العراقي منها، وقد بثت تسجيلات مصورة تظهر إعدامات جماعية لجنود عراقيين في جيش المالكي، على يد مقاتلي التنظيم، وسيطرته على عدد كبير من الآليات والأسلحة.
وفي الجانبين لا تزال مواقع التنظيم مهددةً ولم تتمكن من تحصين نفوذها بعد، سوى في بعض المواقع كالرقة والموصل.

  • احتفالات الرقة

وفي اليوم التالي لإعلان العدناني، نظم جنود «الدولة» في مدينة الرقة عرضَا عسكريًا هو الأكبر من نوعه «فرحًا بإعلان الخلافة»، وقد بث ناشطون تسجيلات تظهر عددًا كبيرًا من الآليات العسكرية الحديثة اغتنمها التنظيم في العراق، إضافة لصاروخ من نوع  «سكود» محمول على سيارة شحن، وقد جاب الموكب أحياء الرقة وشوارعها الرئيسية.
إلى ذلك دعا التنظيم عبر حسابات «الولايات» المعتمدة له في موقع تويتر، إلى «الاستتابة وتقديم البيعة» في مقرات التنظيم، ونشرت صورًا لمدنيين تجمعوا في الرقة، وصفتهم بـ «المرتدين».
ميدانيًا يواصل مقاتلو «الدولة» تقدمهم في ريف دير الزور الشرقي، وقد اقتحموا الأسبوع الماضي مدينة الميادين بعد اشتباكات عنيفة ضد فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة والجبهة الإسلامية.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس فقد «ارتفع إلى نحو 7000 عدد الذين استشهدوا ولقوا مصرعهم منذ بدء الاشتباكات بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة»، منذ الثالث من كانون الثاني من العام الجاري وحتى منتصف ليل الـ 28 من شهر حزيران الجاري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة