جهودٌ سورية ولبنانية لإدخال بهجة العيد للأطفال اللاجئين

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 128 ـ الأحد 3/8/2014

العيد من جديدمحمد زيادة – بيروت

أقامت منظمات سورية ولبنانية عدة مهرجانات ترفيهية للأطفال السوريين اللاجئين في لبنان خلال أيام عيد الفطر الأسبوع الماضي، وقد لاقت هذه المهرجانات إقبالاً وترحيبًا كبيرين من السوريين، فـ “عادت بهم إلى أجواء العيد في سوريا”، بوجود بعض اللبنانيين وأطفالهم الذين شاركوهم فرحة عيدهم.

عنب بلدي غطّت فعاليات بعض هذه المهرجانات، واستطلعت آراء أطفالٍ سوريين ولبنانيين وأهاليهم.

استهدفت المهرجانات أكثر المناطق المكتظة بالأطفال اللاجئين، في المدن القريبة من المخيمات في طرابلس والبقاع الأوسط، ودعت المنظمات المشرفة عليها كـ “مركز النساء الآن” السوري، وجميعة “الكشاف المسلم اللبناني” الأطفال للمشاركة واللعب مجانًا، حيث استوعب مهرجان “فرحة العيد من جديد” في بلدة سعد نايل قرابة 2500 طفل.

وضمّ مهرجان سعد نايل ألعاب الملاهي، وفقراتٍ غنائية خاصة بالأطفال، ورسمًا على الوجوه، ومسابقاتٍ رياضية وأسئلة ثقافية، حصل الفائزون فيها على جوائز رمزية، بالإضافة إلى أكلات شعبية تُعتبر طقوسًا تقليدية شاع انتشارها في الأعياد السورية مثل “الفول النابت”.

وقد أكّد بعض السوريين الذين حضروا المهرجان مع أطفالهم، أنّ هذه الفعاليات بعد غيابٍ طويلٍ أتاحت للطفل “تفريغ ما يحمله من طاقاتٍ  كُبتت خلال الأزمة”، سواءً أثناء تواجده في المناطق المستعرة بالنزاع السوري “خوفًا من قصف قوات الأسد التي لا تعرف صغيرًا ولا كبيرًا لتجمّع كهذا” حسب ما أفادت “أم عثمان” التي خرجت من الغوطة الغربية مع أطفالها الثلاثة قبل عام، أو بعد وصوله إلى لبنان، حيث يبقى مشهد “فقده لطفولته يُعاد كل عيدٍ”، وذلك “لعدم وجود هيئةٍ أو منظمةٍ ترعى أو تنشئ مهرجانًا للعيد، يجد فيه الطفل ألعابه وساحة أحلامه”.

أما الأطفال، فقد بدت البسمة مرسومة على وجوههم، تعلو أصواتهم مجتمعة بين سوريين ولبنانيين “يا ولاد محارب.. لولو، شدّوا القوالب.. لولو، قويها للشدة ما مننزل إلا بقتلة”.

براء، ذو التسع سنوات، قال لعنب بلدي أنه ومنذ وجوده في لبنان لم يستطع أهله اصطحابه إلى مدينة ملاهي لـ “ضيق حالتهم المادية”، معبرًا عن سروره بحضور المهرجان “أنا طاير من الفرحة، من سنتين ما دخلت على عيد ولعبت بالمراجيح متل اليوم”.

المشاركون اللبنانيون لم يكونوا أقل وسعادة، فـقد اصطحب “عمر” ابنه “أحمد” ذا الخمس سنوات لـ “يشارك رفاقه السوريين عيدهم، ويجرّب الأجواء الاحتفالية”.

وأشار عمر أنّه للمرة الأولى يحضر مهرجانًا احتفاليًّا للعيد “فيه من المرح وحرية اللعب العفوي، وكثرة النشاطات والتسلية”، وأثنى على القائمين على العمل “لإبداعهم وحرفيتهم في إرضاء الأطفال رغم معاناتهم”.

بدورها سارة، المتطوعة في فريق “دمى العرائس” المشارك في إحدى المهرجانات، أكّدت أنّ “كل الجهود لا تكفي لتعويض ما فات الأطفال من طفولتهم خلال الأزمة”، بينما راح بها مشهد لعب الأطفال وتناولهم الفول النابت وحلاوة السميد إلى حارات الشام وأعيادها “المليئة بالحيوية والحياة”، آملة ًأن تكون هذه المهرجانات “خطوةً على طريق توحيد الشعبين السوري واللبناني، والتمازج الثقافي، ونبذ الخلافات بينهما”.

وبحسب تقريرٍ صدر عن الأمم المتحدة أول الشهر الماضي، فإنّ حوالي 1.1 مليون سوري لجؤوا إلى لبنان، منهم 600 ألف طفل، أكثر من 400 ألف منهم محرومين من حقوقهم بالتعليم، وأبسط حقوق الطفولة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة