المدارس على الأبواب والحال نحو الأسوأ … غلاء الأسعار والخوف من القصف تحيط بالعام الدراسي الجديد

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 134 – الأحد 14/9/2014

المدارس في سورياتمام محمد – بيروت

يواجه المواطن السوري مع بداية العام الدراسي الجديد عبئًا جديدًا، وسط غلاء المستلزمات الدراسية والخوف من قصفٍ يطال المدارس، بينما يحرم الأطفال من التعليم في المناطق المحاصرة بسبب المعارك، في حين توقفت بعض المدارس عن العمل نظرًا لاستقبالها النازحين من المناطق المنكوبة.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، تشهد أسعار المستلزمات الدراسية في العاصمة دمشق ارتفاعًا كبيرًا، ما يشكل عبئًا على بعض العائلات ذات الدخل المحدود في تأمين هذه الحاجيات.

أبو أنس أحد قاطني دمشق، أفاد عنب بلدي أن ثمن القرطاسية والثياب المدرسية يسجل غلاءً كبيرًا مقارنة بالسنة الماضية، إذ يصل متوسط المبلغ الذي يحتاجه الطالب بداية العام إلى 7000 ليرةٍ سورية، عازيًا ذلك إلى “احتكار التجار لها، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي الذي لحق بالبلاد”.

وتزيد المعاناة لدى الأسر التي لديها عدة أطفال، إذ يقول أبو أنس “لا قدرة لي على تغطية الحاجيات المدرسية لأطفالي الأربعة… شو بدي ألحق لألحق”، كما أن “ارتفاع أسعار الكتب يشكل مصيبةً ثانية”.

ويقع هذا الحمل أيضًا على عاتق الجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام، حيث تقول تسنيم، العاملة في إحدى دور الإيواء، “لم نستطع تأمين القرطاسية لجميع الأيتام المسجلين لدينا بسبب ارتفاع ثمنها، لذلك أعطينا نصف المستلزمات اللازمة لكل طفل فقط”، مشيرةً إلى النقص الكبير في المورد المخصص للمواد الدراسية على عكس السنة الماضية.

ويشكل الوضع الأمني المتردي هاجسًا آخر لدى الأهل، ما يمنع البعض من إرسال أولادهم إلى المدرسة “حفاظًا على سلامتهم” بحسب أبي عامر، الذي امتنع عن تسجيل طفليه في المرحلة الابتدائية “خوفًا من استهداف المدراس بسيارة مفخخة أو قذيقة طائشة” كما حصل العام الماضي في بعض أحياء دمشق.

وأبدى أبو عامر استعداده لترك أطفاله دون تعليم، خصوصًا بعد اشتعال الجبهة الشرقية لدمشق “إذا المدرسة رح تضر ولادي عمرها ما تكون”.

وفي السياق نفسه، أُغلقت بعض المدارس الرسمية بسبب الحصار والقصف الذي تطبقه قوات الأسد على المناطق المنتفضة ضد نظامه، لتحل محلها مدارس بديلة لا تسد الحاجة الكاملة للطالب. ففي داريا أتم الحصار عامين دراسيين، حُرم خلالهما أكثر من 800 طالبٍ محاصرٍ من التعليم، ما دفع المعنيين في المجلس المحلي إلى افتتاح مدرسةٍ جديدة في محاولةٍ منهم لتدارك التقصير.

إلا أن دوام المدرسة الذي بدأ منذ شهرين “ينقطع عند اشتداد وتيرة القصف والمعارك” بحسب أبي مجاهد، أحد أعضاء المكتب الإعلامي في المدينة، مشيرًا إلى التركيز على المواد الأساسية، وذلك بسبب نقص الكوادر.

بينما تستقبل بعض المدراس في المدن الهادئة النازحين وأطفالهم إليها من المدن التي تشهد اضطرابًا أمنيًا يزيد الضغط على المدارس الأخرى في المدينة نفسها، حيث يصل عدد الطلاب في حي القصور في حماه، إلى “60 طالبًا في قاعةٍ تتسع لـ 40 طالبًا فقط” بحسب أيهم، أحد سكان المدينة.

ويذكر تقرير لليونيسيف صدر مطلع العام الجاري أن نحو 3 ملايين طفل سوري داخل سوريا أو في الدول المجاورة غير قادرين على الذهاب إلى المدارس بانتظام، وأوضح أن هذا الرقم يشكل نحو نصف سكان سوريا ممن هم في مرحلة الدراسة، وأن ما يقدر بمليون طفل سوري محاصرين أو في مناطق يصعب الوصول إليها، مشيرًا إلى أن “الملايين مهددون بأن يكونوا جيلًا ضائعًا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة