بعد سنتين من الظلام، «حلب كلك نور» … مبادرات مدنيّة لإنارة شوارع حلب

tag icon ع ع ع

ليان الحلبي – حلب

بدأت مبادرات مدنيّة في أحياء مدينة حلب المحررة العمل على إعادة تشغيل أنوار الشوارع المعطلة منذ سنتين، ورغم الآليات البسيطة التي استخدمها الفريق إلا أن الحملة حققت جزءًا كبيرًا من أهدافها.

وتقبع الأحياء المحررة من مدينة حلب في ظلام دامس منذ أكثر من عامين؛ فمن جهة، انقطاع الكهرباء بسبب القصف المتكرر من قبل قوات الأسد، الذي يستهدف على الدوام محطات التغذية والمحولات الرئيسية التي تغذي المدينة. ومن جهة أخرى، تعرّض أعمدة الإنارة في الطرقات لأعطال كبيرة مسبّبة تضررها بنسب متفاوتة أو أحيانًا خروجها بشكل كامل عن الخدمة.

هذا الظلام الحالك اضطرّ سائقي السيارات لإطفاء أنوار سياراتهم ليلًا على الدوام كي لا يكونوا هدفًا لطيران الأسد، الذي يترصّد أي بصيص نور في السّواد، ما أدّى لوقوع ضحايا بشكل مستمر، كما إن إطفاء أنوار السيارات ليلًا زاد من نسبة حوادث السير.

وزاد من الظلمة ازدياد نسبة نزوح سكان الأحياء الشرقية من حلب المحررة بسبب حملة القصف بالبراميل المتفجرة، ما جعل المشهد الليليّ هناك موحشًا تمامًا، خاصة مع اقتراب حلول فصل الشتاء.

هذه الأسباب مجتمعة، دفعت مبادرة سيف حلب لأهل الشام لتبنّي حملة «حلب كلك نور» كداعم ومنسّق للحملة، وشاركها في ذلك «مؤسسة صدق الخيرية» كداعم بالمال والمعدات، بينما تكفلت «الإدارة العامة للخدمات» بالتنفيذ، إضافة إلى دورها في الصيانة وتوفير الآليات والكابلات.

بدأ التحضير لدراسة الحملة وتهيئة المستلزمات الضرورية لها على مدى أسبوعين، تلاها مباشرة بدء التنفيذ على الأرض، وعند سؤال عنب بلدي للقائمين على الحملة عن أبرز الصعوبات التي واجهتهم، تحدثوا عن «نقص اليد العاملة بسبب حالات النزوح التي تشهدها المنطقة، وكذلك النقص الحاد في الآليات وخاصة الروافع ما أثّر بشكل كبير في سرعة إنجاز العمل».

كما برزت أيضًا مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والتي أعاقت القدرة على التحكّم بمسار عمليات الصيانة والتأكد منها، إضافة إلى الظروف الأمنية المتدهورة تحت مخاطر القصف من قبل قوات الأسد.

نفذت «حلب كلك نور» على مراحل بعد تقسيم مناطق العمل إلى ثلاثة قطاعات، وقد رفض القائمون على الحملة الكشف عنها إعلاميًا خوفًا من ردود أفعال النظام وتركيز القصف على محطات الكهرباء، واكتفوا بالإشارة إلى أنها تشمل بشكل عام الأحياء الشرقية الممتدة من حي المرجة إلى منطقة بعيدين.

أنجز القطاع الأول بنسبة مئة بالمئة، والثاني تجاوز الخمسين بالمئة حتى كتابة هذا التقرير يوم السبت 20 أيلول، على أن يُستكمل العمل على باقي القطاعات لاحقًا ضمن الإمكانات المتاحة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة