الغشي عند الأطفال.. ظاهرة مرضية مؤقتة وحميدة

الغشي عند الأطفال

camera iconImage Source: Canva

tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يشكو بعض الأطفال من نوبات توقف التنفس اللحظي أو ما يسمى بالغشي أو حبس النفس، ويكون الطفل في تلك اللحظات في وضع حرج بالنسبة للأهل حيث يجهل الكثيرون منهم كيفية التصرف مع أطفالهم حينها، وقد ينقلون الصورة للطبيب على أنها نوبات تشنج مما قد يؤخر تشخيص الحالة، ولذلك سنعرف في هذه المادة ما يمكن القيام به عند حدوثها.

ما هي نوب الغشي عند الأطفال

هي نوب توقف في التنفس بشكل مفاجئ ولفترة وجيزة ومؤقتة، غالبًا ما تتلو بكاء الطفل بشكل شديد أو نتيجة موقف عاطفي مؤثر كالخوف أو الحنق، حيث لا يستطيع الطفل أخذ شهيق، ويؤدي حبس النفس إلى هبوط عدد ضربات القلب وبالتالي نقص تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى حصول الإغماء وفقد الوعي لعدة ثوانٍ، ثم سرعان ما يأخذ الطفل شهيقًا عميقًا ويصحو وكأن شيئا لم يكن.

تحدث هذه النوب عند نسبة لا بأس بها من الأطفال الأصحاء اعتبارًا من عمر السنة، وقد تظهر بشكل نادر من عمر الخمسة أشهر، ثم تتلاشى تدريجيًا مع تقدم عمر الطفل.

وتختفي نصف الحالات بعمر 4 سنوات، كما يختفي معظمها بعمر 6-8 سنوات، وتبقى نسبة نادرة يمكن أن تحدث بعد عمر 8 سنوات.

كيف تتظاهر نوب الغشي عند الأطفال

يمكن أن يتظاهر الغشي عند الأطفال بأحد شكلين:

الأول هو الغشي المرافق للزرقة (غشي البكاء): ويشكل أكثر من ثلثي الحالات، ويترافق مع ازرقاق في لون الطفل أثناء البكاء الشديد، ويحدث هذا النوع مع الأطفال سريعي الانفعال؛ حيث يدخل الطفل فجأة في نوبة بكاء قوية يتلوها كتم للصوت وحبس للهواء داخل الرئتين بشكل لا إرادي، ويكون الفم مفتوحا، ثم يبدأ بالازرقاق مع فقد الوعي وارتخاء عضلات الجسم وارتداد العيون إلى الوراء، وتظهر لدى بعض الأطفال حركات ارتجاجية (كالاختلاج)، تستمر النوبة لثوانٍ قليلة يسترد بعدها الطفل تنفسه الطبيعي ووعيه، لكنه قد يبقى بحالة نعاس وخمول لدقائق بعدها.

الثاني هو الغشي المرافق للشحوب (الغشي المبهمي): ويترافق مع شحوب لون الطفل، ويتميز بعدم وجود صرخة بكاء؛ وإنما يحدث عند الأطفال المشاكسين، فتحت تأثير حالات الخيبة أو الخوف أو الألم الشديد يرسل الدماغ أوامر عصبية عبر العصب المبهم إلى القلب، مما يؤدي إلى تباطؤ ضرباته ونقص تدفق الدم إلى الدماغ. ويصبح الطفل فجأة شاحب اللون فاقدًا للوعي، وترتخي عضلات جسمه وقد يسقط أرضًا، ثم تعود ضربات القلب طبيعية وكذلك وعي الطفل دون أي أثر وخلال فترة وجيزة.

ويصاب الأهل أثناء النوبة بقلق شديد يستغله الطفل فيمارس ابتزازه لهم من نوبة لأخرى للحصول على ما يريد.

ما حالات نوب حبس النفس وكيف نميزها

حالات الاختلاج، هبوط الضغط الانتصابي، اضطرابات نظم القلب، فقر الدم بعوز الحديد، نقص سكر الدم عند السكريين.

ونميز هذه الحالات بأنها تحدث دون سابق إنذار بينما تحدث نوب حبس النفس دومًا بعد نوب البكاء أو حالة تأثر عاطفي عند الطفل كما ذكرنا.

ما الذي يجب فعله عند إصابة الطفل بنوبة حبس النفس

يكفي وضع الطفل على جانبه وسحب أي شيء موجود من فمه، مع المحافظة على الهدوء، وسيعود الطفل لوعيه ويتنفس من جديد دون الحاجة لأي إجراء، وقد يساعد رذاذ الماء على وجه الطفل على سرعة استعادة تنفسه.

ما الذي يجب فعله إذا كان الطفل يعاني من تكرر نوب حبس النفس

بشكل عام لا يوجد علاج دوائي لهذه الحالة، ولحسن الحظ أن هذه النوب هي من الحالات الحميدة التي تختفي تلقائيًا مع تقدم الطفل بالعمر دون أن تسبب أي ضرر بالمخ، ومع ذلك يجب محاولة عدم إغضاب الطفل تجنبًا لحدوثها ولكن دون الإفراط بدلاله.

ويجب عدم إعطائه بعد النوبة ما حاول الحصول عليه قبل النوبة حتى لا يجعل ذلك وسيلة لتلبية مطالبه، فرغم أن النوب تحدث بشكل غير مقصود، إلا أن الطفل قد يعمل على تحفيزها عندما يريد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة