تصعيدٌ في الوحشيّة باستخدام الطائرات الحربية.. تظاهراتٌ نسائية لتعزيز الوحدة الوطنية.. واستمرار التظاهرات المسائية طلبًا للحريّة ونصرةً للغوطة الشرقيّة.. مزيد من الشهداء والجرحى والمعتقلين

داريا: اقتحاماتٌ شبه يوميّةٍ للمدينة من قبل الشبيحة وقوات الأسد

tag icon ع ع ع

أسبوعٌ حافلٌ بالأحداث شهدته المدينة في ظل الاقتحامات المتتالية التي تعرضت لها، ولعل أكثرها وحشيةً استخدام الطائرات الحربية في قصف المواقع المدنيّة، حيث شهدت المدينة يوم الإثنين 18 حزيران 2012 تواجد حشودٍ ضخمة من العناصر والآليات العسكرية التابعة لكتائب الأسد، وتمت مداهمة المنطقة الشرقية من داريا اضافة لمنطقة اللوان في كفرسوسة كما سمعت أصواتٌ لإطلاق الرصاص من جهة الكورنيش الجديد مع إقامة عدّة حواجز.

إلى جانب ذلك شنّ شبيحة الأسد حملة مداهماتٍ واعتقالاتٍ واسعة في المدينة، وقاموا بقطع بعض الطرق المؤدية إلى دمشق مع انتشار واسع للحواجز الأمنية إضافة لتواجد المدرعات على أغلب مفارق الطرق المؤدية للعاصمة كما لُوحظ تواجد دبابة على المتحلق الجنوبي. وقد ترافق ذلك مع اضرابٍ شمل معظم محلات المدينة رداً على الاقتحام الوحشي. 

وفي يوم الخميس 21 حزيران 2012 شهدت المدينة اقتحامًا للمنطقة الغربية من داريا والمجاورة لمدينة المعضمية (منطقة فشوخ). وأجمعت الروايات الواردة من المعضمية على وجود انشقاقٍ بين عناصر كتائب الأسد أثناء مداهمته تلك المنطقة حيث قام بعض الجنود الشرفاء بالإنشقاق عن كتائب الأسد بالتعاون مع أبطال الجيش الحرّ مما دفع النظام للرد بوحشية من خلال استقدام التعزيزات من مدرعات ومصفحات والرشاشات والـ BMB ولم يكتف بذلك بل لجأ الى استخدام المروحيات في قصف عشوائي على منازل المدنيين ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء وعشرات الجرحى، ومن ثم انتقلت الاشتباكات إلى شارع الشهيد غياث مطر وشارع الشهيد أبو صلاح السمرة وتم اطلاق الرصاص العشوائي من قبل عناصر كتائب الأسد وآلياتهم، فقام الأحرار من أبطال الجيش الحر باستهداف حاجز طريق الصبارات الموصل إلى دمشق.

كما قامت قوات الأمن مساء أمس بنصب عدة حواجز في المدينة، اطلقت من خلالها النار على إحدى السيارات المارة مما أدى إلى استشهاد الشاب محمد لطيفة، واعتقلت حوالي ستة شباب عُرف منهم الشاب محمد علاوي، وإكرامًا للشهيد ودمائه الطاهرة خرج الأحرار في تششيع حاشد بعد منتصف الليل برفقة الجيش الحر الذي دخل المدينة وأغلق منافذها ليحمي المشييعين من عصابات الأمن.

مظاهراتنا.. أوكسجين ثورتنا

لم تكلّ همم الأبطال ولن تملّ بإذن الله حتى الوصول إلى هدفهم المنشود، والوفاء بالعهود تجاه دمّ الشهداء وصراخ المعذبين، فنصرة المدن المنكوبة واجبة والاستمرار في ركب الثورة لا مهرب منه في ظلّ استمرار كتائب النظام في تصعيدهم الوحشيّ تجاه المدنيين المطالبين بحريتهم

فقد خرج الأبطال يوم السبت 16 حزيران 2012 في مظاهرة صباحية نصرةً للغوطة الشرقية ودوما وتنديداً بالصمت الدوالي المشين

وفي يوم الاثنين أيضاً خرج الأحرار نصرةً لدوما الصامدة بعد الأنباء الواردة عن قيام عناصر كتائب الأسد بقصف المدينة بشكلٍ وحشيٍّ.

ويوم الثلاثاء خرجت مظاهرةٌ مسائيةٌ حاشدة بالرغم من الإنتشار الأمني المكثف وتمّ بثها مباشرة على قناة الأورينت، وهتف فيها الأحرار لحمص ودوما والمدن المنكوبة. كما خصص الأحرار جزءاً من هتافاتهم لأشقائهم المصريين (إرفع راسك فوق انت مصري)

وبعد عصر يوم الجمعة 22 حزيران 2012 خرج الآلاف في تظاهرةٍ حاشدة نصرة للمدن المنكوبة، وتحية لأهل الشهيد ولتطالب المجتمع الدولي بوضع حد لانتهاكاتك عناصر كتائب الأسد ، حيث تجمعوا في ساحة الحريّة في مظهر يعيد للأذهان الأيام الخوالي.

شهداء في زهرة العمر

ارتقى إلى العلا خلال الأسبوع المنصرم عدد من الشهداء وهم:

1- الشهيد أحمد الحلاق الذي استشهد يوم الاثنين 18 حزيران 2012 بعد أن قامت قوات الأمن بمداهمة منزله وعندما رفض تسليم نفسه أطلقوا النار عليه فسقط من الطابق الرابع ليصعد شهيدًا بإذن الله. وقد خرج الأبطال في مساء اليوم نفسه في تشييعٍ حاشدٍ يليق بالشهيد البطل وتمّ بثه على عدة قنواتٍ فضائيةٍ منها الجزيرة مباشر وذلك على الرغم من الانتشار الأمني المكثف.

2- الشهيد أنس حلاق من المزة والذي استشهد يوم الخميس 21 حزيران 2012

3- الشهيد أحمد عبدو الفلاح الذي استشهد يوم الخميس 21 حزيران 2012

4- الشهيد عبد الرحمن نوح والذي استشهد يوم الخميس 21 حزيران 2012

5- الشهيد لؤي السقا الذي استشهد يوم الخميس 21 حزيران 2012

وجميعهم ارتقوا نتيجة القصف العشوائي من قبل سلاح الطيران الأسدي والذي استهدف منطقة فشوخ غربي داريا والمجاورة للمعضمية. وقد تمّ تشييع شهيدي داريا (السقا ونوح) مساءًا في ظل تواجد حشودٍ غفيرة من المشيعين.

6- المقدم المتقاعد خيرو خولاني أبو محمد والذي استشهد يوم الخميس 21 حزيران 2012 والذي كان قد تم تسريحه من الخدمة العسكرية في بداية الثورة بسبب موقفه الوطني الرافض لإطلاق النار على المواطنين المدنيين المطالبين بالحرية. ووفق بيان لكتيبة سعد بن أبي وقاص فقد قامت كتائب الأسد بتصفيته أمام منزله في شارع الثورة حيث قام الشبيحة بإطلاق النار عليه من مكرو باص ولاذوا بالفرار.

7- الشهيد عمار بن محمد خلدون الخطيب والذي استشهد يوم الجمعة 22 حزيران 2012 نتيجة إطلاق الرصاص عليه من قبل عناصر كتائب الأسد.

8- الشهيد أحمد عبدو لطيفة والذي استشهد بطلق ناري على أيدي عصابات الأسد عند أحد الحواجز الطيارة مساء يوم السبت 23 حزيران 2012.

جمعة «اذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب»

بدأت الأحداث في هذا اليوم من دون مقدماتٍ حيث سُمع دويُّ عدة انفجاراتٍ في منطقة السكة بالقرب من جامع مصعب بن عمير، ولم يكد المصلون أن ينتهوا من صلاة الجمعة حتى بدأ دوي إطلاق الرصاص يغطي المدينة بأكملها.

بالرغم من ذلك خرجت عدة مظاهرات في المدينة، حيث تم تسجيل مظاهرات في النقاط التالية (جامع العثمان – جامع البشير – جامع الأنصار – جامع الفارس)، وذلك ردًا على وحشية النظام في ذلك اليوم وفي كل يوم.

وقد تمت مواجهة هذه المظاهرات بالرصاص الحي ما أسفر عن استشهاد الشاب «عمار بن محمد خلدون الخطيب» نتيجة إطلاق الرصاص عليه من قبل عناصر كتائب الأسد بالقرب من جامع أنس بن مالك إضافة إلى عدة إصابات.

كما حوصر المصلين في جامع مصعب بن عمير لأكثر من ثلاث ساعات، تم خلالها مداهمة البيوت المجاورة للجامع وسرقة ما تيسر من محتوياتها ترافق ذلك مع إطلاق الرصاص في جميع الاتجاهات لتغطية عمليات السرقة التي استمرت إلى ما قبل عصر اليوم، ومن أجل فك الحصار عن المسجد تدخل أبطال الجيش الحر فاستهدفوا أحد الحواجز داخل المدينة، ودارت اشتباكات قوية في وسط المدينة ترافقت مع انتشارٍ أمني كثيفٍ مدعومٍ بالآليات العسكرية الثقيلة، وانتشارٍ للقناصة على المباني الحكومية والمباني العالية الذين أطلقوا الرصاص على أي شيءٍ كان يتحرك، كما شوهدت طائرات مروحية حربية في سماء المدينة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة