رئيس مجلس قيادة الثورة لعنب بلدي: نعادي من يعادي الشعب السوري ونهادن ونتحالف وننسق مع كل من يخدمه

«تقديم الحل السياسي على أنه الغاية يعني إما المحافظة على النظام أو خداع الناس»

tag icon ع ع ع

أعلن نهاية تشرين الثاني المنصرم عن تشكيل «مجلس قيادة الثورة السورية” المنبثق عن مبادرة «واعتصموا»، التي أجمع عليها عدد من الناشطين وعلماء الدين وقادة الحراك الثوري وقرابة 90 فصيلًا مقاتلًا بجهود داخلية فقط، وفق ما قالت اللجنة التحضيرية للمجلس، الذي تعهد بالحفاظ على مسار الثورة بإسقاط نظام الأسد واندماج الفصائل الموقعة تحت رايته، على أن يعمل على قوة مركزية مؤلفة من 6 آلاف مقاتل بمهام هجومية، لتصحيح مسار المؤسسات الثورية بما يحقق مبادئها.

عنب بلدي التقت المستشار القانوني قيس الشيخ، رئيس المجلس، في مقره المؤقت بمدينة الريحانية التركية، وتوجهت له بمجموعة من الأسئلة حول جديد المجلس وآليات انتقاله للخطوط العريضة التي تعهد بها، إضافة لموقفه من المبادرات السياسية التي تطرح على الساحة السورية مؤخرًا.

ما هو الجديد في مجلس قيادة الثورة، بعد عدد من التشكيلات والمجالس والهيئات التي ملتها الناس، وما هي رؤيته للمستقبل القريب.

الجديد في المجلس أنه لكل السوريين، وسيعمل بقوة أكبر لأنه يضم كل الفصائل التي تمثل سوريا، ولا يمثل منطقة أو تيارات.. الوحدات السابقة كانت إما مبنية على تيار فكري أو على جبهة أو منطقة.

كيف سيضمن المجلس التزام الفصائل بميثاق الشرف والنظام الداخلي أو بقوة مركزية، بعد فشل الجبهات السابقة بإلزام الفصائل المنضوية تحتها إذا تنصلت من تعهداتها.

هناك ضمانات متعددة توفر عناصر القوة للبقاء، تمتد من الضمانة في القوة التي تجعل الغير يتقرب إليك أو يحايدك أو ينسق معك، إلى وحدة الهدف والإيمان به والعمل عليه، وأيضًا الضمان الاقتصادي الذي يوفر احتياجات الفصائل، والعدل والمساواة بين الناس. إضافة إلى ضمان القوة المركزية التي سننشئها لتكون بعيدة عن كل التيارات وتخضع لقوة سياسية موحدة تشارك فيها كل الفصائل وتمثل قوة حقيقية على الأرض.

لا أستطيع أن أقول في أيّ ضمان نحن أقوى، لكن الضمان الأكبر لحد الآن، هو إيماننا بأننا إذا لم نتحد سنسحق.

تكلمت عن القوة المركزية التي تتبع المجلس، أين وصلتم بالتحضير لها أم أنها ما زالت كلامًا على الورق.

اللواء محمد الحاج علي رئيس المكتب العسكري، يجتمع حاليًا بالفصائل، وندرس كل الآليات لحشد هذه القوة المركزية وأماكن توزعها وغيره.

نحن نستطيع الزج بـ 200 أو 500 مقاتل في جبهة معينة لتحقيق نصر إعلامي أو خبر مهم، لكننا ندرس ونتيقن وبعدها نقيم ونفعّل، ثم نمشي بخطى ثابتة ونحشد.

لن نتوقف ولكن أيضًا لن نخاطر ولن نغامر، نمشي على دراسة مؤسسة القوة المركزية من حيث التشكيل والإعداد والمعسكرات، وستحقق إن شاء الله قريبًا بحسب معطيات الواقع وظروفه والإمكانيات.. سنمشي فيها خطوة خطوة.

لكن نحن محكومون بالزمن وكل يوم يوجد مآس والناس تقتل، ما هي المدة الزمنية التي من الممكن أن تصلوا فيها إلى هذه القوة وتخففوا آلام الناس.

السؤال يحتوي جانبًا عليّ أن أوضحه، الناس الذين يقتلون هم أخي وأخوك وليسوا غريبين عنا ولسنا منفصلين عنهم، نحن نقتل معهم، ونحن مهددون بالقتل.

نحن ندرك أن للزمن دوره، لكن هناك فرق بين المقامرة وبين البلاء، بين المغامرة وبين السير على خطى ثابتة؛ استعجال الزمن لن ينفعنا، ولن نتجاوز إمكانياتنا بسبب الزمن، ننتحر ونترك الشعب ينتحر معنا، وفي نفس الوقت لن نتباطأ بحيث يقتل المزيد منا ومن أهلنا.

سنصبر ونكافح إلى أن نحقق أهدافنا، لا أريد أن أستسلم فيعود ابني إلى الثورة بعد سنين ويقتل من جيله 200 ألف، ولا أريد حفيدي بعد 10 سنين أن يستسلم لمثل هذا النظام فيعود للثورة بعد 40 سنة.

تكلمت عن ضمانة اقتصادية للمقاتلين والكتائب، لكن إلى اليوم نحن نرى العكس، فالفصائل تدعم وتقدم للمجلس حتى يستمر بالعمل، على ماذا تعوّلون كي تستقطبوا دعمًا أو اعترافًا دوليًا.

نحاول أن نبني علاقة مع كل فصيل ودولة أو تيار أو ممول مستعد لأن يدعم بلا شروط احترامًا للإنسانية، لأن شعبنا يتعرض للإبادة، ولا بد أن نفترض الخير في كثير من المسلمين والعرب، لكننا لن نذهب لأحد ونرجو منه أن يعطينا.

نحن لسنا نبع مال ولا نبع قدرات اقتصادية، ولكن لن نقعد ساكتين ننتظر أن تمطر علينا السماء ذهبًا وفضة.

أما في المرحلة الحالية، فالكل يعرض ويسألنا ما توجهكم، بمعنى أنه يريد أن يربط توجهنا بدعمه، وإما ليقال إنه هو وراء مجلس قيادة الثورة، أو من يريد أن يبتلع بقوة مادية فصيلًا آخر على حساب فصيل.

ومن المتوقع أن الداعم حين يرانا أنشأنا قوة مركزية، وأصبحت لها فعالية على الأرض بما تقوم به سيزيد دعمه، أو ستزداد عروضه على الأقل.

يبدو أن الصراع ضد تنظيم «الدولة» بات مفتوحًا ولا مجال للتراجع، لكن على الجانب المقابل لدى جبهة النصرة مشروعها الذي تعمل عليه، فهل المجلس قادر على ضبط إيقاعها بما يخدم رؤيته.

نحن نعادي من يعادي الشعب السوري ويريد أن يفرض عليه، ونهادن ونتحالف وننسق مع كل من يخدمه دون استثناء.. معيارنا الوحيد بدون تسميات هل الفصيل يعمل لهذا الشعب وانتصاره على الطغيان، هل هو مستعد للتنسيق لنتخلص من هذا النظام الأمني الفاسد، أم لا.

في حدود ما يفعله لتحقيق هذا الهدف، وفي حدود ما يخطط له لما بعد أو لما قبل، مما يسلب إرادة الشعب أو يعززها، نحن نحدد موقفنا منه، أما مواقف مسبقة (أنا ضد هذا أو مع هذا)، نحن مع الثورة السورية ضد النظام، ولن يجرنا أحد لأولوياته، ولن نسمح إطلاقًا أن يفرض علينا لا تيار ولا جبهة ولا دولة ما يخالف إرادة الشعب، وأعتقد هذا هو المعيار.

 اجتمعتم مع المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا وناقشكم في خطته للانتقال إلى حل سياسي في سوريا، ما هي رؤية المجلس لإنقاذ الموقف في سوريا.

من رفع الحل السياسي هدفًا، وهو وسيلة وليس هدف، يكون في الحقيقة قد قيد الثورة بقيد الهزيمة، لأن الحل السياسي يعني أنك لن تستخدم القوة، إذن لو رفضه النظام تراوح مكانك، لأن نتيجة الحل علقت بقبول النظام.

من يطلب الحل السياسي نفسه يطلب أن يكون تحت الفصل السابع، من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتعلق باستعمال القوة لفرض الحل، إذن هم ليسوا سياسيين في النتيجة، سيستعملون القوة.

طرح الحل السياسي بأنه الغاية التي لن يقبل غيرها، يعني إما المحافظة على النظام أو خداع الناس.

يقول بعض الأخوة إن الحل السلمي هو الطريق الوحيد، يعني أن أبقى متعرضًا للنار وأموت دون أن أقدم أي ردة فعل؛ هذا ليس منطق السياسة هذا منطق تغليف الشعارات لجر الناس لأهداف خارج حقيقة أهداف الثورة.

 الحاضنة الشعبية كان لها دور كبير في بداية الثورة وانطلاقة الجيش الحر وتسليحه، لكن اليوم أين صوت هذه الحاضنة بالقرار إن كان عسكريًا أو سياسيًا أو غيره.

القياس بين بداية الثورة والآن هو مقياس خاطئ، عندما نتكلم عن الحاضنة الشعبية في بداية الثورة نتحدث عن مدن ما زالت مأهولة، واليوم نتكلم عن مدن أصبحت خالية؛ الحاضنة الشعبية الآن توزعت في أغلبها إما في المنافي وإما في أماكن النزوح أو المخيمات على الحدود.

نحن لا نريد أن نخسر الحاضنة وسنبقى معها، وسنحاول بكل إمكانياتنا أن نغذي الأمل ونغذي الصبر فيها، وأن نساعدها بكل إمكانية تتوفر معنا، أن ننسى الحاضنة يعني مثل الجيش الذي لا احتياط له، يتقدم فإن فني فليس هناك من يتابع الخطوة.

مبادرتنا حين تقوم على توحيد هذه الفصائل أليست إنقاذًا للحاضنة من هذا التيه، أليست تجميعًا للحاضنة التي ملت انقسامنا؟

كفانا اتهامات وتخوين وتضعيف وتحليل واستراتيجيات ونظريات… الكل يريد أن يمثل الأمة، لا يمكن أن يكون الشعب كله قادة، أتمنى أن نسترجع الثقة ببعضنا، وأن يحتشد الشعب على هدف واحد هو إسقاط النظام، ثم السير لانتخابات تقرر من يحكم سوريا، ولهذا يجب أن نتظافر ونتوحد وننسى المناطقية والأنا والنفس، انتهى النظر إلى الأقوال والخطب، الآن ننظر إلى الأفعال فقط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة