حملة دفا.. خطوة لتحسين وضع الطلاب في أحياء درعا المنكوبة

tag icon ع ع ع

جمال ابراهيم – درعا

رغم الظروف القاسية التي تعيشها مدينة درعا من قصف يومي بكافة أنواع الأسحلة، والحصار الذي أسهم في تهجير معظم سكان أحيائها، والمعاناة في الحصول على أبسط مستلزمات الحياة، إلا أن ناشطين من أهالي المدينة استمروا في محاولاتهم لدعم من تبقى من الأهالي والتخفيف عنهم، وكان آخر نشاطاتهم حملة لتوزيع الحقائب المدرسية على الأطفال في المناطق المحررة من درعا.

وفي لقاء أجرته عنب بلدي مع طارق، وهو شاب فلسطيني الجنسية من أبناء مخيم درعا، ذكر أنه في أول محاولة له، استطاع جمع التبرعات لشراء عدد من الحقائب المدرسية وتوزيعها على أطفال الأحياء المحررة، حيث غطت ما بين 100 و150طالبًا في المنطقة، في حين يستمر عمل الحملة في المنطقة لتغطية أعداد أكبر.

وأضاف «تطوعت مع بعض الأصدقاء في محاولات لتحسين الواقع الذي يعيشه الأهالي، لتولد فكرة حملة دفا التي أطلقت أخيرًا لتساعد طلاب المدارس على إتمام الدراسة وضمن الإمكانيات البسيطة المتاحة».

وبعد دراسة مبدئية لعدد الطلاب في مدينة درعا قرر الفريق شراء «طاقية ولفحة وكفوف من الصوف لكل طالب إضافة إلى إغلاق نوافذ المدارس بشوادر»، بحسب طارق.

وباشرت الحملة التواصل لجمع التبرعات، وكانت معظمها متفرقة من متبرعين، كما قدمت منظمة فري سيريا مبلغ 2000 يورو، وبالتالي سيتم التوزيع على «كافة المدارس الموجودة في الأحياء المحررة أي ما يقارب 11 مدرسة وستتم تغطية 2609 طلاب من الصف الأول وحتى السادس الابتدائي».

وفي حديث حول نسبة المستفيدين من الحملة، قال أبو ياسين مسؤول المكتب الإغاثي في مدينة درعا إنه «نتيجة قصف النظام للأحياء المحررة بشكل يومي واستخدامه مؤخرًا البراميل المتفجرة، وبعد وقوع عدد كبير من المجازر في المدينة، اضطر معظم سكان المدينة إلى النزوح وترك منازلهم هربًا من الموت»، موضحًا «كان يبلغ عدد سكان مخيم درعا 13 ألف نسمة قبل اندلاع الأحداث، وبعد مضي أربع سنوات على انطلاق الحراك في المدينة تقلص عدد سكان المخيم إلى الربع، وفي ظل عدم توفر أبسط مقومات الحياة، فإن العدد قابل للتناقص وخاصة بعد التضييق من قبل النظام في الآونة الاخيرة».

وتحمل حملة «دفا» شعار «يدًا بيد لإيصال الدفء لأطفالنا»، وتتألف من عدد من الفعاليات والنشاطات التي وضعتها الحملة ضمن جدول زمني، بدأت أولى نشاطاتها بتأهيل الكادر لعدد من الصفوف لتكون مناسبة لاستقبال الطلاب في فصل الشتاء البارد، لا سيما أن معظم المدارس في مدينة درعا غير مهيأة لمواجهة موجة البرد.

يذكر أن المعارك ضد قوات الأسد التي دخلت عامها الثالث في مدينة درعا، أدت إلى تحرير 60 بالمئة من المدينة، إلا أنها وفي المقابل خلفت دمارًا كبيرًا، إذ تجاوزت نسبة المباني المدمرة بالكامل 40 بالمئة، إذ لم يتردد نظام الأسد في قصف أحياء درعا بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية والمروحية والبراميل المتفجرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة