المازوت في حمص .. أزمة ووعود حكومية في فصل لا يرحم

tag icon ع ع ع

حمص – أمير الحمصي

عانت مدينة حمص خلال الأشهر الأشد بردًا في فصل الشتاء ـبدءًا من شهر تشرين الأول وحتى إعداد هذا التقريرـ من نقص حاد في مادة المازوت المستخدم في التدفئة المنزلية، وكان هذا النقص في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، بينما حيّ الوعر الذي تسيطر عليه قوات المعارضة المسلحة فقد قطعت عنه هذه المادة.

أعلن فرع المحروقات بحمص في نهاية شهر أيلول أنه سيبدأ بتوزيع الدفعة الأولى من المازوت على الأحياء الحمصية بشكل يومي ومتنقل بين الأحياء بشكل أسبوعي، وسمى هذا الإعلان عددًا من الأحياء هي السبيل وكرم اللوز، المعروفة بموالاتها للنظام.

في نهاية تشرين الأول صرّح مدير فرع المحروقات بحمص أنه تم توزيع ما يقارب 42 ألف ليتر مازوت بمعدل 100 لتر لكل عائلة، وأن التوزيع شمل حي المهاجرين، وهو حي موال للنظام أيضًا، وصرّح أن حي كرم الشامي، وهو المحسوب على الموالين للمعارضة، سيشمله هذا التوزيع في المرحلة التالية. وبذلك يمكن اعتبار أنه خلال شهر كامل وحتى بداية الفصل الأشد بردًا قد تم توزيع مادة المازوت على ما يقارب 420 عائلة فقط وبكمية مازوت ﻻ تكفيها لمدة 20 يومًا.

في معاينة ميدانية خلال أشهر تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني في الأحياء المعروفة بموالاتها للمعارضة، والتي يسيطر عليها النظام السوري، فإن توزيع مادة المازوت كان يتم في يوم واحد في الأسبوع فقط، والمخصصات كانت لكل عائلة 100 لتر، مع ملاحظة أن عملية التزويد من الصهريج تتم لمدة خمس ساعات تقريبًا، وهو ما يعني أن عدد العوائل التي ستحصل على هذه المادة قليل جدًا وﻻ يغطي نصف سكان كل حي.

سعر ليتر المازوت الذي يوزع للعائلات حدد بـ 80 ليرة سورية، ويرافق صهريج التوزيع دورية من الأمن المسؤول على كل حي، ومع ذلك فهناك بيع للمازوت من الصهريج بأسعار مرتفعة ولغير سكان الحي، وربما تكون هذه إحدى الطرق التي يتم فيها تغذية السوق السوداء التي تبيع مادة المازوت بسعر 160 إلى 200 ليرة، ومع ذلك فإن هذه السوق ﻻ تغطي الحد الأدنى من حاجة السكان.

تعتبر مدينة حمص ذات مناخ بارد وقاسٍ في فصل الشتاء، ومع ذلك فإن عددًا ضخمًا من البيوت الحمصية تعيش بلا وقود، أو حتى أول دفعة من الدفعات التي خصصتها الجهات الحكومية بـ 400 لتر مازوت لكل عائلة خلال فصل الشتاء لهذا العام، بحسب تصريح لمحافظ حمص، الذي قال أيضًا  في 7 شهر كانون الأول إنه تم توزيع نسبة مقبولة من مادة المازوت على العائلات شملت 70% من النسبة المخصصة للمدينة.

يذكر أن مديرية التربية في حمص أعلنت في شهر كانون الأول أن 22 مدرسة من أصل 300 مدرسة ﻻ تزال في الخدمة قد زودت بمادة المازوت فقط.

حسب تصريحات المعنيين، وبالنظر للواقع الذي يؤكد عدم حصول عدد كبير من الأسر الحمصية على الدفعة الأولى، وهي 100 لتر، فإن هذا يعني أنه لربما ينقضي شتاء هذا العام دون تزود كافٍ لهذه العائلات، وأن عليها أن تبحث عن طرق أخرى كالسوق السوداء أو طرق ربما تكون غير صحية كاستخدام زيوت المحركات للتدفئة، أو استخدام بدائل كالحطب أو مادة الزيتون، مع التذكير بأن المحافظة تشهد أزمة مماثلة في توفر مادة الغاز المنزلي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة