مراحل النمو والتطور الاجتماعي والانفعالي لدى الطفل

tag icon ع ع ع

أسماء رشدي

من الضروري معرفة خصائص شخصية ومراحل نمو الطفل، لأن ذلك سوف يزيد من قدرتنا على توجيهه والتحكم في العوامل والمؤثرات التي تؤثر في نموه وفي أساليب سلوكه بما يحقق التغيرات التي نفضلها على غيرها كآباء.

عند تغير سلوك طفلك، من الحكمة معرفة فيما إذا كان هذا السلوك ناتج عن تطوره ونموه، أم أنه ينبع من تغيرات حاصلة في محيطه؛ مثلًا  بعمر السنتين إلى 3 سنوات، نجد أن معظم الأطفال يمرون بنوبات الغضب بشكل كبير ونجد أن الأم تصبح مستاءة على اعتباره لم يكن يتصرف هكذا من قبل وتعتقد أن هناك مشكلة.

إلا أنه من الطبيعي مرور الطفل في هذا العمر بنوبات كونه بدأ يشعر بأنه كائن مستقل وقادر على التحكم والسيطرة كما الآخرين من قبله، لذا نراه يكرر هذه السلوكيات، وهنا يأتي دورنا كآباء في معرفة كيفية التعامل مع هذه التصرفات بطريقة صحيحة حتى لا تتطور الأمور وتتحول إلى مشاكل أعقد.

ما يساعدنا في هذه الحالة هو معرفة أن مرور الطفل بهذه النوبات أمر طبيعي وأنه مع الوقت سوف يتوقف عنها إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي؛ وفيما يلي لمحة عن هذه المراحل:

1- مرحلة الرضاعة (منذ الولادة إلى السنة الثانية): تعتبر مرحلة الرضاعة أهم مراحل الطفولة حيث يوضع فيها أساس نمو الشخصية فيما بعد؛ ويكون الطفل فضوليًا، متأملًا، يحب التعلم عن طريق اللمس، يحب أن يجرب ويجد حلولًا، قادر على تشرب كل المعلومات الممكنة من حوله.

في الأشهر الأولى يبدأ في الاستجابة الاجتماعية للمحيطين به، أما في منتصف العام الأول فيمرح إذا داعبه أحد خاصة إذا كان الشخص مألوفًا له، وفي السنة الثانية تبدأ علاقاته الاجتماعية مع الأطفال، ولكنه يفضل اللعب لوحده.

ويُطلب من الأبوين في هذه المرحلة على المستوى الاجتماعي احتضان الطفل ومعانقته فهو بحاجة إلى الاتصال الجسدي، واللعب مع الطفل وقراءة القصص والتكلم معه؛ حتى لو لم يكن قادرًا  على الكلام إلا أنه قادر على الفهم أكثر بكثير مما نتوقع.

2- مرحلة ما قبل المدرسة (سنتان إلى 6 سنوات): في هذه المرحلة ينمو السلوك الانفعالي من ردود فعل عامة إلى سلوك انفعالي خاص.

في البداية يتركز حب الطفل على ذاته، ويثور على القيود التي يفرضها عليه الوالدان، ويخاف بالتدريج من الحيوانات والظلام والفشل والموت.

تظهر نوبات الغضب ويصاحبها أيضًا العناد والمقاومة والعدوان وخاصة عند حرمان الطفل من إشباع حاجاته.

من المهم حينها العمل على تعليمه ضبط الانفعالات خلال هذه السن المبكرة، والابتعاد عن العقاب البدني كوسيلة لضبط الانفعالات.

أما على المستوى الاجتماعي فنجد أن الطفل ينمو لديه اللعب الخيالي في هذه المرحلة، وبعد فترة بيدأ باللعب مع طفل آخر، وبعد سن الثالثة تتكون مجموعات الأطفال الصغيرة من 3 أو 4 أطفال، وتتكرر المشاجرات بين الأطفال لعدم قدرتهم على التعاون، بينما يبدي الطفل تعاونًا  مع المعاني التي حددها الكبار للمواقف الاجتماعية وتعديل السلوك.

تفرض هذه المرحلة على المستوى الاجتماعي تعليم وتنمية المهارات والمعايير الاجتماعية للطفل، وتعليم آداب السلوك، وعدم نبذ الطفل وإنما إشعاره بالأهمية والقيمة ضمن العائلة والمجتمع.

وفي النهاية، من الواجب التنويه إلى أنّ هناك فروقًا فردية بين الأطفال، فما يمرّ به طفل ما قد لا ينطبق على طفلك ومن هنا يجب مراعاة هذه الخصوصية التي يتمتع بها طفلك ومراقبة مراحل تطوره بشكل دائم والتأقلم مع احتياجاته.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة