جدلٌ بين طلاب سوريين و هيئة علم … ماذا وراء الحادثة؟

tag icon ع ع ع

تداولت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا يظهر فيه الأستاذ علاء الدين كوارة، مدير مركز هيئة علم في الريحانية، يخاطب طلابًا سوريين اعتصموا أمام مقر الهيئة في المدينة التركية، مطالبين بإعادة تصحيح نتائج امتحاناتهم للحصول على شهادة الثانوية الليبية.

ويطلّ كوارة من شرفة مكتبه برفقة مصور مخاطبًا الطلبة «أنا أصور كلامي معكم وخلال دقيقة إن بقي أحدٌ منكم هنا فلن يحصل على الشهادة”، ليرد عليه أحد الطلاب «أنت أمنت مستقبلك، وهذا مستقبلنا لن يذهب أحدٌ من هنا”.

وللوقوف على مجريات الحادثة تواصلت عنب بلدي مع أحد الطلبة المعتصمين، الذي أكّد أن منشأ الخلاف هو المطالبة بإعادة تصحيح علاماتهم بسبب الاختلاف الكبير بين ما كانوا يتوقعونه وما نشر، بالإضافة للتعامل بطريقة «خيار وفقوس» خلال فترة الامتحانات كما وصفه.

وتابع الطالب (الذي رفض ذكر اسمه) «اتفقنا كطلاب مدرسة الأورينت ومسلم كير على التجمع والتوجه لمقر الهيئة للمطالبة بإعادة التصحيح وعند وصولنا خرج المدير المسؤول عن المركز، وقال إنه لن يتعامل معنا أبدًا”، كما طالب المسؤول الطلاب بمراجعة مدراء مدارسهم مهددًا بإحضار الأمن وإغلاق أبواب المركز.

“أنت تدير مركزًا لهيئة يجب أن تكون إلى جانب الطلاب وتسمعهم، إنها طريقة غير تربوية” يردف الطالب ضاربًا مقارنةً مع المدارس السورية في عهد نظام الأسد، “لم نكن نشهد مثل هذه الحالات.. لكن هنا لا يوجد من يحمي حقوق طلاب ضاع مستقبلهم”.

وبعد 4 سنوات من الثورة يعتبر الطالب أن الهيئات السورية بقيت «مؤسسات عائلية” على ما هي عليه، رغم أن الهدف من الثورة كان التخلص من المحسوبيات.

وبالاتصال مع الأستاذ علاء الدين كوارة عبر الهاتف، بعد رفض أعضاء مركز الهيئة في اسطنبول التصريح لعنب بلدي حول الموضوع، قال إن التسجيل الذي نشر مجتزأ من “مسلسل طويل” حسب وصفه.

وأوضح كوارة «بدأت القضية عند صدور نتائج الامتحانات وانتشرت عبر الفيسبوك وأغلب الطلاب لم تعجبهم نتائجهم وطالبوا بحقوقهم متهمين هيئة علم بأنها أكلت حقوقهم”.

اتفق بعدها في 28 من آذار عدد من الطلاب (قرابة 40) ونفذوا اعتصامًا أمام مقر الهيئة، وفق كوارة، الذي يتابع “أغلقنا الباب بناءً على اتفاق بين أعضاء المركز بعدم استقبال الطلاب إلا بوجود مدير مدرستهم”.

بدأ عندها الطلاب بقرع الباب “بشكل همجي” استدعى الجيران الأتراك للتهديد بإحضار الشرطة، يقول كوارة “خرجت إليهم مطالبًا كل واحد منهم أن يكتب اعتراضًا وطلبت المغادرة قبل مجيء الشرطة، وحاولت مراعاة ظروفهم كشباب مراهقين، لكنهم قاموا بدفعي، عندها تدخل الشباب في الهيئة”.

وفي الوقت الذي يرى فيه كلا الطرفين حقيقة الموقف من زاويته، يبقى المثبت أن معاناة وتشتتًا واضحًا يتعرض له آلاف الطلبة السوريين في تركيا، وسط غياب واضح لمؤسسات تنظم عمل الهيئات العاملة في حقل التعليم وتحاسبها إن أخطأت.

وينقسم طلاب الشهادة الثانوية، بين منهاجٍ سوريّ تقدّمه وزارة التعليم في الحكومة المؤقتة، ومنهاج ليبي بإشراف هيئة علم، ولا يزالون يبحثون عن اعتراف لكلا الشهادتين خصوصًا وأن أوضاعًا سياسيةً استجدت في ليبيا العام الفائت.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة