قصص رعبٍ محفورة في أذهان السوريين

“باستيل سوريا” خارج خدمة الأسد

tag icon ع ع ع

لم يكن سقوط سجن تدمر بيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، أمس الأربعاء، خبرًا اعتياديًا يتناول تمدد التنظيم في الأراضي السورية؛ بل أحدث وقعًا كبيرًا لدى السوريين، ترجم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقصص محفورة في أذهان بعضهم، وأخرى تناقلوها عن معتقلين سابقين، فيما ما أسموه “باستيل سوريا”.

ويقع سجن تدمر في عمق الصحراء السورية على أطراف مدينة تدمر، شرقي حمص، تم تأسيسه على يد سلطة البعث عام 1966 ليكون سجنًا عسكريًا، سرعان ماحوله حافظ الأسد مطلع حكمه ليصبح معتقلًا سياسيًا ضم آلاف السوريين.

وفي عام 1980 نفذت قوات حافظ  بقيادة شقيقه رفعت مجزرة داخل السجن، وتجاوز عدد الضحايا آنذاك 1000 قتيل، بحسب منظمات دولية، أبرزها هيومن رايتس ووتش، وتبعها مجازر أخرى في الأعوام الثلاثة التي تلته، لا سيما بعد مجزرة مدينة حماة 1982.

أبو حازم، رجل حموي في الستين من عمره، قضى في سجن تدمر 14 عامًا، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان  المسلمين.

أطلق سراحه بـ “عفو رئاسي” عام 1994، ليعيش حتى يومنا هذا مجردًا من شهادته الجامعية (الحقوق)، وممنوعًا من مغادرة سوريا.

تحدث أبو حازم لعنب بلدي عن بعض مشاهداته في سجن تدمر، مبديًا استياءه من لقب الباستيل الرائج على مواقع التواصل الاجتماعي: “الباستيل جنة قدام تدمر”، مضيفًا: “تعرضت للتعذيب بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها 5 رصاصات لازلن في قدمي حتى اليوم، قتلوا أمامي ابن أخي 17 عامًا بالرصاص الحي؛ لا زالت صورته في غرفة نومي.. أخذوه من أحضاني وأخرجوني لأكون شاهدًا على موته”.

واعتبر أبو حازم أن كل القصص والشهادات تنقل فقط جزءًا يسيرًا من الحقيقة التي جرت داخل السجن “مهاجع كبيرة، تصفيات سنوية، لا رقابة على السجان فهو قاتلك إذا شاء”، وأردف “الخارج من تدمر مولود”.

وأكد أبو حازم، أن سجن تدمر بات خاليًا من أي سجين سياسي اعتقل في ثمانينيات القرن الماضي، “من ظل حيًا ولم يخلَ سبيله نقل إلى صيدنايا منذ سنوات”، الأمر الذي أكدته تنسيقية مدينة تدمر، ردًا على إشاعات بتحرير سجناء سياسيين أمس على يد تنظيم “الدولة”.

قال الكاتب السوري المسيحي مصطفى خليفة، الذي اعتقل 13 عامًا في سجن تدمر بحجة انتمائه للإخوان المسلمين في روايته “القوقعة”، التي سرد فيها مجريات اعتقاله: “قضيت هناك داخل قوقعتي في السجن الصحرواي آلاف الليالي أستحضر وأستحلب المئات من أحلام اليقظة، كنت أمنّي النفس أنه إذا قدر لي أن أخرج من جهنم هذه، سوف أعيش حياتي طولًا وعرضًا وسأحقق كل الأحلام التي راودتني هناك”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة