البغا تنشر "فتوى" غير رسمية

آثار تدمر.. هل سيمحوها تنظيم الدولة؟

camera iconصورة نشرها تنظيم الدولة لقلعة تدمر الأثرية 23-5-2014

tag icon ع ع ع

دعت الدكتورة إيمان البغا، إحدى المرجعيات الفقهية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى إنهاء “مهزلة” الاهتمام بالسياحة، وذلك عبر منشور على صفحتها في الفيسبوك نشرته مساء أمس، بعد أيام من سيطرة “الدولة” على مدينة تدمر الأثرية. وأوضحت البغا في منشورها أيضًا أن التماثيل في الإسلام “حرام”، وأن عناصر التنظيم ماضون في “هدم الأضرحة والتماثيل في كل مكان”.

وقالت البغا، الحاصلة على شهادة دكتوراه في أصول الفقه من جامعة دمشق، إن “أكثر العلماء كذبًا هم علماء الآثار، والاهتمام بالآثار مسخرة ابتلانا بها الحكام الخونة تلبية لرغبات أعداء الأمة، فملؤوا العقول بأن هذه الأحجار المكسرة والتماثيل البشعة معالم حضارة”.

وأردفت ابنة عالم الدين الدمشقي مصطفى البغا، في حديثها عن الآثار السلبية للآثار: “قال الغرب لنا في الماضي إن بلادنا زراعية وأما بلادهم فصناعية، لأن الصناعة أكثر موردًا من الزراعة، أما اليوم فلم يريدوا لبلادنا أن لا تكون زراعية ولا صناعية، وإنما سياحية.. ولنبقى مستوردين لما نحتاجه من عندهم فيزدادون ثراء ونزداد فقرًا”.

منشور د.ايمان مصطفى البغا - 22 أيار 2015

منشور د.ايمان مصطفى البغا – 22 أيار 2015

واعتبرت البغا، في صفحتها الشخصية على الفيس بوك، أمس الجمعة، أن الاهتمام بالآثار “حيلة” انطلت على العقول بسبب الإعلام، منوهةً إلى أنه “آن الأوان لإنهاء هذه المهزلة على يد رجال لا يمكن الضحك على ذقونهم، وها هي دولة الإسلام تهدم الأضرحة والتماثيل في كل مكان”.

وأكدت في منشورها أن “التماثيل في الإسلام حرام، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذًا عندما بعثه إلى اليمن أن لا يدع قبرًا إلا سواه.. لو أننا أطعنا شرع الله في هذين الأمرين، لما استطاع عدونا أن يوقعنا في مهزلة الاهتمام بالسياحة بينما الصين تصنع وأوربا تصنع وأمريكا تصنع..”.

إيمان البغا، والتي تركت التدريس في جامعة الدمام في المملكة العربية السعودية، والتحقت بتنظيم الدولة في تشرين الأول 2014، لم تشر في حديثها إلى مدينة تدمر مباشرة، إلا أنها تعتبر أول مرجعية دينية تحدثت عن هدم الآثار بعد استيلاء التنظيم على أهم المدن الأثرية في الشرق الأوسط، الأمر الذي يعزز فرضية تدمير محتمل يطال الآثار فيها، كما يرى مراقبون.

ومما يزيد مخاوف المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالآثار، تدمير “داعش” لمتحف الآثار في مدينة الموصل مطلع العام الجاري، إضافة إلى آثار نينوى وبابل، أهم حضارات “بلاد الرافدين” التاريخية.

ورأى علماء الفقه، أن وجود الآثار لايتعارض مع الشرع الإسلامي، وأن هناك فهمًا خاطئًا لبعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية.

واعتبر أبو البراء، ماجستير في أصول الفقه من جامعة دمشق، أنه “لو فرض رسول الله هدم الآثار علينا، لكان ذلك على يد الصحابة الفاتحين للشام كأبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد وغيرهم، أو في عهد الخلافة الأموية والعباسية”، مردفًا في حديث إلى عنب بلدي “إن التنظيم يعمل وفق مبادئ السلفية الجهادية، والتي تعتمد على نصوص ابن تيمية، وبعض الأحاديث النبوية المفهومة بشكل خاطئ”.

يشار إلى أن منظمات دولية أبرزها اليونيسيف، حذرت قبل أيام من تدمير آثار تدمر، والتي تعتبر أهم المدن الأثرية المتبقية عالميًا، وتضم كلًا من القلعة الأثرية والمعابد الشهيرة، إضافة إلى الشارع الطويل والأسواق الأثرية والحمامات، والتي تعود إلى نحو 30 قرنًا من الزمن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة