عمارة الفقراء.. الحل الثالث

tag icon ع ع ع

يشير تقرير «لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا» أن قرابة مليون ونصف منزل دُمّر في سوريا جزئيًا أو كليًا منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار 2011، ليتأثر بذلك أكثر من 7 مليون سوري، ولتتجاوز التكلفة الإجمالية للدمار مئات المليارات من الليرة السورية، وهكذا يشكّل ملف السكن واحدًا من أكثر مفرزات الحرب الدائرة إلحاحًا وأهمية.

وعلى الجانب المقابل نسمع في كلّ فترة عن مؤتمر لمجموعة من المهندسين ورجال الأعمال وهم يتدارسون خطط إعادة الإعمار ويقدمون دراسات ونماذج تارة تحاكي سنغافورة وتارة تلتمس نماذج غربية أخرى.

يقدّم المعماري المصري حسن فتحي في كتابة «عمارة الفقراء» حلًا ثالثًا لأزمة السكن التي تعصف بدول العالم الثالث، بعيدًا عن «مركّب النقص عند المعماريين إزاء منجزات العمارة الغربية» على حدّ قوله.

يقع الكتاب في أربعة فصول ويغطي ما يزيد من 500 صفحة من القطع المتوسط، يتناول خلالها مؤلفه رؤيته في أهمية الاستفادة من وسائل البناء التقليدية المأخوذة والمتماشية مع البيئة المحلية، ولا سيما مادة الطين، التي تقدم «بيتًا أكثر راحة ونظافة بتكلفة أقل».

ويعرض الكاتب في سبيل ذلك نقاشات مطوّلة عن أهمية أن يأخذ البناء في عين الاعتبار كافة الأبعاد الصحيّة والجمالية والاجتماعية والمادية، وحتى الفلسفية، للبيئة التي يتمّ البناء بها، وهذا ما يقضي عدم ملائمة النماذج المعمارية المستوردة ابتداءً.

ثم يسرد تجاربه العملية في ذلك، لا سيما في قرية القرنة المصرية في كيفية بناء منازل مصرية من الطين واللبِن وفق تقنيات طوّرها بنفسه للوصول إلى النموذج الذي يحلم به.

وأخيرًا يختم الكتاب بعدّة ملاحق تتضمن دراسات اقتصادية ومعمارية لبناء المنازل من اللبِن ومدى تحملها وطريقة تنظيم العمل في مثل هذه المشاريع إضافةً إلى معلومات أكاديمية متخصصة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة