جيش الفتح ينهي آخر معاركه في ريف إدلب الغربي ويصل حلب باللاذقية

tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي

استكمل جيش الفتح سلسلة انتصاراته الأخيرة وسيطر خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين على ما تبقى من الحواجز العسكرية على طريق أريحا–جسر الشغور وصولًا إلى قرية فريكة بمسافة تصل إلى 30 كم.
ويعد فتح الطريق الدولي بمثابة الشريان الذي وصل محافظتي حلب وإدلب بريف اللاذقية عبر أريحا وجسر الشغور وصولًا إلى جبل الأكراد، ولأول مرة منذ سنوات ستتصل المناطق المحررة بين المحافظات الثلاث بشكل مباشر.
وبالحديث عن الوضع العسكري فقد كان لافتًا سرعة انهيار الحواجز العسكرية أمام ضربات الثوار، حيث سيطر جيش الفتح يوم الجمعة الماضي على حرش بسنقول وقرى عيناتة وطبايق والنحل، لتمتد العمليات العسكرية في اليوم الثاني إلى حواجز القياسات والمعصرة وكفرشلايا. كما وصلت طلائع القوات المهاجمة إلى فريكة، مسيطرة على كامل الأوتوستراد الدولي وصولًا إلى جسر الشغور.
وعن سبب انهيار قوات النظام وتراجعها بشكل سريع قال أبو يزيد، وهو قائد عسكري في حركة أحرار الشام (إحدى فصائل جيش الفتح)، إنّ «قوات النظام فقدت الرغبة في القتال وظهر ذلك من خلال الانسحابات السريعة من الحواجز»، موضحا أنّ «بعض المناطق لم تشهد معارك».
وأضاف القائد العسكري إنّ «قوات المعارضة تمكنت أيضًا من تدمير دبابة ورشاش (23) ومدفع (37) لقوات النظام على طريق أريحا–جسر الشغور، كما اغتنمت عددًا من عربات ب م ب وذخائر متنوعة».
وتحدث أحمد مراد، وهو ناشط إعلامي من مدينة إدلب، عن أهمية العمل العسكري الأخير، فبعد تحرير حواجز القياسات، ومحمبل وفريكة، وقبلها أريحا والقرميد، أصبح الأوتوستراد الدولي حلب-اللاذقية بيد المعارضة، التي تستطيع الآن التنقل بحرية من ريف المهندسين غرب حلب وحتى جبل الأكراد مرورًا بريف إدلب.
ويعتقد الناشط الإعلامي المنحدر من قرية كفرشلايا (إحدى القرى المحررة مؤخرًا) أنّ الوجهة القادمة ستكون باتجاه تحرير ما تبقى من قرى سهل الغاب، مثل الزيارة والقرقور، وهي التي تفصل جيش الفتح عن معسكر جورين، المستودع البشري للشبيحة، وخط دفاع النظام الأول عن مناطق الساحل.
في سياق متصل نجحت فصائل عسكرية تابعة لقوات المعارضة صباح أمس السبت في استعادة السيطرة على قمة السيرياتل المطلة على قرية جب الأحمر في جبل الأكراد، وتعتبر القمة ذات موقع استراتيجي لقوات النظام، التي عملت خلال الأيام الماضية على تعزيز قواتها في التلة تمهيدًا لشن هجوم على بلدة السرمانية واستعادة قرى سهل الغاب، وهو ما أفشلته المعارضة بعد استعادة التلة.
وكانت قوات النظام كثفت قصفها العنيف على قرى وبلدات إدلب خلال الأيام الأخيرة، وسقط ما يزيد عن 20 مدنيًا وجرح أكثر من 80 في مدينة سلقين جراء القصف الذي شنته المقاتلات الحربية لقوات النظام عليها، وذكر أحد سكان المنطقة لجريدة عنب بلدي أن «معظم من سقطوا هم من النساء والأطفال بينهم عدد من نازحي مدينتي إدلب وجسر الشغور».
وفي السياق تحدث بلال بيوش، وهو ناشط إعلامي في مدينة كفرنبل، أن «طائرات النظام أصبحت لا تغادر سماء المنطقة حتى في الليل، كما أنها بدأت تستهدف الكثير من المناطق التي ظن الناس أنها قد تكون آمنة، مثل سلقين والأتارب والمناطق الحدودية الأخرى»، ويفسر بيوش ذلك «بسعي النظام لإفشال أي منطقة قد يعتبرها السوريون آمنة خاصة بعد عودة بعض الأهالي من تركيا بعد الفتوحات الأخيرة «.
وكان التلفزيون السوري عرض برنامجًا بعنوان «سوريا تتحاور» قبل عدة أيام، ظهر فيه مقاتلو النظام من داخل قرية كفرشلايا وهم يعدون مؤيديهم بالصمود واستعادة أريحا وبأن معنوياتهم مرتفعة، لتظهر نفس المناطق التي بث منها التلفزيون السوري برنامجه بعد أيام بأيدي قوات المعارضة، وهو ما شكل صفعة قوية لمؤيدي النظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة