شو ناطرين.. التحقوا بالقوات المسلحة!

camera iconإحدى اللافتات في مدينة حماة

tag icon ع ع ع

انتشرت مؤخرًا في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، لوحات طرقية كتب عليها عبارات تطالب الشباب بالالتحاق بالجيش، وفق عبارات وصور مشحونة عاطفيًا، ترجو من خلالها المجموعة المنظمة للحملة أن تلقي تأثيرًا مباشرًا في نفوسهم وتقودهم نحو مراكز التجنيد.

“بجيشنا منكسب بلدنا.. عم تتفرج شو ناطر.. جيشنا يعني كلنا”، عبارات انتهت بجملة واحدة “التحقوا بالقوات المسلحة”، مرفقةً بصور نساء ورايات نصر أو شباب تائهين في عالم الإنترنت، استوجب توعيتهم من مجموعة “سيدات سوريا الخير”، وحضهم على ضرورة الانتساب للجيش أو الميليشيات المتنوعة المساندة له.

الحملة الدعائية بدأت قبل نحو أسبوع في شوارع المدن الرئيسية الخاضعة لنظام الأسد، ووضعت اللافتات على المواقف العامة واللوحات الطرقية بشكل مكثف وغير مسبوق، عزاها بعض الناشطين إلى الخسائر البشرية الكبيرة التي أصابت قوام الجيش، لا سيما بعد معارك محافظة إدلب التي كشفت لوحدها عن نحو 1500 قتيل، بحسب إحصاءات المراكز الحقوقية.

وفي حماة، قال الناشط براء الحموي، إن اللافتات انتشرت في ساحات المدينة بشكل ملحوظ، مبديًا استغرابه من جدوى وجودها في مدينة باتت دون شبابها بالأصل، “معظم الشباب الحموي اليوم إما مع الثوار أو خارج سوريا”، معتبرًا أن هذه الحملات “فاشلة في بيئة حاضنة للثورة بالأصل”.

بينما اعتبرت سلام، وهي ناشطة إغاثية من حمص، أن الأسد يستنجد عبر الحملة بطائفته رغم الاستنزاف البشري الكبير الذي أصابها، وأضافت “الواقع اليوم يقول أن لا أحد يمكنه الوقوف مع الأسد سوى طائفته أو الميليشيات الأجنبية في ظل الانهيارات اليومية المتكررة في صفوف قواته”.

وتأتي  الحملة تحت رعاية مجموعة “سيدات سوريا الخير”، التي تأسست على يد جانسيت قازان زوجة العميد وليد أباظة، رئيس فرع حزب البعث في القنيطرة والمسؤول الأمني عنها وشغل سابقًا منصب رئيس فرع الأمن السياسي في حماة إبان مجزرتها الشهيرة عام 1982، وهي والدة أنزور أباظة أحد عناصر الدفاع الوطني الذي قتل في دمشق عام 2012.

وشهدت قرى الساحل السوري، وهي الخزان البشري لمقاتلي الأسد، نقاشات عميقة خلال الفترة الماضية حول تقديم شبابها وقودًا للدفاع عن النظام، تزامنًا مع اقتراب قوات المعارضة من تخوم الساحل وتشكيل تهديد حقيقي لعائلاتهم.

يذكر أن عدد قتلى الجيش النظامي بلغ قرابة 50 ألف قتيل منذ انطلاقة الثورة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يقول ناشطون إن الأعداد  مضاعفة، وسط تكتم رسمي عن القتلى والمفقودين، في حين يعمد النظام إلى استقطاب تنظيمات وميليشيات طائفية تقاتل إلى جانبه بتوجيه إيراني مباشر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة