رواية «ثلج» لـ أورهان باموق

tag icon ع ع ع

تقع رواية «ثلج» لأورهان باموق في 450 صفحة بنسخة دار الجمل، وتدور أحداثها في بلدة قارص التركيّة، تاريخ البلدة المضطرب -والتي كانت في كل فترة تحت إمرة دولة- جعلها تحتوي العديد من الفئات والقوميّات مثل الأرمن والأكراد والشركس والأتراك، يعيشون جميعًا بقرية نائية وادعة نسيها الزمن، إلى أن بدأ الانتحار بين الفتيات المحجّبات ينتشر في البلدة.

وكما كل مشكلة بدأت التفسيرات المختلفة للانتحار: فالقوميّون يعزون هذا إلى تحريض من إرهابيّ إسلامي يدعى كُحليّ، بينما ترى النساء أن الفتيات ينتحرن «لإثبات الكرامة»، والإسلاميون يرون أنّ من تنتحرن تعانين من ضغوط عائلية يهربن منها وأنّهنّ لسن مسلمات أصلًا، وللتحقيق في هذه الظاهرة ترسل صحيفة محلّية الشاعر والصحفيّ «كا» الذي كان لاجئا سياسيّا في ألمانيا، إلى قارص رغم العاصفة الثلجيّة التي قطعت طرقها لثلاثة أيام.

«لا تنتحر المرأة بسبب إهانة كرامتها، وإنما لترى كم هي صاحبة كرامة»

«الرجال يتجهون للدين، والنساء ينتحرن».

«هذا الشعب الشبيه بالحملان متعلّق بدينه؛ لكنّه في النهاية ينفّذ أمر الدولة وليس أمر الدين».

ثلاثة أيام من الثلج المستمر وانقطاع الطرق عن أنقرة والحكومة كانت كافية لـ «صوناي ظائم» الفنّان المسرحيّ ذي الميول السياسية ليقوم بانقلاب عسكري في قارص ويبدأ باعتقال طلّاب مدرسة «الأئمة والخطباء»، وهكذا يجد «كا» نفسه فجأة خارج المهمّة، فهو الآن وسيط بين الإسلاميين والانقلابيين، ليعيش مع هذا قصّة حبّ سيكتشف أخيرًا أنها من طرف واحد، ويخرج في النهاية من قارص عند فتح الطرق بصحبة 19 قصيدة «أُلهمت» له خلال ثلاثة أيام.

يناقش الكاتب العديد من الأفكار من خلال حوارات بطله «كا» مع شخصيات الرواية، كحواراته مع «قديفة» و»كحلي» و»نجيب»، ومنها:

-من الغباء أن يقضي الإنسان حياته في سبيل معتقداته في دولة ظالمة لا تعطي قيمة للإنسان، المبادئ والمعتقدات العظيمة هي من أجل الناس في الدول الغنيّة.

– على العكس، في دولة فقيرة ليس لدى الإنسان ما يتمسّك به غير معتقداته.

– وماذا إن كانت معتقداته غير صحيحة!

تتناول الرواية العديد من الأفكار من وجهة نظر ملحد يشعر بوجود ربّ مختلف عمّا ينادي به الجميع، يتطرّق الكاتب لمفهوم الإسلام السياسيّ، الجماعات الإسلامية المموّلة من إيران، محاولات الشعب للبحث عن هويّة ما بين القوميين والإسلاميين، الحجاب في تركيّا وما تتعرّض له الفتاة التركية من تجاذب بين دولة تمنعه ودين يأمر به، الحياة البسيطة في بلدة قارص والفقر والجهل، يتحدّث عن الهويّة التركية وما يشعر به التركيّ قبالة أمم أخرى، وهنا يبدو الحلم الأوروبيّ لامعًا في أعين البعض مُنتَقدًا من قبل آخرين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة