في بلد أنهكته الحرب..

وزير السياحة يأسر قلوب الموالين ويتفرّد بـ «الأكثر شعبية»

tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي – اللاذقية

في الوقت الذي تغص فيه مواقع التواصل الاجتماعي ومجالس المؤيدين لنظام الأسد بالشكاوى والاتهامات حول سوء الخدمات والفساد التي تبلغ حد التخوين لموظفي الحكومة ووزرائها ورئيسها، دون أن تصل سقفًا أعلى من ذلك، ينجح وزير السياحة بشر يازجي أن يكون استثناءً للقاعدة.

الوزير الشاب «الوسيم المخلص لسوريا وأرضها»، كما يطلق متابعوه عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وقد تخطى عددهم 10 آلاف، تميّز عن باقي الوزراء الذين تعتبر مهامهم من أولويات السوريين كالدفاع، والصحة، والكهرباء، بالتواصل مع جمهوره بشكل شخصي وتلقي اقتراحاتهم، كما أنه يعرض أعماله خلال جولاته المكوكية بين المحافظات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

و يضاف إلى عمله المتنامي في السياحة المتدهورة خلال سنوات الحرب، تحوّله إلى قائد عسكري ومسؤول حكومي يرعى الجرحى ومصابي المعارك ويزورهم في معظم المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الأسد.

لم يحصل اليازجي على شعبيته بفضل سعيه لتطوير العمل السياحي في بلد أنهكته الحرب، بل لوسامته ونشاطه الواسع دور كبير في رضا الناس، بحسب مؤيديه، وقد وصفته إحدى الصفحات الموالية بأنه «نموذج رائع لوزير سوري صادق لا يكل ولا يمل»، بينما ينظر البعض إلى بساطة اليازجي واقترابه من العامة وتجوّله بين المنشآت أنها السبب الأبرز لذلك، لتذهب بعض التوقعات إلى ترشيحه ليكون رئيس الوزراء المقبل بدلًا من وائل الحلقي.

أطلق اليازجي خلال العامين الفائتين عدة مشاريع سياحية خاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس، اللتين ما زالتا إلى اليوم بعيدتين عن مواجهات عسكرية مباشرة اجتاحت محافظات البلاد، وأبرز الشاريع: مهرجان الأمل والحياة أهلًا طرطوس ومشروع المطعم العائم على الكورنيش الجنوبي في اللاذقية، محاولًا جذب بعض السوريين المغتربين في الخارج عبر السفارات التي أطلقت حملة «حضنك سوريا».

في المقابل، يقلل ناشطون معارضون من أهمية الأعمال التي يقوم بها اليازجي، ويعتبرونها بدون فائدة خصوصًا وأن السياحة آخر اهتمامات السوريين في ظل انعدام المقومات الأساسية التي يمكن أن تجذب الناس كالكهرباء، والماء، والعامل الأمني.

وحملت بعض التعليقات على صفحته أيضًا آراء تعكس الاهتمام الحقيقي للسوريين اليوم، ولو أنها صادرة عن مؤيدين للنظام أيضًا، مثل «إذا بتجيبولنا الكهربا والمي مو أحسن ماتفتتحو مهرجانات، الكهربا ما عم نشوفها وإذا اجت بتجي ربع ساعة وبتغيب الى أجل غير مسمى».

بينما يسخر تعليق آخر من المشاريع السياحية التي تطلقها الوزارة بقوله «الطبل بحرستا والعرس بدوما إنتو وين والمواطن وين؛ ما عم نحسن نأمن حق رغيف خبز وإنتو عم تعملوا مهرجانات سياحية وفنادق، لك البحر صار بدو مصاري لنسبح حلّوا عن المواطن المعتّر بقا».

ويحمل اليازجي (مواليد حلب 1972) إجازة في هندسة الحاسبات وهو خريج جامعة حلب عام 1994، وكان رئيس مجلس إدارة مجموعة سيريا المختصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتطوير، وسمي وزيرًا للسياحة في حكومة وائل الحلقي في آب 2013، ثم أعيد تعيينه في التعديل الحكومي عام 2014.

بينما تعتبر السياحة من أكثر القطاعات تضررًا بعد انطلاق الثورة السورية في آذار 2013، ورغم صعوبة تقدير الخسائر في ظل التكتم الرسمي فإن الناتج الاقتصادي الإجمالي شهد انخفاضًا بنسبة 50-65% على الأقل وفق أحدث تقرير لمركز تشاتام هاوس للدراسات.

وعانى السكان من ارتفاع متوسط أسعار السلع والخدمات بنسبة 51% بين شهري كانون الثاني 2012 وآذار 2015، وفقًا لتقارير حكومة الأسد، بينما فقدت الليرة 80% من قيمتها منذ بداية الحرب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة