نازحو اللاذقية: دماؤنا رخيصة أمام تضحيات الثوار

tag icon ع ع ع

أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية

بعد اشتداد المعارك في ريف اللاذقية الشمالي على جبهات جبل التركمان بين قوات الأسد وفصائل المعارضة اتخذت إدارة مشفى “الشهيد أسامة أبلق” إجراءات احتياطية لاستيعاب أكبر عددٍ من جرحى ومصابي المعارك.

ولأن نقص الدم من أكبر المشاكل التي تواجهها المشافي الميدانية في الداخل السوري، أرسلت إدارة المشفى عددًا من كوادرها الطبية إلى مخيمات قرية أوبين على الحدود السورية التركية، لسحب الدم من الأهالي الراغبين بالتبرع.

وقال الدكتور جمال، أحد كوادر المشفى، في حديث إلى عنب بلدي، إن الأسبوع الأخير شهد إسعاف نحو 20 جريحًا أصيبوا في معارك جبل التركمان، معظمهم يحتاجون دمًا إضافيًا بسبب النزف، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب توافر الدم بشكل دائم ولاسيما الزمر النادرة التي يصعب الحصول عليها بسرعة من متطوعين.

وجمعت الكوادر الطبية خلال مدة زمنية قصيرة أكثر من أربعين كيس دم من متطوعي المخيمات وسط رغبة شباب آخرين بالتبرع، لكن غياب البرادات الكبيرة عن المشفى جعل الكادر يكتفي بهذه الكمية.

وأوضح الدكتور جمال أن الجرحى يتطلبون نقل الدم بشكل فوري من المتطوعين حال وقوع الإصابة، ليكون أكثر نفعًا ودون أن يفقد شيئًا من فوائده، “لذلك لا يخزن المشفى كميات كبيرة من أكياس الدم بل يعتمد على جمع ما يحتاجه، ويترك كمية قليلة في البرادات في حال وصول حالات أسعافية تحتاج إلى دم بشكل سريع”.

وأعد كادر مشفى أسامة أبلق قائمة بأسماء وزمر دم 200 متبرع من مخيمات أوبين، أبدوا جاهزيتهم في الحالات الطارئة موفّرين على الإدارة مهمة البحث عن زمر مطابقة ما يكلف وقتًا ليس في صالح المصاب.

عبد الجبار خليل، إداري في مخيمات أوبين، أكد أن معظم سكان المخيمات استجابوا للحملة وتوجهوا للتبرع، مشيرًا إلى أن “أي مشفى ميداني لديه نقص في الدم يمكن لكوادره التوجه إلى المخيمات وإجراء حملات مشابهة”.

“من يصاب على جبهات القتال هم أولادنا الذين يدافعون عنا ويحاربون لنعود مع أطفالنا إلى منازلنا”، وفق أم خالد التي ترغب بالتبرع مرة أخرى، وأضافت “أقل ما نفعله تجاه تضحياتهم هو المساهمة في إنقاذ أحدهم من الموت بما نملكه من دماء”.

يشهد ريف اللاذقية محاولات متكررة من قوات الأسد لاقتحام المناطق المحررة في جبلي الأكراد والتركمان، في ظل نقص بالتجهيزات والمعدات الطبية ونزوح مستمر للأهالي نحو المناطق الحدودية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة