بعد تراجع الاستهلاك.. التجارة الداخلية تنعش سوق النفط في ريف الحسكة

tag icon ع ع ع

سراج الحسكاوي – الحسكة

بعد تراجع سوق الاستهلاك لعدة أشهر، عاد إنتاج المحروقات وتكرير النفط محليًا بقوة إلى ريف الحسكة، وسط حالة انتعاش للسوق مع تزايد الطلب على المازوت والبنزين المكرر، رغم ارتفاع سعره إلى 125 ليرة سورية متجاوزًا العتبة السابقة، وهي 85 ليرة.

وتراجع الإنتاج شهري أيار وحزيران بعد رفع تنظيم «الدولة الإسلامية» لسعر النفط الخام، واعتماده على الدولار الأمريكي في المعاملات الشرائية، ما سبب تراجعًا في الإنتاج وسط تفاوت الأسعار بين المنتج الخام والمكرر.

ويرى بسام الأحمد، وهو مالك لأحد مقاهي الإنترنت، أن عودة التكرير ستؤدي إلى انتعاش في الأسواق في حال سُمح للتجار بشراء المحروقات، مضيفًا في حديثٍ إلى عنب بلدي «تراجع إنتاج النفط كان له دور ملحوظ في هجرة الشباب بحثًا عن العمل في لبنان أوتركيا، ما أثر بشكل سلبي أيضًا على قطاع الإنترنت والاتصالات».

تفاوت سعر الدولار وتأثيره

الناشط عمر عبد العزيز أكد لعنب بلدي أن الأوضاع المعيشية في ريف الحسكة كانت أفضل، فالأسواق الشعبية بالإضافة إلى بسطات وتجمعات تجار المحروقات المكرر وفّرت فرص عملٍ لكثير من الشباب، إلا أن اقتصار تعامل تنظيم «الدولة» على العملات الأجنبية رفع من سعر نفط الآبار المكفولة ذات الجودة العالية.

ويوضح عبد العزيز أن سعر نفط آبار الرويس وكبيبة وصل إلى 32 دولارًا للبرميل، فيما يصل سعر برميل نفط بقية الآبار الأقل جودة (مخلوط بالوحل والماء) إلى 25 دولارًا، مشيرًا لوجود أسعار أقل ولكن بإنتاجية ضعيفة.

ويتفاوت سعر الدولار الواحد في الوقت الراهن بين 295 إلى 300 ليرة سورية، بحسب عبد العزيز، الذي يشير إلى أن هذا الارتفاع سبب تراجع التكرير خلال الأشهر الماضية، كما يرى أن غارات طيران التحالف المتتالية على آبار النفط التي يسيطر عليها التنظيم وتهدف إلى تجفيف منابع تمويله، وخاصة كبيبة قرب الشدادي بالإضافة إلى الجبسة والهول وحقول تشرين، أدت إلى عزوف الكثيرين عن العمل بتكرير النفط ونقله وشرائه، وقد قتل عدد من المدنيين أواخر العام الماضي نتيجة القصف عليها.

تراجع الإنتاج تأثر بارتفاع أجرة العمال

أبو خلود خلف، مالك حراقة نفط وأحد القلائل الذين ما زالوا يكررون النفط يدويًا، تحدث إلى عنب بلدي عن سبب تراجع الإنتاج وعودته مجددًا بأسعار مرتفعة «تسببت قلة اليد العاملة ومخاطر التكرير في ظل غارات التحالف بارتفاع أجور العاملين، فبات كل عامل يتقاضى 4 آلاف ليرة على كل طبخة نفط، والتي تستلزم ثلاثة عمال كحد أدنى».

وأضاف خلف إن ارتفاع أسعار الحديد والصفيح وغزو الأسواق بحراقات ذات سعات كبيرة تبدأ من 30 وتصل إلى 75 برميلًا يوميًا، في ظل عدم القدرة على شراء هذه الحراقات بينما تباع الصغيرة ذات السعة من 5 إلى 10 براميل بـ 50 ألف ليرة سورية.

وعزا خلف عودة الطلب وانتعاش سوق النفط بعد شهور الخمول إلى فتح الطريق أمام المستهلكين من مدن الداخل، التي تعاني شحًا كبيرًا في المحروقات وخاصة حلب الصناعية، بالإضافة إلى سماح تنظيم «الدولة» للتجار بشراء ونقل النفط الخام والمكرر إلى تلك المدن.

وتنتشر الحراقات في ريف الحسكة الجنوبي حيث يفرض تنظيم «الدولة» سيطرته على منشآت النفط، وأهمها مديرية الجبسة ومعمل الغاز بالإضافة إلى آبار كبيبة والرويس وتشرين والهول، وتتوزع بشكل عشوائي على أطراف بعض القرى، بينما يشكل تجمع حراقات سدّ الحسكة الجنوبي بعد تجفيفه أكبر تجمع لحرق وتكرير النفط في المنطقة الشرقية، بما يزيد عن 5 آلاف حراقة عادت معظمها للعمل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة