أربعون حاجزًا على طريق حماة-حلب

«اغتصاب النساء» انتقام عناصر الأسد لخسائره في الغاب

tag icon ع ع ع

طارق أبو زياد – ريف حلب

«تمنيت الموت ودعوت الله أن يفجر الأرض من تحتي لكنني لم أستطع فعل شيء سوى الانتظار ليسمح لنا بالمرور»، بهذه العبارة يعلق أحد المسافرين (رافضًا كشف اسمه) الذين أوقفهم حاجز لقوات الأسد قرب قرية السعن في ريف حماة الشرقي، الأربعاء 5 آب، واعتدى العناصر جنسيًا حينها على 4 نساء أمام أزواجهن في وضح النهار.

ويعتبر المسافر أن الحادثة كانت «انتقامًا من جيش الفتح الذي أذاق الأسد الويلات في المعارك الأخيرة في سهل الغاب»، ناقلًا لعنب بلدي ما ردّده أحد العناصر عن مقتل أخيه مؤخرًا على أنه يثأر بذلك له.

ويعتبر الطريق الرئيسي الواصل بين حماة وحلب من أكثر الطرقات خطورة في سوريا، حيث يحوي أكثر من 40 حاجزًا تتبع لقوات الأسد والدفاع الوطني و«شبيحة» القرى الموالية كأرزة وقمحانة، بينما يتخوف المسافرون من الطريق الثانوي (الغربي) لمروره بعددٍ كبيرٍ من القرى الموالية.

وينقل المسافرون الواصلون إلى كراج الزربة (في ريف حلب الغربي) أنهم يتعرضون لمضايقات تصل أحيانًا إلى القتل والاغتصاب وغيرها من الممارسات التي يصفونها بـ «الانتقامية».

أبو رامز، سائق ميكرو باص يعمل على الطريق وهو ينتمي إلى مدينة حماة، يتحدث لعنب بلدي عن بعض الممارسات، ويقول «يقوم الشبيحة خصوصًا بسرقة وإهانة المسافرين وتحصل أكثر حالات السرقة في حاجز قرية قمحانة والحواجز الطيارة التي توضع على الطريق بشكل مفاجئ».

«حاجز نسائي طيار مختص بتفتيش المسافرات بإدخالهن إلى غرف مغلقة وخلع ملابسهن وتفتيش أجهزة الهاتف التي بحوزتهن»، يضيف أبو رامز، مشيرًا إلى حالات اعتقالٍ مستمرة لكنّه يستبعد إمكانية التخلي عن الطريق لأنه المنفذ الوحيد بين مناطق النظام ومناطق المعارضة، ومؤكدًا أن أغلب المسافرين هم من المرضى الذين يذهبون للعلاج في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد كونهم بحاجة لذلك وسط غياب الدعم الطبي في بلداتهم.

شراء الطريق هو الحل الوحيد للمشكلة، يقول أبو العباس، الرجل الأربعيني الذي يملك شاحنة لنقل البضائع عبر الطريق، ويؤكد أنه لا يقف على أي حاجز فهو يدفع مالًا للسماح بالمرور. ويكشف أن الأسعار تختلف من حاجز لآخر وحسب النوبات، فتتراوح من ألف ليرة لتصل إلى 50 ألفًا في بعض الحالات «لكنك بذلك تضمن وصولك بأمان دون التعرض لأي مساءلة أو تحقيق».

أبو ابراهيم، عضو المكتب الإعلامي في حركة أحرار الشام الإسلامية، يطالب المعارضة بإغلاق الطريق بشكل كامل، معتبرًا أنه يمكن «الاستغناء عن الذهاب لمناطق النظام وعدم فتح الطريق إلا بوضع شروط على الأسد تأكد على عدم التعرض لكافة المسافرين وتسهيل مرورهم».

وبحسب أبي ابراهيم، «سيرضخ الأسد لهذه الشروط حتمًا لأنه بحاجة للطريق، فهناك الكثير من البضائع التجارية تأتيه من الشمال السوري عبره»، ويضيف «يجب إجبار المسافرين على توضيح سبب ذهابهم لمناطق النظام للتقليل من عددهم من جهة ولكشف المخبرين التابعين له»، معللًا ذلك «بكشف الكثير من عناصر النظام من سكان المناطق المحررة يعودون بعد انتهاء فترة إجازاتهم بينما يذهب بعضهم خوفًا من الالتحاق بخدمة العلم».

تمارس حواجز النظام المضايقات بحق السكان منذ انتشارها في الأراضي السورية قبل نحو 4 سنوات، ولكنها توسعت وازدادت في الفترة الأخيرة، خصوصًا بعد تعرض النظام لخسائر كبيرة في محافظة إدلب وسهل الغاب وسيطرة المعارضة على مساحات واسعة في المنقطة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة