كيف تحدث طفلك عن الغرباء؟

tag icon ع ع ع

أسماء رشدي

قد نشعر بالسعادة عندما نرى أطفالنا يشاركون الآخرين اللعب في الحي أو الحديقة، ولكن  الأمر يصبح مقلقًا بعض الشيء عندما نرى شخصًا بالغًا غير معروف بالنسبة لنا يتحدث إلى إطفالنا ويتجاوبون معه.

بالرغم من أننا نسعى لتعليم الأطفال الأدب مع الآخرين، إلا أنه بنفس الوقت علينا تعليمهم عدم التحدث إلى الغرباء، والتنبيه إلى أن هذا العالم، مثلما يحوي أناسًا جيدين، يحوي أيضًا أناسًا سيئين، قد يلحقون الأذى بنا.

نسمع كثيرًا من الآباء والأمهات أنهم يقفون حائرين أمام اختيار الكلمات المناسبة التي تمكنهم تحذير أطفالهم من الغرباء، بعيدًا عن التهويل والتهديد.

من الشائع لدى الأطفال الاعتقاد بأن «الغرباء السيئين» قد يبدون مخيفين، إن ذلك ليس صحيحًا، فالغرباء ذوو الوجوه الجميلة، قد لا تقل خطورتهم عن أولئك أصحاب الوجوه المخيفة. لذلك لابد من توعية الأطفال إلى أن أحدًا لا يستطيع التمييز بين الغرباء اللطيفين وغيرهم من خلال النظر إليهم فقط.

وهنا يجب الحذر بشكل كبير في تعليم الأطفال هذه النقطة، فماذا يمكن أن يحصل إذا كان الطفل بحاجة إلى مساعدة؟ على سبيل المثال إذا كان طفلك ضائعًا، وتعرض للتهديد من قبل طفل أكبر منه، أو لاحظ أن أحدًا يتبعه، فإن أفضل تصرف قد يقوم به في مثل هذه الحالات هو اللجوء إلى شخص كبير لطلب المساعدة. ولكن التصرف الأسلم الذي يجب أن تعلمه لطفلك في حالات الضياع، هي البقاء في المكان وطلب المساعدة من الأشخاص الذين يعملون في المحال المجاورة، فهؤلاء غالبًا ما يكونون أبناء المنطقة أو العاملين فيها بشكل دائم، وهم معروفون ومأمونو الجانب إلى حد كبير.

تحدث مع طفلك عن الكبار الذين يتحرشون بالصغار في أقرب وقت يبدو فيه قادرًا على فهم ما تعنيه. فالأطفال في عمر 3 – 5 سنوات عندما يبدؤون بالتفاعل مع المجتمع يصبحون أكثر عرضة للتحرش.

إن الطفل بحاجة لمعرفة حقه في قول كلمة «لا»، بالصراخ، أو حتى طلب المساعدة عندما يعرض عليه غريبًا توصليه إلى مكان ما، أو يطلب مساعدته مثلًا في البحث عن طفله. وبالرغم من أنها قد تتعارض مع ما يعرفه الطفل عن احترام الكبار، إلا أنه في الحالات التي يشعر فيها بالتهديد، فلديه استثناء بهذه التصرفات، حتى لو كان مخطئًا. وتأكد بأن طفلك متفهم لخصوصية بعض أجزاء جسده، وأن أحدًا لا يجوز له لمسها.

علم طفلك أن يرفض أخذ ما يعرض عليه من حلوى وألعاب، إلا إذا كانت من معلمته أو من أحد والديه أو أصدقائهم (وسمهم بالاسم). ولكي تتأكد بأن طفلك قد فهم تمامًا ما تقصده، العب معه لعبة الغريب واعرض عليه قطعة حلوى، سيقول لك «لا شكرًا»، قل له «لقد سألت أمك وقالت لي بأنها لا تمانع»، وانظر إن كان سيأخذها أم لا.

قل لطفلك بشكل مكرر أنك تحبه، وأخبره بأن عليه أن يقول لك أي شيء وسوف تستمر بحبك له مهما كان.

درب طفلك على كيفية الاستجابة للخطر من خلال التجريب والممارسة، ولعب الأدوار. إذا لم يمارس الطفل بشكل عملي، فكيف يمكنه أن يعلم ما الذي يمكنه عمله عند تعرضه للخطر.

علم طفلك أن يسألك قبل التحدث أو الذهاب مع شخص بالغ غير والديه.

على الرغم من أنه قد يبدو مستحيلًا أن تحمي أطفالك من كل الغرباء، لأنك لن تكون قادرًا على البقاء معهم في كل الأوقات وخاصة كلما تقدموا بالعمر، إلا أن تعليمهم هذه النصائح وما الذي يمكنهم عمله عند تعاملهم مع العالم الخارجي قد يساهم في زيادة فرص بقائهم سالمين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة