المجلس المحلي لمدينة داريا يصدر أول دراسة بحثية من تحت الحصار

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – داريا

أصدر مركز العلاقات في المجلس المحلي لمدينة داريا دراسة عن «العدوان الروسي» على سوريا، الأربعاء 21 تشرين الأول، تعرض لمحة موجزة عن تاريخ العلاقات بين دمشق وموسكو، وتفصل الأسلحة والذخائر المستخدمة في القصف ونتائجه.

وتعزو الدراسة، التي تقع في 30 صفحة، التدخل الروسي إلى محاولة روسيا الاتحادية استعادة دورها العالمي كقوة عظمى بعد أن تراجع عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، مفندةً عدة عوامل يمكنها تفسير الموقف الروسي، ومنها: كسر الهيمنة الأمريكية، التواجد في البحر المتوسط، تأمين الجوار الجغرافي، الحد من تزايد النفوذ الإيراني.

أنابيب الغاز هي من أبرز أسباب التدخل، بحسب الدراسة، التي توضح أن روسيا تعد المصـدر الأكبـر للغـاز إلـى أوروبـا، وتتخـوف موسكو مـن محـاولات منافسـة شـركة «غـاز بـروم» الروسـية علـى سـوق الطاقـة، مـن خـلال اقتـراح خطـوط أنابيـب بديلـة، كخـط أنابيـب الغـاز العابـر للأناضـول (غـاز نابوكـو)؛ وهـو ممـر مخصـص لنقـل الغـاز الطبيعـي مـن أذربيجـان عبـر جورجيـا وتركيـا وصـولًا إلـى أوروبـا متجنبـًا المـرور فـي روسـيا، وخـط أنابيـب غـاز مـن قطـر (ثانـي أكبـر مـورد للغـاز الطبيعـي فـي العالـم) الذي يمـر عبـر سـوريا ليلتقـي فـي تركيـا بالخـط المقتـرح السـابق.

وتسـعى روسـيا مـن خـلال فـرض نفوذهـا فـي سـوريا إلـى الحيلولـة دون اسـتخدام الأراضـي السـورية لتمريـر مشـاريع تضـر بمصالحهـا الاقتصاديـة.

ويقول معدّ الدراسة حسام عياش لعنب بلدي إن الظروف الأمنية والقصف اليومي بالبراميل المتفجرة على مدينة داريا، شكل عائقًا أمام إنجاز الدراسة بالسرعة المطلوبة، إضافة إلى تشويشه على الناحية الفكرية أثناء البحث.

من ناحية أخرى، فإن صعوبة التواصل مع الناشطين في الداخل السوري بسبب محدودية الاتصال بالإنترنت، وعدم القدرة على التحرك لجمع المعلومات بسبب الحصار، شكلت نقطة ضعف بالنسبة للعمل البحثي.

عياش المحاصر منذ ثلاث سنوات في داريا لم يكن باحثًا من قبل، ويوضح بأنه تمكن من إعداد أول ورقة له بعد قراءة عددٍ من الكتب عن البحث العلمي وأصوله، وتمكن بمساعدة عددٍ من الشباب المحاصرين إنهاء الملف.

وتحاول الدراسة جمع التحليل السياسي للغارات الروسية وتوثيق المعلومات عن عدد الضحايا والتعليمات والنصائح لتجنبها، كما ينقل عياش، الذي أشار إلى أن الفكرة طرحت في مكتب العلاقات على إنجاز ورقتين عن شكل الغارات ونقاط الاختلاف بينها وبين طيران النظام.

وأحصت الدراسة 222 ضحية للقصف الروسي حتى 15 تشرين الأول الجاري، مؤكدة أن الفصائل المستهدفة تتبع في معظمها للجيش السوري الحر، وعلى رأسها الفرقة الأولى الساحلية، صقور الغاب، تجمع العزة، فرسان الحق وأحرار الشام، بالإضافة إلى جبهة النصرة.

بينما جوبهت الحملة العسكرية لقوات الأسد بإسناد جوي روسي بمقاومة عنيفة من مقاتلي المعارضة، أسفرت عن تدمير أكثر من 100 آلية للنظام، خلال الفترة ذاتها.

وختمت الدراسة بأن الدول العظمى تعتقد أنها قادرة على التدخل في شؤون البلاد وتشكيل حكومات على نحو يحقق مصالحها، ثم الخروج في وقت قصير مكللة بالنجاح، ولكن التاريخ يشهد خلاف ذلك، حدث ذلك في فيتنام التي شكلت مستنقعًا واستنزافًا لأمريكا، وفي جحيم السوفييت في أفغانستان، وأخيرًا في الغزو الأمريكي للعراق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة