تفسيران وراء اتخاذ بريطانيا قرار ضرب تنظيم “الدولة”

tag icon ع ع ع

كتب ممفيس باركر في إندبندنت 7 كانون الأول

قبل التصويت البريطاني على الضربات الجوية في سوريا، انتشر تفسيران عن نتائج تورط الطائرات الحربية البريطانية في ضرب المدنيين في الرقة ومناطق أخرى تحت سيطرة تنظيم الدولة.

الأول: زيادة عدد الضحايا المدنيين في سوريا؛ والثاني: أنّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ادعى أن القوات الملكية البريطانية في العراق لم تقتل أحدًا من غير الجهاديين، عبر هجماتها من الجو.

ويمكن القول ببعض التأكيد أنّ كلا الادعائين خاطئان ولكن أحدهم أكثر صحة من الآخر، وتعليقات ديفيد كاميرون على الأقل تصب في المكان المناسب.

يوجد عدة مصادر للمعلومات، ما قاله كاميرون بدقة هو أنّه “لا يوجد تقرير” عن الضربات البريطانية، مؤكدًا أن إمكانية حدوث أخطاء، كإصابة طفل بعمر 12 سنة في معدته أو شيء من هذا القبيل، أمر ممكن.

تعتمد القوات الملكية البريطانية في تقريرها على صور تؤخذ من الجو، في وقت حجب فيه تنظيم الدولة الإنترنت عن معظم الأراضي التي يسيطر عليها.

تراقب منظمة “ايروارز” بشكل مستقل بين أعمال التنظيم وقوات التحالف، وتقارن التقارير وتحكم على دقتها، وهذا هو المكان الذي يجب أن نذهب إليه بدل الاعتماد على الظن.

وبالنسبة لبريطانيا لا يوجد اعتذار، فعدد الضحايا المدنيين ممن قتلوا من قوات التحالف خلال الـ 16 شهرًا في العراق وسوريا بلغ بين 650 والـ 1000 ضحية بحسب منظمة ايروارز. وهذا الرقم لا يدعو قوات التحالف وبريطانيا للاعتراف به، وهم يقولون أنهم يلتزمون بأكثر القوانين صرامة في تاريخ الحروب.

نسبة الضحايا المدنيين تتراوح بين 6-8%، وهي كما قال شاشناك جوشي، الباحث في مركز دراسات الخدمات الملكية المتحدة، “منخفضة بشكل استثنائي حتى بمعايير الحرب الحديثة”.

بالمقابل، تقدر منظمة ايروارز أن الضربات الروسية التي تستخدم قنابل عشوائية تقتل المارة أكثر بـ “أضعاف”، بينما ضبطت الولايات المتحدة نفسها بشكل واسع، إذ قال المسؤولون في البنتاغون إنهم “يشعرون بالعجز”.

وقالت الولايات المتحدة بعد هجات باريس إنها قررت استهداف شاحنات البترول حتى وإن أثّر هذا سلبًا على مستوى الحياة للسكان المدنيين تحت حكم تنظيم الدولة، وهذا من شأنه أن يقلل دعم السنة المسلميين لجهود الغرب.

ويمكن القول أنه من المستحيل استهداف أماكن القيادة والحكم لداعش، لأن التنظيم يعتقل سجناء في ملاعب ومباني حكومية يستخدمها.

ولو كان هناك استراتيجية أهداف واضحة وكبيرة تسعى إليها الحملة الجوية البريطانية، كان يمكن التضحية بنسبة كبيرة من الناس الأبرياء والقول “إنها تضحية لسبب عظيم”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة