محاصرو مضايا يصارعون الموت رغم المساعدات.. إحصائيات تلخص حجم “الكارثة”

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

لم يتوقف عداد الموت جوعًا أو مرضًا في مضايا، رغم دخول قوافل المساعدات الإنسانية على ثلاث دفعات، إلى البلدة المحاصرة منذ قرابة ستة أشهر، فماذا يجري على مقربة من الألغام المحيطة بالبلدة وخلف حواجز تصوّب سلاح التجويعفي أجساد المدنيين؟

دخلت المساعدات للمرة الأولى إلى البلدة، في 11 كانون الثاني الجاري، تحت إشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ومنظمة الأغذية العالمية ومنظمة الصحة العالمية، بحسب معلومات مفصلة حصلت عليها عنب بلدي من المجلس المحلي لمضايا.

المرحلة الأولى للقوافل الإنسانية، تضمنت أربع شاحنات من أصل 44 شاحنة، بالتزامن مع دخول 21 قافلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، ضمن الهدنة المبرمة بين جيش الفتح من جهة وقوات النظام وحزب الله من جهة أخرى، وتضمنت المعونات 7800 سلة غذائية.

وأكد الكادر الطبي في مضايا، لعنب بلدي، أن المواد التي دخلت البلدة لا يمكن الاعتماد عليها كوجبة كاملة، وخصوصًا لأشخاص مروا بحالة سوء تغذية متطورة المراحل.

وتحوي كل سلة منها: 1 كغ حمّص، 5 كغ سكر، 2 كغ فاصولياء، 4 كغ برغل، 2 علبة معجون الطماطم، 1 كغ ملح، 6 علب فول، بالإضافة إلى ملحقات متضمنة 5 ليتر زيت، و10 كغ أرز.

وتتضمن المعونات بعض المعدات والمواد الطبية وأدوية التهاب الأطفال ومسكنات عامة ومضادات إسهال وفيتامينات على شكل بودرة للأطفال، وأدوات جراحية وطبية صغرى، وأدوات طبابة تكفي لـ 50 حالة ولادة، إلى جانب 20 ألف بطانية.

المرحلة الثانية، كانت في 14 كانون الثاني، واحتوت ثمانية آلاف كيس طحين (17 طنًا)، بالإضافة إلى الملابس الشتوية وغالبيتها للأطفال، ومنظفات وقرطاسية.

أما المرحلة الثالثة، في 18 كانون الثاني، فتضمنت عشرة آلاف ليتر من مادة المازوت، رغم وعود بإدخال 40 ألف ليتر منه، بينما لم تسمح الحواجز المحيطة بدخول أعضاء الأمم المتحدة، بحجة “انعدام الأمان وعمليات القتل والخطف داخل البلدة”.

التوزيع بحسب التركيبة السكانية الطارئة

بعد دخول المرحلة الأولى، اجتمع المجلس المحلي مع مندوبين من أهالي الزبداني ومضايا وبقين، والوافدين من مناطق أخرى مثل داريا وجوبر والقدم وحمص، وأحصيت العائلات الموجودة في البلدة، لتوزيع الحصص باتفاق كافة الأطراف.

نسب الحصول على الحصص في البلدة، كانت على الشكل التالي: مضايا 60% لـ 2000 عائلة، الزبداني 30% لـ 1000 عائلة، بقين 6% لـ 200 عائلة، الوافدين 4% لـ 100 عائلة،

وعقب دخول المساعدات، أوضح ناشطون لعنب بلدي أن الأسواق احتوت بضائع جديدة مثل “المحمرة والزعتر وجبنة القشقوان”، مؤكدين أن هذه البضائع تدخل حصرًا عن طريق حزب الله.

أسعار بعض المواد الغذائية مازالت “ملتهبة” في البلدة، رغم توقعات انخفاضها، فكيلو القمح الواحد بحوالي 40 ألف ليرة سورية، وذات السعر للعدس والشعير.

حالات مستعصية دخلت مرحلةً حرجة

الأمم المتحدة صنفت بعض حالات المرضى بالمستعصية، لأنها دخلت بمرحلة صعبة، بسبب تعرض الجهاز الهضمي لحالة ثبات، ولا يستطيع المريض الخروج منها إلا بعدة عناصر غذائية ومراقبة طبية من قبل أطباء مختصين، ونتيجة الحصار لم تتوفر هذه الشروط.

عضو الهيئة الطبية، “أبو الفوارس”، أوضح أنه أجرى تواصلًا مع مؤسسات طبية خارجية، لمعرفة سبل معالجة الحالات، وجاء الرد بضرورة وجود الدجاج وسلقه وتناول المريض مرقته، بالإضافة إلى بروتينات اللحم الأبيض، والتغذية على المستوى الوريدي والجهاز الهضمي. لكن “أبو الفوارس” أقرّ بعجز الكادر الطبي عن معالجة الحالات بسبب نقص هذه المواد.

بالإضافة إلى سوء التغذية، يوجد في مضايا حالات مرضية مزمنة مثل السكر وأمراض الضغط والقلب والسرطان، بينما تمكن مريض بداء “الكرون” من مغادرة البلدة، بعد دفعه مبالغ طائلة لأحد السماسرة المتعاملين مع قوات الأسد، بحسب الهيئة الطبية.

منظمة الصحة العالمية، ونتيجة للحالات التي عاينتها والصور المسربة من البلدة، أنشأت ملفًا خاصًا بمضايا، يشمل الحالات المرضية المزمنة وحالات سوء التغذية وحالات البتر والحالات التي تتطلب جراحة، وقامت بتسجيل أسمائهم وتوثيقها، وبلغ عددهم 415 حالة، بحسب هيئتها الطبية، التي تلقت وعودًا بإخراجهم عند تنفيذ المرحلة الثالثة من الاتفاق، لكن الوعد لم ينفذ.

لم يخرج من أصل 415 حالة مستعجلة سوى فتى بعمر 15 عامًا، أصيب بطلق ناري في العمود الفقري في وقت سابق، وتوفي في أحد مشافي دمشق، بحسب محمد الشامي، أحد ناشطي مضايا، مؤكدًا أن الأمم المتحدة والجهات الطبية تجاهلت النداءات والوعود التي تعهدت بإخراجهم.

يوجد في بلدة مضايا مشفى ميداني واحد، تضم كوادره طبيبًا بيطريًا وطالبي طب أسنان وفني تخدير مشرف على حالات الطوارئ والقلبية والضغط، ومخبريًا واحدًا، بالإضافة إلى كوادر إدارية وفنية، ومع وجود هذا الكادر المتواضع جرت عدة عمليات بتر وحالات فتح بطن، وغيرها.

أرقام وإحصائيات

60 ضحية في بلدة مضايا تحت وطأة الحصار، خلال أقل من شهرين، بحسب قائمة حصلت عليها عنب بلدي من الهيئة الطبية في المدينة، سجلت 58 اسمًا ابتداء من مطلع كانون الأول وحتى 26 كانون الثاني الجاري، ليضاف إليها اسما رجل وامرأة توفيا في 27 كانون الثاني جراء الجوع والمرض.

وتوضح القائمة أن سبعة مدنيين لقوا حتفهم جراء انفجار الألغام، التي وضعت في محيط البلدة، أثناء محاولتهم الفرار خارجها أو إدخال المواد الغذائية إليها، إلى جانب أربعة مدنيين قتلوا برصاص حزب الله لدى محاولتهم الخروج أيضًا.

ستة معوقين ومقعدين توفوا أيضًا خلال كانون الأول وكانون الثاني الجاري، بينما قضى ثمانية أطفال، بينهم ستة رضّع، بسبب انعدام مادة حليب الأطفال أو سوء التغذية، أما باقي الحالات فكان الجوع سببًا مباشرًا في وفاتها، ومعظمها من المسنين، بحسب ما أوضحت القائمة.

وأجرت المشفى التابعة للهيئة الطبية، خلال هذه الفترة، ست حالات بتر أطراف، معظمهم من الشباب، عدا طفل بعمر 11 عامًا.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير أصدرته السبت 30 كانون الثاني، إن سكان مضايا ومعضمية الشام في ريف دمشق يموتون جوعًا رغم دخول المساعدات الإنسانية. وأوضحت المنظمة أن 16 حالة وفاة من المدنيين في مضايا منذ دخول المساعدات إليها هذا الشهر، متهمة النظام السوري وحلفاءه بمنع وصول المساعدات الطبية للبلدة المحاصرة.

تخضع مضايا إلى جانب الزبداني وبقين لحصار كامل منذ نحو ستة أشهر، ولم تنجح الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في إنهاء حالة الحصار وفتح ممرات آمنة للمواد الإنسانية والغذائية المستعجلة، في عدد من المدن والبلدات السورية.

بوكسات:

منظمة الصحة العالمية، ونتيجة للحالات التي عاينتها والصور المسربة من البلدة، أنشأت ملفًا خاصًا بمضايا، يشمل الحالات المرضية المزمنة وحالات سوء التغذية وحالات البتر والحالات التي تتطلب جراحة، وقامت بتسجيل أسمائهم وتوثيقها، وبلغ عددهم 415 حالة، بحسب هيئتها الطبية، التي تلقت وعودًا بإخراجهم عند تنفيذ المرحلة الثالثة من الاتفاق، لكن الوعد لم ينفذ.

الأمم المتحدة صنفت بعض حالات المرضى بالمستعصية، لأنها دخلت بمرحلة صعبة، بسبب تعرض الجهاز الهضمي لحالة ثبات، ولا يستطيع المريض الخروج منها إلا بعدة عناصر غذائية ومراقبة طبية من قبل أطباء مختصين، ونتيجة الحصار لم تتوفر هذه الشروط.

قالت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير أصدرته السبت 30 كانون الثاني، إن سكان مضايا ومعضمية الشام في ريف دمشق يموتون جوعًا رغم دخول المساعدات الإنسانية. وأوضحت المنظمة أن 16 حالة وفاة من المدنيين في مضايا منذ دخول المساعدات إليها هذا الشهر، متهمة النظام السوري وحلفاءه بمنع وصول المساعدات الطبية للبلدة المحاصرة.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة