الصداف.. طرق التشخيص والعلاج

مرض الصداف
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

إلى جانب التغيرات الجلدية المميزة للصداف والتي تشوه المظهر الجمالي للبشرة، فقد تترتب عواقب وخيمة على الجسم؛ وذلك لأن الالتهاب يصيب الجسم بأكمله

يقوم الطبيب عادة بفحص المنطقة المتضررة بشكل مباشر بعد أخذه قصة مرضية كاملة من المريض والتحري عن الأعراض والعلامات، ويستطيع أخصائي الأمراض الجلدية تشخيص الحالة بشكل دقيق عن طريق الموجودات السريرية دون اللجوء لأي تحاليل مخبرية.

لكن قد يكون من الضروري، في بعض الحالات النادرة، أخذ عينة من الجلد (خزعة) وفحصها تحت المجهر، حيث تظهر وجود فرط تنسج في البشرة وترقق الأدمة الحليمية والأوعية الدموية التي تصل إلى سطح الجلد، وبذلك يتم تحديد النوع الدقيق من المرض ونفي غيره من الاضطرابات؛ كالتهاب الجلد المثي، والحزاز المسطـح، وسعفة الجسد، والنخالية الوردية.

كيف يعالج مرض الصداف

إن الجانب الأهم في المعالجة هو تثقيف المريض حول طبيعة المرض الناكسة؛ فرغم أنه قابل للتحسن أو الشفاء التام دون أن يترك وراءه ندبًا، إلا أنه دائمًا عرضة للانتكاس، وقد تمتد هذه النكسات لعدة سنوات، ولا يمكن حتى الآن تحقيق الشفاء بشكل نهائي، وإنما تهدف المعالجة للسيطرة على المرض، ويحتاج علاجه إلى الصبر والمثابرة واختيار العلاجات المناسبة.

ويعمل العلاج، أيًا كان نوعه، على إحدى آليتين؛ وقف العملية التي تؤدي الى إنتاج فائض من خلايا الجلد، مما يؤدي إلى تخفيف الالتهاب وتكون الطبقات، و إزالة القشرة وجعل الجلد ناعمًا.

ويشتمل العلاج التقليدي على استخدام أدوية موضعية (مراهم وكريمات للدهن على الجلد تحتوي على الكورتيزونات أو الرتينوئيد أو حمض الساليسيلك أو قطران الفحم)، أوالمعالجة الضوئية (بتعريض الجلد لأشعة الشمس الطبيعية بشكل معتدل، أو باستخدام الأشعة فوق البنفسجية B الخفيفة أو الاشعة فوق البنفسجية A الصناعية PUVA)، أو استخدام أدوية يشمل تأثيرها كل الجسم وتعطى فمويًا أو عن طريق الحقن (مثل ميثوتريكسيت أو سيكلوسبورين أو رتينوئيد).

ويتوقف أسلوب وطرق العلاج على مدى الإصابة وحدتها؛ هل هي محدودة ومحصورة في نطاق ضيق، أم هي شديدة واسعة الانتشار وكثيرة الأعراض. ويقضي النهج التقليدي بأن يبدأ العلاج بأنواع العلاجات الخفيفة، مثل الكريمات، والتي تكون ناجعة عادة بعلاج الحالات الخفيفة والمتوسطة، وفي الحالات الأكثر حدة يتم دمج العلاج بالكريمات مع العلاج بالضوء، وفي الحالات الحادة، أو في الحالات التي لا تجدي فيها الأنواع الأخرى من العلاجات نفعًا، تضاف الأدوية الفموية أو عن طريق الحقن، ويستحسن علاج المريض الذي يعاني من هجمة شديدة في المشفى، مع محاولة العناية بحالته النفسية و إعطائه المهـدئات العامة .

وتجدر الإشارة إلى أن تأثير العلاج غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به؛ إذ أن علاجًا ما قد يكون نافعًا وناجعًا لمريض معين، بينما لا يكون كذلك بالنسبة لمريض آخر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة