لوري.. طفلة سورية تعمل في تركيا وتحلم بالعزف مجددًا

camera iconالطفلة السورية لوري (نيويورك تايمز).

tag icon ع ع ع

تحلم لوري، الطفلة السورية من مدينة حلب (15 عامًا)، و”الموسيقية الموهوبة”، أن تستطيع إكمال دراستها، وحمل آلة الكمان خاصتها مرة أخرى، بعد أن أجبرتها الحرب في سوريا على السفر إلى تركيا، والعمل في معمل لصناعة الألبسة الجاهزة.

صحيفة “نيويورك تايمز”، نشرت تقريرًا عن لوري، الاثنين 21 آذار الجاري، التي ولدت لأم راقصة شعبية من مدينة الرقة ووالد موسيقي، وتعلمت في سن مبكرة إسناد ذقنها على آلتها الموسيقية (الكمان)، والبدء بتحريك أصابعها، لنشر تراث سوريا من خلال الموسيقى، إلا أن أصابعها في الوقت الحالي، تخيط الألبسة.

حاولت لوري الالتحاق بالمدارس والمعهد الموسيقي

كان عمر لوري 11 عامًا عندما فرت من سوريا وتركت مدينتها، وعملت بعدد من الوظائف بأجور زهيدة، وفق الصحيفة، التي نقلت عن لوري قولها “حلمي أن أنهي دراستي ولكن وضع عائلتي المالي لا يسمح في الوقت الحالي”.

تقطن الطفلة السورية مع عائلتها في شقة داخل مدينة اسطنبول، بالمشاركة مع أسرة سورية لاجئة أخرى، وتعمل لمدة 10 ساعات يوميًا وسط ضجيج آلات الخياطة، لتحصل في نهاية اليوم على 10 دولارات، بينما يجلس شقيقها ذو الـ 13 عامًا، بجانب صالون للحلاقة قرب مكان سكنهم، أملًا في الحصول على بعض المال من المارة.

والد لوري يعمل في المعمل ذاته، ومهمته لصق العلامات التجارية على الألبسة المصنعة، ويملك المعمل رجل تركي من أصل كردي (رفض كشف اسمه)، واعتبر أنه يساعد العائلة السورية، مشيرًا في حديثه للصحيفة “التعليم مهم ولكنه ليس ممكنًا دائمًا، فأطفالي يعملون هنا أيضًا”.

حاولت أسرة لوري إرسالها إلى المدارس التركية، والمدارس العربية في اسطنبول، وحاولت إلحاقها بالمعهد الموسيقي في المدينة، إلا أنها لا تستطيع العيش بدون راتب ابنتهم التي تكسبه من العمل.

الفتيات السوريات يتعرضن للتحرش في المعامل

وتحصل الطفلة السورية على مبلغ 900 ليرة تركية شهريًا، بينما حددت الحكومة التركية، الحد الأدنى للأجور بـ 1300 ليرة، وقدرت الصحيفة عدد الأطفال العاملين عام 2011 بمليون طفل، ربعهم من الإناث.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور إيهان كايا، أستاذ في جامعة “Bilgi” باسطنبول، الذي أجرى مؤخرًا دراسة حول الأطفال اللاجئين العاملين في تركيا، قوله إن “الفتيات العاملات في ورش صناعة المنسوجات، لا يرين ضوء النهار، ويتعرضن للتحرش الجنسي والعنف داخلها، وهم لا يعرفون أبسط الأمور عن حقوقهم القانونية في البلاد”.

تختم لوري حديثها “أتذكر آخر مرة عزفت فيها على الكمان، كنت في منزلي حيث الذكريات الجميلة، وكان ذلك قبل أربع سنوات”، مضيفةً “أشعر أحيانًا أني ما زلت أعزف هناك في ذلك المكان المدهش”.

وشاركت عنب بلدي في الإعداد للتقرير الذي أنجزته الصحفية الأمريكية كريستينا أسكويث، بالمشاركة مع الصحفية التركية نهال كيالي.

ولوري هي طفلة من بين مئات آلاف الأطفال السوريين في تركيا، ومسجلين ضمن أكثر من مليوني لاجئ سوري، بحسب الإحصاءات الحكومية الرسمية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة