نتيجة تردي الأوضاع الصحية وندرة الأدوية

انتشار الليشمانيا والتهاب الكبد الوبائي في إدلب

tag icon ع ع ع

إدلب – مالك العبد المجيد

في ظل توقف النظام عن تزويد المشافي والمراكز الصحية بالمستلزمات والأدوية المطلوبة ومن ثم استهدافها وتدمير عدد منها، إضافة للتضييق على كوادرها، بدأت إدلب تشهد نقصًا في الدواء وانعدامًا في الخدمات الطبية الأساسية وغير الأساسية. ونتيجة لذلك شكل الثوار نقاطًا طبية ومشاف ميدانية بتمويل ثوري محض في ظل ظروف أمنية وعسكرية صعبة تشهدها المدينة وريفها.

وبالرغم من تمكن الثوار من توفير المكان اللازم لإنشاء تلك المراكز الصحية، إلا أنهم لم يتمكنوا من توفير الكوادر الطبية والأدوية واللقاحات الضرورية لافتقارهم للتمويل والدعم.

وقد انتشرت الكثير من الأوبئة والأمراض في إدلب نتيجة لتلوث المياه وعدم وجود مواد لتعقيمها، بالإضافة إلى سوء مواد التدفئة المستخدمة والأوساخ المتراكمة في الشوارع خصوصًا بين الأطفال دون سن الثامنة نظرًا لمناعتهم الضعيفة، ومما زاد الأمر سوءًا نزوح الأهالي داخليًا وما ترتب عليه من ظروف معيشية غير صحية لاسيما مع برودة الطقس ونقص المحروقات، الأمر الذي خلق ظروفًا ملائمة لانتشار الأمراض.

وعند الرجوع لسجلات المشافي الميدانية والنقاط الطبية، تبين أن 70% من حالات الأمراض المسجلة كانت لدى الأطفال وأهم هذه الأمراض التي انتشرت بشكل كبير ما يعرف علميًا بالليشمانيا أو حبة حلب وبالعامية «حبة السنة» حيث ذكر الطبيب محمد وهو مدير إحدى النقاط الطبية أن حبة السنة انتشرت بشكل غير طبيعي في ظل انعدام الدواء المناسب لها، وبسبب الوضع الخدمي الرديء والبيئة السيئة المحيطة بالسكان. كما أكد أسامة وهو ممرض في إحدى النقاط الطبية أن حالات الليشمانيا التي ترد إلى المركز يوميًا لا تقل عن 6 أو 7 حالات «إلا أننا نقف عاجزين عن مداواتها بسبب عدم وجود اللقاح». في حين أكد أبو ناصر وهو فني تخدير أنه تم تسجيل 350 حالة ليشمانيا حتى الآن، إلا أن عدد الإصابات الفعلي أكبر من ذلك.

وكانت أدوية هذا المرض تتوفر في الصيدليات ومراكز بيع الأدوية سابقًا، ولكن بسبب فرض النظام حصاره على إدلب وريفها يتعذر الوصول للدواء ما يحرم مرضى الليشمانيا من الحصول على العلاج البسيط لهذا الوباء بحسب الدكتور أبو ابراهيم مدير إحدى النقاط الطبية.

كما تم تسجيل حالات ربو عامة، إضافة إلى أمراض ذات منشأ عصبي ونفسي كالكولون والسكري، نتيجة التشنج والانفعال والخوف، إضافة لأمراض الشتاء كالزكام والرشح والنزلة الصدرية والربو، حيث تم توثيق 3 وفيات من الأطفال بسبب البرد الشديد وعدم وجود تدابير حماية كافية، كما تحولت بعض الأمراض البسيطة إلى أمراض مستعصية بسبب غياب الدواء والكوادر.

والجدير بالذكر أنه في الفترة الأخيرة ظهرت أعراض تشبه أعراض التهاب الكبد الوبائي، وقد سجلت 6 حالات من هذا المرض حتى الآن، وهذا المرض يستدعي جهودًا طبية كبيرة بسبب تكاليف علاجه الباهظة، إذ يصل ثمن الإبرة الواحدة لـ 50 ألف ليرة، وكانت وزارة الصحة تمنحها بسعر 1500 ل.س قبل أن يوقف النظام إمداد المشافي والمستوصفات في إدلب بالأدوية النوعية، والتي كانت تصل عبر وزارة الصحة، مثل أدوية الليشمانيا والتهاب الكبد والبنسيلن ولقاح الأطفال.

وقال مالك الذي يعمل ممرضًا في إحدى النقاط الطبية أن النقطة تقدم خدماتها مجانًا للمواطنين ولكنها غير مؤهلة بالأدوية والتجهيزات الأخرى الضرورية، خاصة في ظل انعدام التيار الكهربائي. فيما أشار الصيدلاني أبو حمزة أنه وبالرغم من أن المشفى قريب من نقطة اشتباكات وادي الضيف وتقدم خدماتها لبلدة تعداد سكانها 20 ألف نسمة إلا أن حجم الطموحات كبير جدًا بالمقارنة بحجم التجهيزات وخير شاهد على ذلك وقوفنا «عاجزين» أمام مداواة أمراض الأطفال وتأمين اللقاحات الضرورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة